الكاظمي للسياسيين: كفانا انقسامات... لنعمل من أجل العراق

صالح رفض «الانسداد السياسي»

الكاظمي ملقياً كلمته أمس (واع)
الكاظمي ملقياً كلمته أمس (واع)
TT

الكاظمي للسياسيين: كفانا انقسامات... لنعمل من أجل العراق

الكاظمي ملقياً كلمته أمس (واع)
الكاظمي ملقياً كلمته أمس (واع)

جددت القوى السياسية العراقية استعداداتها لجلسة الأربعاء النيابية المقررة لانتخاب رئيس العراق بعد فشل انعقاد جلسة أول من أمس (السبت)، بالتركيز على استقطاب النواب المستقلين لإكمال النصاب، فيما أعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن رفضه استمرار حال الانسداد السياسي، في حين دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي القوى السياسية إلى «طي صفحة الخلافات لمواجهة التحديات».
ولم يتمكن «التحالف الثلاثي (إنقاذ وطن)» في العراق من حسم جلسة أول من أمس (السبت) لانتخاب رئيس جديد للعراق، إلا إن هذا التحالف، الذي يقوده زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر، ويضم «تحالف السيادة» السُنّي بزعامة خميس الخنجر ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، و«الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، تمكن من حشد 202 نائب بينما نصاب جلسة انتخاب رئيس للجمهورية يتطلب حضور ثلثي عدد أعضاء البرلمان البالغ 329 نائباً.
التحالف الآخر، وهو «الإطار التنسيقي»، ومعه «الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة بافل طالباني، و«تحالف عزم» السني برئاسة مثنى السامرائي، تمكن من تعطيل الجلسة عبر ما أطلق عليه «الثلث الضامن».
كلا الطرفين كان النواب المستقلون؛ وعددهم نحو 40 نائباً، هم ميدان تحركهم من أجل إكمال النصاب بالنسبة للتحالف الثلاثي لكي يمرر مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية وزير داخلية إقليم كردستان ريبر أحمد وهو مرشح «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، وتعطيل النصاب بالنسبة إلى «الإطار التنسيقي» الذي يدعم مرشح «الاتحاد الوطني الكردستاني» الرئيس الحالي برهم صالح.
وفي الوقت الذي عدّ فيه كل طرف نفسه منتصراً؛ فإن زعيم «التيار الصدري» فاجأ خصومه في البيت الشيعي (الإطار التنسيقي) بأنه ليس في وارد الحوار معهم.
وقال الصدر في تغريدة إنه تمكن من الاقتراب من تحقيق نصاب الثلثين، وإنه سوف يبدأ جولة من المباحثات مع من تبقى من المستقلين لغرض كسبهم لإكمال نصاب جلسة الأربعاء.
أما «الإطار التنسيقي»، وفيما عدّه نجاحاً في تعطيل جلسة انتخاب الرئيس، فدعا الصدر إلى «العودة إلى البيت الشيعي وتوحيده لغرض الاتفاق على الكتلة الأكبر».
وبعد عدم استجابة الصدر للحوار، بدأ «الإطار التنسيقي» جولة مباحثات مع المستقلين لحملهم على عدم المشاركة في الجلسة. المراقبون السياسيون يرون أن الخيارات بدأت تضيق على الجميع؛ لا سيما أن المهلة المتبقية، في حال لم يكتمل نصاب الثلثين الأربعاء المقبل، هي فقط يوم 6 أبريل (نيسان) المقبل، وهو ما يعني، في حال الفشل ثانية، حل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة أو استمرار حكومة تصريف الأعمال برئاسة الكاظمي.
- صالح
أصدر صالح، بحكم مسؤوليته الدستورية التي لا يزال يمتلكها بصفته رئيساً كامل الصلاحيات حسب تفسير المحكمة الاتحادية، بياناً عقب فشل البرلمان في الانعقاد أول من أمس (السبت) لانتخاب رئيس، قال فيه إن «انعدام التفاهمات الوطنية وعدم انعقاد جلسة مجلس النواب لاستكمال الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها المحددة، هو أمر مؤسف ومثير للقلق بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات المبكرة»، مبيناً أن «استمرار حالة الانسداد السياسي وسط التحديات الجسام التي تواجه البلد، بات أمراً غير مقبول». وشدد الرئيس العراقي على أن «إجراء الانتخابات المبكرة (في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي) لم يكن هدفاً بحد ذاته؛ بل وسيلة للإصلاح وضمان الاستقرار السياسي والاجتماعي وتحسين الأوضاع العامة في البلد والاستجابة لمطالب العراقيين».
وعدّ صالح أن البرلمان العراقي الذي انبثق من «الانتخابات تقع عليه مسؤولية استثنائية؛ كونه جاء بعد حراك شعبي وإجماع وطني واسع يطالب بتصحيح المسارات وإنهاء الأزمات السياسية المستحكمة في البلد لا تكريسها».
- الكاظمي
من جانبه؛ دعا الكاظمي، خلال حضوره مؤتمراً في بغداد لمناسبة مرور عام كامل على تشريع «قانون الناجيات» الإيزيديات، القوى السياسية إلى «العمل وتشكيل حكومة، تعمل بأسرع وقت على خدمة شعبها؛ ومن ضمنهم الناجيات الإيزيديات». وأضاف أن «احترام التوقيتات الدستورية هو احترام الدستور، واحترام لمنطق الدولة، واحترام لاحتياجات الناس»، قائلاً: «علينا أن نبحث عن حلول منطقية تعكس نضوجاً سياسياً من الجميع، وتعكس قدراً عالياً من مسؤولية القوى السياسية إزاء واجباتها بوجودها في البرلمان أو خارج البرلمان». وتابع: «يجب العمل، ويجب علينا أن نتكامل جميعاً لعبور هذه المرحلة الخطرة».
وأشار الكاظمي إلى أن «المطلوب من القوى السياسية أن تعيد حساباتها لكي نعبر هذه المرحلة. اليوم هناك أزمة عالمية، تنعكس على كل بقعة من بقاع العالم، وإلى جانب هذه الأزمة، لدى منطقتنا ما يكفي من الأزمات المعقدة والمتشابكة... هذا المشهد مظلم؛ نعم، لكن هناك أمل، ويمكن أن نحول المشهد إلى فرصة نجاح، وهناك فرصة، وهذه الفرصة لا يمكن أن تترجم بشكلٍ عملي بحكومة تصريف أعمال بشجاعة ومن دون أي خوف أو وجل، هذه الحكومة تقف وتتحمل المسؤوليات، لكن هذا ليس منطقياً أو واقعياً، الأزمة الحالية سياسية، والانفراج السياسي يعني انفراجاً حكومياً، وبالتالي ضرورة تشكيل حكومة منتجة فاعلة تخدم المواطن في ظل هذه الظروف، وبناء الأمن والأمن الغذائي».
وختم الكاظمي كلمته: «أقول للقوى السياسية الوطنية؛ إن المواطن مسؤوليتنا. الوطن مسؤوليتنا. كفانا انقسامات. علينا العمل لأجل البلد، والانتقال إلى مرحلة جديدة من أجل مستقبل العراق وأبناء العراق وأحفادنا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.