يتواصل ضغط المجتمع الدولي على حركة «طالبان» الحاكمة في كابول للسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس، مع ازدياد المخاوف على حقوق الإنسان عموماً، والمرأة خصوصاً، ما يمكن أن ينعكس سلباً على مؤتمر دولي لجمع الأموال لأفغانستان مقرر عقده غداً (الخميس).
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ومساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر، أجرتا محادثات مع وزير خارجية «طالبان» بالإنابة، أمير خان متّقي، في الدوحة، أول من أمس (الاثنين)، وسط تزايد المخاوف بشأن حقوق الإنسان في أفغانستان، خاصة بالنسبة للمرأة.
ومارسودي والخاطر هما أول مسؤولتين أجنبيتين تلتقيان قيادياً في «طالبان» منذ أن أمرت الجماعة الأصولية المتطرفة الفتيات بالعودة إلى منازلهن الأربعاء الماضي، بعد ساعات قليلة من فتح أبواب المدارس الثانوية أمامهنّ. وقالت مرسودي، في تعليق على حسابها الخاص على «تويتر»، إنها والخاطر ناقشتا مع متّقي «المسألة الإنسانية والتعليم للجميع في أفغانستان».
وقال مصدر مطّلع على النقاشات، التي جرت أول من أمس (الاثنين)، إنّ الاجتماع تناول «موضوع تعليم الفتيات، إضافة إلى حقوق المرأة». وألغت الولايات المتحدة محادثات مقررة مع متقي في الدوحة، نهاية الأسبوع احتجاجاً على الإجراء المدرسي.
وكانت «طالبان» أمرت أيضاً شركات الطيران في أفغانستان بمنع صعود نساء على متن الطائرات، في حال لم يكنّ برفقة محرم، في تدبير جديد يقيّد حريّات الأفغانيات. كما شدّدت القيود على وسائل الإعلام الأجنبية. وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان، توماس ويست، أمام تجمّع لقادة السياسة في الدوحة، نهاية الأسبوع الماضي، إنّه يتوقع عودة «طالبان» بسرعة عن قرار منع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية. وتم إلغاء مشاركة متقي في منتدى الدوحة، على الرغم من وصوله إلى قطر، حيث يوجد مكتب تمثيلي لـ«طالبان».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لم يلتقِ أيُّ مسؤول أميركي بما يسمّى وزير الخارجية بالإنابة متّقي خلال زيارته لقطر، بما في ذلك خلال منتدى الدوحة».
وعلّق دبلوماسي بعد اجتماعات الاثنين بأنّ «المجتمع الدولي يريد أن يبعث برسالة، مفادها أنّ ما يحدث غير مقبول».
وتخوفت حكومات أجنبية من أن سلوك «طالبان» قد يتسبب بردّ فعل سلبي في مؤتمر دولي تنظمه ألمانيا وبريطانيا غداً (الخميس) لجمع الأموال لأفغانستان، في ظلّ تحذيرات أطلقتها منظمات إغاثية من أزمة غذائية وصحية في البلد البالغ عدد سكانه 37 مليون نسمة.
وقد يلحق هذا الإجراء الضرر بمناشدة الأمم المتحدة جمع 4.4 مليار دولار لتغطية احتياجات أفغانستان الغذائية والصحية هذا العام.
وقدّمت ألمانيا 600 مليون يورو مساعدات لأفغانستان العام الماضي، لكنّ سفيرها المعيّن لدى أفغانستان ماركوس بوتزيل قال: «من الصعب للغاية إقناع سياسيّينا ومواطنينا وإعلامنا بتقديم أموال عامة لبلد، يتمّ فيه حرمان النساء من التعليم».
وقالت ملالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إنّ الجماعة المتشدّدة «تسيء استخدام اسم الإسلام» من خلال منع الفتيات من التعلّم، لكنّها توقّعت ألا يستمر الحظر، لأنّ المرأة الأفغانية تشعر «بالتمكين».
ضغط دولي على «طالبان» للسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس
مخاوف من انعكاسات سلبية على مؤتمر دولي لمساعدة أفغانستان
ضغط دولي على «طالبان» للسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة