الجيش الأميركي بدأ تدريب وحدة صغيرة من المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن.. والائتلاف يرحب

قيادي في «الحر»: اختيروا من المنطقة الشرقية.. والبرنامج محصور في المقاتلين الميدانيين

الجيش الأميركي بدأ تدريب وحدة صغيرة من المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن.. والائتلاف يرحب
TT

الجيش الأميركي بدأ تدريب وحدة صغيرة من المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن.. والائتلاف يرحب

الجيش الأميركي بدأ تدريب وحدة صغيرة من المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن.. والائتلاف يرحب

بدأ الجيش الأميركي تدريب وحدة صغيرة من المعارضة السورية «المعتدلة» في الأردن كي تتولى إثر عودتها إلى بلادها مواجهة تنظيم داعش بعد أشهر من التدقيق المكثف في هويات الذين يتلقون التدريبات.
وفي حين أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر لصحافيين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، أن «هناك نحو 90 متدربا في الوحدة»، متوقعًا «بدء تدريب وحدة أخرى الأسبوع المقبل»، قال عضو هيئة الأركان في الجيش السوري الحر أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، إن المعلومات المتداولة عن هؤلاء المتدربين «تؤكد انتماءهم إلى المنطقة الشرقية» في إشارة إلى محافظة دير الزور، بشرق سوريا، التي يسيطر تنظيم داعش على القسم الأكبر منها، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الدفعات الأخرى «ستلحظ مقاتلين من جنوب سوريا».
التدريبات العسكرية التي أجلت لفترة مطولة شملت برامج مشابهة في تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، وفق كلام مسؤول أميركي، كما قد يتلقى المعارضون دعما جويا من الجيش الأميركي إذا دعت الحاجة. وبينما برزت مخاوف من تشدد معارضين يقاتلون نظام الرئيس السوري بشار الأسد على غرار مقاتلي «داعش»، شدد كارتر، في تصريحاته، على أن مجموعة المتدربين الأولى تضم «أفرادا جرى التحقق منهم بدقة» وتعمل في موقع آمن. وأضاف: «إنهم يتلقون راتبا إضافة إلى التدريب والمعدات والدعم». وتابع: «إن إحدى النواحي المهمة في تدريبهم هي كيفية التصرف بشكل يحترم القانون الدولي»، مشيرًا إلى أن «أي دعم مستمر لهم مشروط بحسن سلوكهم على الدوام».
بدوره، قال العاصمي، إن برامج التدريب «محصورة بمقاتلي الجيش السوري الحر»، مشددًا على أن الأسماء «يتم اختيارها بعناية، إضافة إلى دراسة ملفاتها الأمنية، بالاتفاق مع الدول التي تستضيف معسكرات التدريب على أراضيها». كما نفى أي دور لهيئة أركان الجيش السوري الحر أو وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، في عملية التدريب وانتقاء المتدربين، مشددًا على ضرورة أن يتلقى المتدربون متابعة في الميدان.
من جهة ثانية، مع قول العاصمي إن «التدريب إيجابي لجهة انعكاسه على مسار الأزمة في سوريا لقتال (داعش) أو النظام لاحقًا»، فإنه أردف أن الفصائل التي تتلقى التدريب «لا تزال أعدادها قليلة»، لافتًا إلى أن التدريب «يركز على تأهيل مقاتلين للميدان، وليس ضباطًا يمكن أن ينقلوا الخبرات إلى مقاتلين آخرين».
في هذه الأثناء، في العاصمة الأردنية عمّان أعلن المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن التدريب بدا قبل أيام، مؤكدًا أن «الحرب على الإرهاب هي حربنا وحرب العرب والمسلمين لحماية مصالحنا وأمن وسلامة شعوبنا». وكان الأردن قد أعلن في مارس (آذار) أنه سيساعد على تدريب عناصر من العشائر السورية على محاربة تنظيم داعش.. «لكن الدعم الأميركي بطيء».
ومن جانبه، رحب «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» بهذه الخطوة، إذ أكد نائب رئيسه هشام مروة، أن الإعلان عن بدء برنامج التدريب والتجهيز حسب الاتفاق التركي – الأميركي.. «يمثل خطوة يمكن الاستفادة منها في تطوير قدرات الجيش السوري الحر، وخصوصًا أن هذا البرنامج يأتي في سياق إعداد مقاتلين مؤهلين للدفاع عن الشعب السوري في مواجهة إرهاب نظام الأسد أو اعتداءات تنظيم داعش». ورأى أن الاتفاقية التي تم توقيعها بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية لتدريب مقاتلين سوريين.. «تهدف لتحقيق تحول سياسي حقيقي على أساس بيان جنيف بشأن سوريا، ولتقوية الثوار في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف ومواجهة جميع العناصر التي تشكل خطرًا على الشعب السوري والتي يدخل نظام الأسد ضمنها، وتطوير إمكانيات وقدرات الثوار».
وأشار مروة إلى أن الائتلاف «يؤكد أنه لا بد، وبالتوازي مع ذلك، من سحب كل أنواع الاعتراف بالنظام الذي فقد شرعيته بسبب الجرائم التي ارتكبها ودعم الجهود من أجل التمهيد لانتقال سياسي كامل يقطع حميم الموت، ويفتح الباب أمام إعادة البناء والانتقال بسوريا إلى دولة تحقق تطلعات السوريين جميعًا».
ما يذكر أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان تعرض لانتقادات صقور السياسة الخارجية في واشنطن بسبب بطء وتيرة برنامج التدريب. وأمضت إدارته أشهرا في اختيار المعارضين الذين سيتم تدريبهم والتدقيق في هوياتهم لضمان عدم تسلل جهاديين إلى صفوفهم. وأفاد مسؤولون في البنتاغون بأن أكثر من 3750 سوريًا تطوعوا للمشاركة في التدريبات تم اختيار 400 منهم قبل التدقيق في هوياتهم. كذلك أقر الكونغرس الأميركي ميزانية 500 مليون دولار لتدريب نحو 5000 مقاتل سوري. ومن المتوقع أن يساعد نحو ألف جندي أميركي في العملية كما سبق أن انتشر نحو 450 عنصرا من التحالف بقيادة أميركية لهذا الغرض. لكن خطة تشكيل قوة معتدلة من المعارضة السورية شهدت خلافات بين واشنطن والحلفاء في المنطقة. وتريد تركيا وحكومات إقليمية أخرى من المعارضين السوريين مواجهة النظام في دمشق فيما تؤكد واشنطن أن أولويتها هي الخطر الجهادي.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أكد أن قبضة الأسد على السلطة بدأت تتراخى. وقال للصحافيين: «هناك تباطؤ في اندفاعه النظام. وسأسعى لو كنت مكانه إلى البحث عن فرصة للتفاوض». إلا أن وزير الدفاع قال إنه من المنتظر أن تواجه القوة الجديدة تنظيم داعش، وإن كانت القوات الأميركية ستدعمها إذا ما اصطدمت بقوات نظامية. متابعًا: «سنسعى بالتأكيد لحمايتهم.. ربما بالدعم الجوي. الأمر مرهون بمكان وجودهم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.