نزاع الصحراء وأزمة الطاقة يتصدران مباحثات الرئيس الجزائري مع بلينكن اليوم

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى الرباط أمس (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى الرباط أمس (رويترز)
TT

نزاع الصحراء وأزمة الطاقة يتصدران مباحثات الرئيس الجزائري مع بلينكن اليوم

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى الرباط أمس (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لدى وصوله إلى الرباط أمس (رويترز)

سيظهر المسؤولون في الجزائر، خلال استقبالهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، حرصاً كبيراً على تبليغ مواقفهم من ملفات شديدة الأهمية لديهم، وفي مقدمتها نزاع الصحراء وآخر تطوراته، والأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا، والعلاقات الثنائية في مجال المبادلات التجارية والتعاون الأمني في إطار «الحوار الاستراتيجي» الذي يجمع البلدين. ويعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي بكبار المسؤولين الجزائريين في بلادهم الأول منذ 2014، وخلال المحادثات، التي ستجري بقصر الرئاسة مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمضان لعمامرة، سيعرض الجانب الجزائري، بحسب مراقبين محليين، وجهة نظره من قضية الصحراء وخلاف الجزائر مع المغرب حولها، وبالخصوص استياء الجزائر من الدعم، الذي قدمته إسبانيا للمغرب بشأن مقترح «الحكم الذاتي»، والذي جعل الجزائر تستدعي سفيرها بمدريد «من أجل التشاور». وتحدث مراقبون يومها عن «أزمة سياسية» بين الشريكين التجاريين الكبيرين في منطقة المتوسط.
وفي أجندة المحادثات أيضاً الحرب الجارية في أوكرانيا، والقلق الذي يبديه شركاء الجزائر الأوروبيون بخصوص الاضطرابات بالتزويد بالطاقة، خصوصاً أن الجزائر أكدت أنها لا تملك الكمية الكافية لتعويض الغاز الروسي.
أما في الملف الليبي فسيسمع بلينكن من محاوريه تأكيداً على «تعهد الجزائر بمرافقة ليبيا للخروج من أزمتها، وفق مقاربة قائمة على الحوار والمصالحة الوطنية. علماً بأن الجزائر تطالب بعدم تدخل القوى الأجنبية عن ليبيا في شؤونها الداخلية، وقد سبق للرئيس تبون أن قال إنه «لا شيء في ليبيا يتم من دون استشارة الجزائر»، التي تعتبر نفسها أكثر بلد بالمنطقة تضرراً من الأزمة بالجارة الشرقية، خصوصاً فيما يتعلق بتهريب السلاح، وتسلل إرهابيين عبر الحدود التي يفوق طولها 900 كلم.
وبين الجزائر وواشنطن «حوار استراتيجي»، يعقد بصفة دورية في العاصمتين برئاسة وزيري خارجية البلدين. وستكون الملفات التي تناقش فيه، موضوع محادثات بلينكن مع المسؤولين الجزائريين، وبالخصوص ما يتعلق بالإرهاب في الساحل الأفريقي وتهريب البشر، وتجارة السلاح والهجرة غير النظامية، ومجمل التحديات الأمنية، التي تشكل هاجساً لدى شركاء الولايات المتحدة الأميركية جنوب حوض المتوسط، وهي ترى في الجزائر شريكاً هاماً للتصدي لهذه المشاكل.
وخلال زيارة وزير الدفاع السابق مارك إسباير للجزائر في 2020 وصف البنتاغون الجزائر بأنها «شريك مهم للغاية في المنطقة لناحية الأمن والاستقرار الإقليميين، وكذلك في مواجهة تهديد الجماعات الإرهابية المسلحة».
وأكدت الخارجية الأميركية في بيان يوم 24 من الشهر الحالي أن بلينكن سيحل بالجزائر في إطار جولة، تشمل في بدايتها إسرائيل والضفة الغربية والمغرب.
مبرزاً أنه سيبحث مع المسؤولين الجزائريين «الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعاون التجاري، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية». كما يفتتح الوزير، حسب البيان ذاته «فسحة الولايات المتحدة بصفتها دولة الشرف في معرض الجزائر التجاري الدولي، وهو أكبر معرض تجاري من نوعه في أفريقيا، ويجتمع بممثلين عن الأعمال الأميركية في الجزائر لمناقشة تعميق العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين».



«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».