النازحون في اليمن... بين الموت عطشاً أو بانفجار لغم حوثي

TT

النازحون في اليمن... بين الموت عطشاً أو بانفجار لغم حوثي

مع استمرار الميليشيات الحوثية في زرع الآلاف من الألغام الأرضية، وبصورة غير معهودة، حذرت منظمة إغاثية دولية من تأثير هذه الألغام والذخائر غير المنفجرة، وقالت إنها ستظل تهديداً يعرّض حياة اليمنيين لسنوات مقبلة، خصوصاً الأطفال والعمال في المزارع.
وبحسب المجلس الدنماركي للاجئين، فإن الميليشيات فرضت على النازحين العائدين إلى مناطقهم الاختيار بين المخاطرة بالموت بسبب لغم أرضي أو الموت من العطش، وقال إنه حدد مساحة تعادل مساحة 140 ملعباً لكرة القدم في منطقة واحدة ملوثة بالألغام، مؤكداً أن حاجة اليمنيين للسلام هي نفس حاجتهم للمساعدة في تطهير أراضيهم من الألغام.
ونبه الأمين الأمين العام للمركز، شارلوت سلينتي، إلى أنه حتى لو انتهى القتال الآن، فإن انتشار الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة سيترك وراءه إرثاً مميتاً للمدنيين في البلاد.
وقال إن المدنيين يواجهون بالفعل تهديداً جديداً يبدو أنه سيعرِّض حياتهم للخطر لسنوات مقبلة. وذكر أن الأطفال يُضطرون للسير في حقول الألغام للوصول إلى المدرسة، وفي مجتمعات معزولة عن المياه حيث يتم زرع الألغام الأرضية بالقرب من الآبار.
وأصبح المزارعون غير قادرين على إطعام أسرهم أو كسب لقمة العيش، بينما تتناثر الذخائر غير المنفجرة في حقولهم.
المسؤول الإغاثي أفاد بأن الأسر النازحة عادت مؤخراً لتجد الأرض المحيطة بمنازلها مليئة بالألغام الأرضية، ومصدرهم الوحيد للمياه من بئر تقع في وسط حقل الألغام، وهذا يوجب عليهم كل يوم الاختيار بين المخاطرة بالموت بسبب لغم أرضي أو الموت من العطش.
وبين أنه في عام 2019 حددت الفرق التابعة له 105 كيلومترات مربعة من الأراضي الملوثة (أي 140 ملعب كرة قدم)، وقال إن هذا مجرد تقييم لمنظمة واحدة، وإن الوضع يزداد سوءاً منذ ذلك الحين، وسيكلف هذا الإرث القاتل أرواحاً لسنوات مقبلة ما لم يتم اتخاذ إجراء الآن.
وأكد أن الناس في اليمن يحتاجون في المقام الأول إلى سلام شامل لإنهاء هذا الصراع، وأنهم بحاجة إلى المجتمع الدولي لمحاسبة أولئك الذين انتهكوا القوانين الدولية، ويحتاجون أيضاً إلى المساعدة في تطهير أراضيهم من هذه الألغام، وإلا فبدلاً من إعادة بناء حياتهم، سيواجه الناس سنوات عديدة أخرى من الإصابات الخطيرة والموت أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.
وفي حين يواصل المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) مهامه في تطهير الأراضي اليمنية، أفاد بأنه انتزع أكثر من 1.485 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر مارس (آذار) 2022 زرعتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في مختلف المحافظات.
وذكر المركز، في بيان له، أن الألغام المنزوعة، منها 50 لغماً مضاداً للأفراد، و423 لغماً مضاداً للدبابات، و976 ذخيرة غير متفجرة، و36 عبوة ناسفة، ليرتفع عدد الألغام التي نُزعت خلال شهر مارس (آذار) إلى 5.395 لغماً.
وأوضح أن عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» حتى الآن بلغ 328 ألفاً و184 لغماً زرعتها الميليشيا الحوثية بعشوائية، لحصد المزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.