تطلع سعودي لريادة أعمال عالمية في التقنيات الخضراء والطاقة النووية

عبد العزيز بن سلمان: لدى المملكة برامج وحاضنات لدعم الكوادر الطموحة وتعزيز المنشآت الصغيرة

الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته أمس في مؤتمر ريادة الأعمال (الشرق الاوسط)
الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته أمس في مؤتمر ريادة الأعمال (الشرق الاوسط)
TT

تطلع سعودي لريادة أعمال عالمية في التقنيات الخضراء والطاقة النووية

الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته أمس في مؤتمر ريادة الأعمال (الشرق الاوسط)
الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال مشاركته أمس في مؤتمر ريادة الأعمال (الشرق الاوسط)

برعاية الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، انطلقت أمس فعاليات المؤتمر العالمي لريادة الأعمال بإجماع المشاركين على أن السعودية باتت منصة مثالية لانطلاق رواد الأعمال في جميع القطاعات، وذلك لوجود مجتمع متكامل يوفر مقومات النجاح للأفكار الخلاقة.
وأشار المتحدثون في جلسات اليوم الأول إلى أن الوقت الحالي يشكل فرصة مواتية لتحقيق النجاحات في قطاع ريادة الأعمال في ظل التسارع الذي تعيشه المملكة، والحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد السعودي، خاصةً بعد نجاح تجربتها في تكييف الأعمال مع جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد19».

الحلول الخضراء
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز إن قطاع الطاقة في بلاده يعمل لتقليل انبعاثات الكربون في الشرق الأوسط، ولا يبحث عن الدعم؛ بل عن العمل التشاركي لإيجاد تقنيات تسهل الأمور، مشيراً إلى أن العالم يرغب بالعمل مع السعودية للوصول إلى تكنولوجيا تخدم الحلول الخضراء.
وجاء حديث الأمير عبد العزيز بن سلمان خلال فعاليات المؤتمر حيث قال «لدينا برنامج توطين ونقدم دعماً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، حيث لا نرغب في فشلهم وخروجهم من المجال»، موضحاً أنه يجري العمل على تدريب كوادر من أبناء الوطن على برنامج المملكة النووي.

الجيل القادم
وحول دعم المملكة لشباب الأعمال، قال وزير الطاقة السعودي «يجب ألا ننسى أن من يقود رؤية السعودية 2030 شاب طموح للغاية ولا يعرف كلمة «مستحيل» وما دمنا محظوظين بقائد بمثل هذه الصفات، فمن البديهي أن في هذا البلد عدداً كبيرا من الشابات والشباب بالطموح والحماس والعزم نفسه يعملون لمستقبلهم ومستقبل بلدهم». وسلط وزير الطاقة السعودي خلال مشاركته الضوء على 14 شابا وشابة من فريق عمله في وزارة الطاقة، حققوا نجاحات خلال العمل في الوزارة.
وأضاف وزير الطاقة السعودي «إن المكاتب والحاضنات مكتظة بجيل مفعم بالحيوية من شابات وشبان متعلمين ومليئين بالحماس، الجيل القادم هو جيل واعد، يثبت جدارته على أرض الواقع».

بنية رقمية
من جهته، أكد المهندس صالح الرشيد محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، أن السعودية تتمتع بالمرونة خلال فترة الجائحة مع رواد الأعمال ودعم وتسهيلات للقطاع الخاص بواقع 6 في المائة، وقال «لدينا بنية رقمية قوية أسهمت في تقليل الأضرار الاقتصادية خلال الجائحة... المملكة أعطت الشركات المبتكرة دعم بقيمة 900 مليون دولار»، مضيفاً «لدينا طلب كبير على الترفيه والصحي والتقنية، حيث إن الجيل الجديد متحمس ومستعد لاستقبال التقنية الحديثة»، مؤكداً إلى أن المنتدى فرصة للبدء باقتصاد من الأسفل للأعلى».

النظم البيئية
إلى ذلك، قال جوناثان أورتمانز مؤسس ورئيس الشبكة العالمية لريادة الأعمال إن هناك ثورة عالمية تجري في مجال الشركات الناشئة مع انتعاش النظم البيئية لريادة الأعمال والتكيف مع تأثير أزمة فيروس كورونا، مشيراً إلى أنه في ظل هذا السيناريو الجديد، يجب على قادة المنظمات الريادية العالمية النظر في كيفية دمج الاهتمامات الجديدة حول النظم البيئية والاجتماعية والمسؤولية الجماعية والشمولية.
وأضاف أورتمانز «لأي شاب في السعودية بعض النظر عن أي جزء هو منه اواتيت إليه وبعض النظر عن خلفيتك فهذا وقت رائع لتجربة نفسك في أن تصبح رائد أعمال، وأن تكون جزء من النظام العالمي».

تجربة عالمية
من جهته، قال ستيف وزنياك الشريك المؤسس لشركة أبل حول تجربته في قطاع التقنية العالمي أنه كان يرغب في تطوير أفضل وأكبر التقنيات ليستخدمها الأشخاص العاديين في حياتهم العادية، وهذه هي الطريقة التي بدأت بها»، وسلط الضوء على الفرص في العصر الحالي، وقال إن الاستثمار في الوقت الحالي يحصل غالباً عبر القنوات الرقمية كوننا نعيش حالياً في عالم رقمي بالكامل.
وزاد «عندما كنت على وشك التخرج من المرحلة الثانوية، فكرت فيما يمكنني فعله لأصبح شخصاً جيداً، لم أكن أرغب مطلقاً في إنشاء شركة، أردت أن أصبح مهندساً رائعاً وملهماً للآخرين».

الأيام الأربعة
ويتناول المؤتمر الذي انطلقت أعماله، أمس، تحت شعار «نعيد - نبتكر - نجدد» على مدى 4 أيام، عدداً من المواضيع التي تهدف إلى مساعدة رواد الأعمال على التوسع في أعمالهم في جميع أنحاء العالم، وإكسابهم المهارات اللازمة لمواجهة الأزمات وتعزيز مرونة ممارسة الأعمال، وذلك خلال أكثر من 100 جلسة نقاش يشارك فيها أكثر من 150 متحدثاً، وبحضور رواد أعمال ومستثمرين وخبراء وصناع قرار من 180 دولة.
وسيبحث المشاركون موضوع بناء نظام عالمي موحد لريادة الأعمال، مع تسليط الضوء على ريادة الأعمال والابتكار والفرص الاستثمارية، وتمكين صانعي سياسات الأعمال من الاستماع لرواد الأعمال ومعرفة التحديات التي تواجههم في سبيل وضع إجراءات أكثر مرونة وتعزيز سهولة واستمرارية العمل الريادي.
وتضمن المؤتمر معرضاً مصاحباً وورش عمل وأقساماً للابتكار، وعدداً من الفعاليات الهادفة إلى تنمية روح الريادة والابتكار لدى الشباب في العالم؛ للإسهام في التنمية الريادية المستدامة، كما يوفر فرصة مثالية لاستيعاب الدروس التي قدمتها الجائحة العالمية، والتعرف على أفضل الممارسات في التعامل مع الأزمات، والمحافظة على مرونة النشاطات التجارية واستمراريتها.


مقالات ذات صلة

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية بالسعودية (الشرق الأوسط)

الأقل في مجموعة العشرين... التضخم في السعودية يسجل 2 %

بلغ معدل التضخم السنوي في السعودية 2 في المائة، خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الجاسر متحدثاً للحضور في النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية (الشرق الأوسط)

السعودية: توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية بـ2.6 مليار دولار

قال وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، إن السعودية نجحت في جذب الاستثمارات من الشركات العالمية الكبرى في القطاع اللوجيستي.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.