اجتماع النقب السداسي بحث «النووي» الإيراني وأوكرانيا

لابيد أعلن أن اللقاء سيصبح منتدى دائماً وحث الفلسطينيين على الانضمام إليه

من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين خلال اجتماع النقب (أ.ب)
من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين خلال اجتماع النقب (أ.ب)
TT

اجتماع النقب السداسي بحث «النووي» الإيراني وأوكرانيا

من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين خلال اجتماع النقب (أ.ب)
من اليمين: وزراء خارجية الإمارات والمغرب والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر والبحرين خلال اجتماع النقب (أ.ب)

عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظراؤه من إسرائيل وأربع دول عربية اجتماعاً تاريخياً الاثنين تتركز المحادثات خلاله على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشارك في الاجتماع المنعقد في منتجع سدية بوكير في صحراء النقب، كل من وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر.
وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستستمر بقوة في دعم عملية التطبيع. وتابع خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن واشنطن وحلفاءها سيعملون معا لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية، بما في ذلك إيران ووكلاؤها.

من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن تعزيز العلاقات بين إسرائيل والشركاء العرب سيردع إيران. وأضاف «ما نقوم به هنا هو صنع التاريخ وبناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدم والتكنولوجيا والتسامح الديني والأمن والتعاون الاستخباراتي. وتابع «هذه التركيبة الجديدة- القدرات المشتركة التي نبنيها- ترهب وتردع أعداءنا المشتركين وفي مقدمتهم إيران ووكلاؤها».
وأشار لابيد إلى أن الاجتماع سيُعقد بانتظام وحث الفلسطينيين على الانضمام في المستقبل. وقال وهو يقف إلى جانب نظرائه من الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة «قررنا الليلة الماضية تحويل اجتماع النقب إلى منتدى دائم». وأضاف «نحن اليوم نفتح الباب أمام كل شعوب المنطقة، ومن بينهم الفلسطينيون، ونعرض عليهم استبدال طريق الإرهاب والدمار بمستقبل مشترك من التقدم والنجاح».
والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في سبتمبر (أيلول) 2020 في إطار اتفاقات أبراهام، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان.
وسبقتهما مصر في توقيع اتفاقية للسلام مع الدولة العبرية في عام 1979. والأردن في عام 1994.

إلى ذلك، لفت وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني إلى أهمية توقيت الاجتماعات بسبب سلوك الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، وأكد الوقوف ضد الإرهاب بكافة أشكاله.
فيما أشار وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أن المشاورات في النقب هدفت لمعالجة التحديات في المنطقة، مشدداً على أهمية عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة إنه تم تحقيق الكثير من التقدم في العلاقات مع إسرائيل. وأضاف: «قريباً سنعمل على زيادة التبادل الدبلوماسي مع إسرائيل». وأضاف أن حضوره الاجتماع في إسرائيل هو «أفضل رد» على هجمات مرتبطة بتنظيم «داعش» مثل إطلاق وابل من النار في إسرائيل، والذي وصفه بأنه هجوم إرهابي، وقال للصحافيين «أعتقد أن وجودنا هنا اليوم هو أفضل رد على مثل هذه الهجمات».

وسيطر ملف إحياء الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015 على اجتماعات بلينك أمس مع كل من لابيد والرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء نفتالي بنيت.
وقال بلينكن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع لبيد أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن «العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي»، ليعود إلى ما كان عليه قبل انسحاب واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قال السبت أن الاتفاق النووي مع إيران ربما سيوقع خلال أيام.
وقال بلينكن «عندما يتعلق الأمر بما هو أهم، فنحن على توافق تام، كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبدا سلاحا نوويا».

من جانبه، أشار لابيد إلى «خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه» مع واشنطن «غير أنّ بيننا حوارا منفتحا وصادقا». وتابع «ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضروريا لوقف البرنامج النووي الإيراني».
وفي رام الله ناقش بلينكن خطة الحفاظ على الهدوء هذا العام خلال شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل وعيد الفصح اليهودي الذي يتزامن معه.
وأدت التوترات التي شهدتها القدس الشرقية في شهر رمضان العام الماضي إلى تأجيج النزاع وتسببت بتصعيد دموي مع قطاع غزة استمر 11 يوما.

وشدد بلينكين على ضرورة «منع الإجراءات من جميع الأطراف التي يمكن أن تثير التوترات ، بما في ذلك التوسع الاستيطاني (اليهودي)» في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في تصريحات تشير إلى إدانة شخصية نادرة للجهود الإسرائيلية لتوسيع عدد المستوطنين اليهود.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة قيام «جميع الأطراف بمنع إثارة التوترات بما في ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.