المقاومة الشعبية تحرر ميدان السفينة وتبسط نفوذها على طريق عدن ـ تعز

قوات التحالف تضرب مواقع تجمع الحوثيين

بنايات مدمرة على أثر تعرضها للقصف بعد اشتباكات بين الحوثيين وقوات المقاومة الشعبية في عدن أمس (رويترز)
بنايات مدمرة على أثر تعرضها للقصف بعد اشتباكات بين الحوثيين وقوات المقاومة الشعبية في عدن أمس (رويترز)
TT

المقاومة الشعبية تحرر ميدان السفينة وتبسط نفوذها على طريق عدن ـ تعز

بنايات مدمرة على أثر تعرضها للقصف بعد اشتباكات بين الحوثيين وقوات المقاومة الشعبية في عدن أمس (رويترز)
بنايات مدمرة على أثر تعرضها للقصف بعد اشتباكات بين الحوثيين وقوات المقاومة الشعبية في عدن أمس (رويترز)

حررت المقاومة الشعبية في عدن، أمس (الجمعة)، ميدان السفينة في منطقة المنصورة من قبضة ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، بعد معارك وصفت بالأعنف في المحافظة، فيما بسطت المقاومة نفوذها على طريق «عدن - تعز» الممتد إلى ميدان السفينة، وميدان الكراع، وحررت المباني التي حولها الحوثيون لمراكز للقناصة.
واستغلت المقاومة الشعبية ضرب قوات التحالف لتجمعات الحوثيين في مواقع متعددة، إذ قامت بالتزامن مع الضربات الجوية، بتنفيذ عمليات عسكرية مباغتة في تلك المواقع، ونجحت في السيطرة عليها بعد سلسلة معارك كبدت خلالها ميليشيات الحوثيين خسائر كبيرة في العتاد، فيما فرت أعداد كبيرة من الحوثيين باتجاه خور مكسر. وأقامت المقاومة الشعبية، نقاط تفتيش على مداخل المناطق المحررة، تحسبا من عودة ميليشيات الحوثيين وتسللهم إلى هذه المناطق، إضافة إلى نشر أعداد كبيرة من المقاومة لفرز المباني والتأكد من خلوها من وجود أفراد من الحوثيين الذين ربما لجأوا للاختباء في مساكن المواطنين بعد أن أخليت بالقوة من قبل الميليشيات.
وأنشأ مجلس المقاومة غرفة عمليات مزدوجة للتنسيق بين جبهات المقاومة السبعة، وقوات التحالف، لتحديد المناطق الأكثر تضررًا، والتي يصعب على المواقع الدخول في مواجهة مباشرة مع ميليشيات الحوثيين المدعومة بقوات الرئيس المخلوع، إضافة إلى تركيز الضربات على تجمع مدرعات الحوثيين والأسلحة الثقيلة التي تعتمد عليها الميليشيات في حربها ضد المقاومة. وقال لـ«الشرق الأوسط» علي الأحمدي المتحدث باسم مجلس المقاومة، إن الوضع الحالي في محافظة عدن متميز عما كان عليه قبل عدة أيام، إذ نجحت المقاومة في بسط نفوذها والانتصار في مواقع مختلفة كان لذلك الأثر الإيجابي على الأفراد، بعد عملية مقتل قائد المنطقة العسكرية قبل عدة أيام. وأضاف الأحمدي، أن من أبرز تلك الانتصارات التي سجلت أمس (الجمعة) تمثل في دحر ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح في ميدان السفينة، والتي كانت الميليشيات تسيطر عليه، لفترة من الزمن ونشرت خلال وجودها أعدادا كبيرة من القناصة على المباني على امتداد الطريق، موضحا أن غالبية العمليات نسقت المقاومة فيها مع قوات التحالف التي أصابت جيوب لميليشيات الحوثيين كانت تتحرك في مواقع مختلفة، واستفادت المقاومة من هذه الضربات فشنت هجوما مزدوجا على ميليشيات الحوثيين أسهمت في تكبدهم خسائر كبيرة. وعلى الفور وفقا للأحمدي، مشطت المقاومة المنطقة مع تحرك الدبابات في آن واحد، ونشرت نقاطا عسكرية للمقاومة على مداخل المواقع المحررة، تحسبا من عودة الحوثيين، وطهرت المباني التي كان القناصة يتمركزون فيها، وهو ما دفع الحوثيين إلى الانسحاب والتراجع من منطقة دار سعد بعد معارك عنيفة، مؤكدا أن معنويات أفراد المقاومة مرتفعة بهذه الانتصارات التي تفاعلت معها كل الجبهات للتحرك نحو مناطق أخرى لتطهيرها من قبضة الحوثيين.
وأشار المتحدث باسم مجلس المقاومة، إلى أن العمليات المتتالية والقصف الجوي مكّن المقاومة من السيطرة على طريق عدن تعز الممتد إلى ميدان السفينة، وميدان الكراع، وتم على الفور تطهيرها من الوجود المسلح للحوثيين، مشددا على أن الكثير من المناطق ومنها كريتر والمعلا والتواهي، لا توجد بها وحدات متمركزة للحوثيين على أرض الواقع، إذ تعمد الميليشيات على نشر القناصة على المباني للتحكم في الشوارع الرئيسية وهو ما يمكنهم من السيطرة على بعض المواقع.
وحول آلية التواصل مع جبهات المقاومة، لفت الأحمدي، إلى أن المجلس أنشأ غرفة عمليات حديثة للربط بين قوات التحالف والجبهات التي يمكن التواصل معها لتحديد الأهداف، موضحا أن الكثير من الجهات كان يصعب التواصل معها في وقت سابق، وتحديدا في خور مكسر والمعلا بسبب الحصار الذي كان موجودا، ورغم هذا الحصار فإن الجبهات الأخرى كانت تمدها بالأفراد والسلاح، لافتا إلى أن المجلس نسّق مع جبهات المقاومة خارج عدن ومنها «أبين، وتعز، والبيضة» لضرب الإمدادات العسكرية التي ترسل لدعم الحوثيين في عدن.
وعن الوضع في التواهي، قال الأحمدي إن التواهي تعيش لحظات من الهدوء والترقب الحذر، وخاصة أن المقاومة فضّلت بعد مقتل قائد المنطقة العسكرية التراجع، خوفا من الأعمال الإجرامية التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين، إذا استخدم الحوثيون وحليفهم صالح «آر بي جي»، في قصف المباني والقتل العشوائي، راح ضحيتها عشرات الرجال والنساء والأطفال.
ويبدو بحسب مختصين عسكريين أن أحداث التواهي انعكست على المقاومة الشعبية في إعادة ترتيب صفوفها، وهو ما ذهب إليه المتحدث باسم مجلس المقاومة، بقوله إن أحداث التواهي كان لها أثر كبير على أفراد المقاومة، والذين رأوا خلال اجتماع لعدد من القيادات فيها أن المسألة أصبحت حياة أو موتا، الأمر الذي تم خلاله إعادة ترتيب الصفوف وتوزيع الأفراد بحسب احتياج كل جبهة لرد الهجوم ميليشيات الحوثيين القادمين من جهة دار سعد، وجعولة وميدان السفينة، وحصل تصدٍ من المقاومة بشكل بطولي.
وأكد الأحمدي، نزوح 90 في المائة من سكان مديرية خور مكسر، بسبب جرائم الحرب التي نفذتها ميليشيات الحوثيين بحق المواطنين العزل، وخاصة أن المديرية لم تشهد خلال اليومين الماضيين أي مواجهات عسكرية تدفع الميليشيات لخرق الأنظمة الدولية في حماية المدنيين في مواقع النزاع.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.