أظهرت دراسة استخدمت نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس)، أنّ آباء الطيور، تتحمّل المسؤولية الرئيسية عن قيادة صغارها خلال هجرتها الأولى من بحر البلطيق إلى أفريقيا.
وفتنت هجرة الطيور العقول البشرية لآلاف السنين، وكان السؤال المهم هو كيف تجد هذه المخلوقات طريقها إلى أماكن الشتاء البعيدة؟ ونجحت دراسة جديدة نُشرت في «نيتشر كومينيكيشن»، قام بها فريق من الباحثين في فنلندا والسويد والمملكة المتحدة، بتقديم الإجابة، من خلال تتبع عائلات الطيور باستخدام أجهزة «جي بي إس».
ويقول المؤلف الرئيسي باتريك بيولم من جامعة هلسنكي بفنلندا، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «أردنا الحصول على فكرة أفضل، عن كيفية انتقال مهارات هجرة الطيور من جيل إلى آخر في الأنواع التي يهاجر فيها الأفراد عادة معاً».
وفي حين أنّه من المعروف أن العديد من الطيور تهاجر في مجموعات، إلا أنّه لم تتوفر سوى معلومات محدودة في السابق حول كيفية تفاعل الأفراد المهاجرة معاً أثناء السفر. وباستخدام طائر «الخرشنة القزوينية»، وهو طائر مائي يأكل الأسماك ويهاجر عادة في مجموعات صغيرة - كنظام دراسة، وجد الباحثون أنّ ذكور الطيور البالغة تتحمّل المسؤولية الرئيسية في تعليم الصغار أسرار الهجرة، وعادة ما يكون السلوك الإرشادي من مسؤولية الأب البيولوجي، رغم أنّه في حالة واحدة تبنى الذكر الحاضن الدور. ويقول بيولم: «هذا سلوك رائع للغاية، الذي لم نتوقع حقاً اكتشافه عند إعداد دراستنا».
وأظهر التحليل الدقيق لتحركات الطيور المهاجرة أنّ الصغار ظلّت دائماً على مقربة من طائر بالغ، وأنّ الطيور الصغيرة التي فقدت الاتصال بآبائها نفقت.
وفي بحر قزوين يهاجر الصغار مع طائر بالغ متمرس للبقاء على قيد الحياة في هجرتها الأولى. وأظهرت الدراسة أيضاً أنّه خلال هجرتها الفردية الأولى إلى مناطق التكاثر، استخدمت طيور الخرشنة الصغيرة طرق الهجرة ذاتها التي سلكتها مع آبائها في رحلتها الأولى جنوباً.
ويبقى السؤال الذي لم تجب عنه الدراسة، هو لماذا ينخرط الذكور، بدلاً من الإناث، بشكل رئيسي في قيادة الصغار بأول رحلة للهجرة.
آباء الطيور تقود صغارها في أول هجرة
آباء الطيور تقود صغارها في أول هجرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة