مساع أممية لتهدئة الوضع في مالي بين الأطراف المتنازعة

قبل أيام من توقيع اتفاق السلام والمصالحة

مساع أممية لتهدئة الوضع في مالي بين الأطراف المتنازعة
TT

مساع أممية لتهدئة الوضع في مالي بين الأطراف المتنازعة

مساع أممية لتهدئة الوضع في مالي بين الأطراف المتنازعة

أعلن المنجي الحامدي، رئيس بعثة الأمم المتحدة في مالي، خلال مؤتمر صحافي عقد في دكار، أمس (الجمعة)، أن الأمم المتحدة تحاول عقد اجتماع جديد بالعاصمة الجزائرية، بهدف دفع أطراف النزاع في مالي إلى تهدئة الوضع ميدانيا وذلك قبل توقيع اتفاق سلام مقرر في 15 مايو (أيار).
وقال الحامدي: «نحن بصدد بذل جهود لتشجيع كل الأطراف المنخرطة في النزاع ميدانيا على وقف إطلاق النار حتما وفورا بهدف توفير الظروف الملائمة قبل التوقيع في 15 مايو».
وأضاف الحامدي عقب اجتماع رؤساء مكاتب الأمم المتحدة في غرب أفريقيا: «ولذلك ما زلنا نحاول، الأمر ليس أكيدا حتى الآن، لتنظيم هذا الاجتماع في الجزائر نحاول تنظيمه نهاية هذا الأسبوع».
ويدفع المجتمع الدولي وضمنه الأمم المتحدة، الحكومة المالية والمجموعات الموالية لها وأيضا المجموعات المسلحة المعارضة إلى التوقيع في 15 مايو بالعاصمة المالية باماكو على «اتفاق السلام والمصالحة في مالي»، وهو ثمرة ثمانية أشهر من المفاوضات قادتها الجزائر.
ويذكر أن حكومة مالي قد وقعت وحلفاؤها الاتفاق بالأحرف الأولى في العاصمة الجزائرية، لكن المجموعات المتمردة المنضوية في تنسيقية حركات أزواد التي يهيمن عليها الطوارق لم توقعه حتى الآن.
وقال الحامدي إنه تباحث في نواكشوط مع ممثلين للتنسيقية الذين أبلغوه في 26 أبريل (نيسان) الماضي نيتهم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، لكن معارك اندلعت في 27 أبريل بشمال مالي «عرضت للخطر» هذا الالتزام.
واستولت في ذلك اليوم مجموعات مؤيدة للحكومة في ميناكا (شمال شرق) قرب الحدود مع النيجر، على مواقع للتمرد الذي رد بسلسلة هجمات سقط فيها الكثير من القتلى من الجانبين.
ومع اجتماع الجزائر تحاول الوساطة «حل المشكلة» التي أثارتها هذه المواجهات ولكن أيضا التوصل إلى «وقف فوري للمعارك» ودفع تنسيقية الطوارق «للحضور لتوقيع الاتفاق»، بحسب الحامدي.



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.