البداية القوية لفيرستابن ولوكلير تبشر بحقبة جديدة مثيرة لـ«فورمولا1»

فيرستابن ولوكلير وصراع يتجدد بعد سباقات الكارتينغ في الصغر (أ.ف.ب)
فيرستابن ولوكلير وصراع يتجدد بعد سباقات الكارتينغ في الصغر (أ.ف.ب)
TT

البداية القوية لفيرستابن ولوكلير تبشر بحقبة جديدة مثيرة لـ«فورمولا1»

فيرستابن ولوكلير وصراع يتجدد بعد سباقات الكارتينغ في الصغر (أ.ف.ب)
فيرستابن ولوكلير وصراع يتجدد بعد سباقات الكارتينغ في الصغر (أ.ف.ب)

بعد معركة الأجيال في الموسم الماضي، وانتزاع الشاب الهولندي ماكس فيرستابن اللقب من بطل العالم سبع مرات البريطاني لويس هاميلتون، ظهر شارل لوكلير (من موناكو) ليشعل الحقبة الجديدة من بطولة العالم لسباقات «فورمولا1».
وشهد أول سباقين في الموسم تحت الأضواء الكاشفة بالبحرين والسعودية منافسة مثيرة بين شارل لوكلير سائق فيراري، وفيرستابن سائق رد بول بفوز كل منهما بسباق واحد.
ويقود السائقان البالغان من العمر 24 عاماً، الجيل الجديد من الشبان الذين كانوا أطفالاً عندما بدأ هاميلتون سائق مرسيدس مسيرته في «فورمولا1» عام 2007، حيث كان لوكلير وفيرستابن يتنافسان منذ صغرهما في سباقات الكارتينغ.
وقال ماتيا بينوتو رئيس فيراري: «تنافسا في طفولتهما والآن يتنافسان على صدارة (فورمولا1)، إنه أمر جيد جداً للبطولة بعد بداية رائعة للموسم».
ويتصدر لوكلير الترتيب متقدماً على زميله الإسباني كارلوس ساينز (27 عاماً) ويليهما فيرستابن ثالثاً، وجورج راسل (24 عاماً) في المركز الرابع مع مرسيدس بينما يأتي هاميلتون خامساً.
ومرت مسابقات السيارات للفئة الأولى بتغييرات جذرية في اللوائح على أمل جعل المنافسة أقرب وأكثر إثارة، وقال كريستيان هورنر رئيس رد بول: «في السباقين الأخيرين، رأينا شارل وماكس بعضهما يتجاوز بعضاً نحو عشر مرات، وهو ما لم نشهده في المواسم السابقة، كانت منافسة رائعة. إنها مجرد بداية، لكنها تدل على نجاح تطبيق اللوائح وجعل السباقات أكثر تكافؤاً وإثارة. هذا مذهل».
وتقام الجولة التالية في أستراليا بالعاشر من أبريل (نيسان)، قبل عودة «فورمولا1» لأوروبا بسباق إيمولا الإيطالي أمام جماهير فيراري. وقال هورنر: «سيكون الأمر الآن متعلقاً بتطوير السيارات، وإطلاق العنان لإمكانات استمرارها في المنافسة التي ما زالت في بدايتها. يمكننا أن نرى فيراري يملك سيارة سريعة جداً، وستكون فترة مزدحمة خلال بقية الربيع لمحاولة استخراج كل إمكانات السيارات وفهم كيفية عمل الإطارات، وما إلى ذلك من خلال السباقات القليلة المقبلة».
ويقود فيراري الطريق إلى ملبورن، حيث يتصدر بطولة الصانعين بعد الحصول على 78 نقطة من 88 نقطة وهو الحد الأقصى، لكن بينوتو يقول إن رد بول ما زال هو الفريق الذي يجب التغلب عليه، وأوضح: «أعتقد أنها ستكون معركة متكافئة، أعتقد أن رد بول ما زال سريعاً للغاية، فهو الأقوى لأن لديه بطل العالم». وأضاف: «أود أن أقول إن (رد بول) ما زال المرشح، ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا، دعونا نرى. هناك كثير من المواقف التي قد تحدث».
ويحتل رد بول المركز الثالث في بطولة الصانعين برصيد 37 نقطة متأخراً بنقطة واحدة عن مرسيدس، وما يقلق الفريق هي مشاكل الكفاءة بالسيارة، حيث خرج خالي الوفاض من سباق البحرين. وأوضح هورنر: «الحظ يميل إلى تعادل الأمور على مدار العام. علينا فقط التعامل مع كل سباق على حدة. نحن بعيدون عن الهدف الآن. نجحنا في حصد النقاط وفزنا بأول سباق لنا هذا العام. السائقان نافسا بقوة والآن لدينا بعض الزخم».
وفي جدة كان رد بول الأسرع في المسارات المستقيمة، بينما كان فيراري أسرع في المنعطفات، وستلعب الحلبات المختلفة على نقاط قوة كل فريق. وفي هذه الأثناء، يجب على مرسيدس بطل الصانعين الذي كان مهيمناً على البطولة التعامل مع مشكلة الارتدادات في سيارته للعودة إلى المنافسة. ويقول هورنر: «إنها معركة قوية مع فيراري. ليس لدي أي شك في أن مرسيدس سينضم في مرحلة ما إلى تلك المعركة، لكن تركيزي ينصب بشكل كبير على فريقنا».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».