تقرير فلسطيني: «التبشير الإسرائيلي» ينتج ميليشا متطرفة

لمحاربة الفلسطينيين في الضفة والداخل

TT

تقرير فلسطيني: «التبشير الإسرائيلي» ينتج ميليشا متطرفة

قال تقرير فلسطيني رسمي إن «التبشير الديني» في إسرائيل أنتج ميليشيا متطرفة مسلحة للعمل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل كذلك.
وأضاف التقرير الذي أصدره المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير: «على الأرض في فلسطين التاريخية تدور حرب متصلة، ليس فقط بين المواطنين الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين والمستوطنين المدعومين من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود بل وكذلك بينهم وبين ميليشيات نظامية مسلحة تعمل في صفوف الجيش والشرطة النظامية».
وجاء في التقرير أن إسرائيل وسعت حربها، وتروج لرواية شائعة بين صفوف جيش الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية حول حرب مقدسة تخوضها إسرائيل على الأرض التي وعد الرب شعبه المختار. واتهم التقرير حاخامات في الجيش، بتكثيف جهود التبشير الديني بهدف بناء ميليشيات مسلحة ورعاية ذلك عبر المدارس الدينية العسكرية مثل «يشيفوت هسدير» أو «مدارس التسوية» التي أنشئت بهدف الإشراف على الجنود المتدينين، حيث يُجند الملتحقون بها لمدة 18 شهراً.
ويصل عدد هذه المدارس في إسرائيل اليوم 42 مدرسة منها 13 مدرسة تقع في مستوطنات الضفة الغربية. وقال التقرير إن السرية المسلحة التي كشف عنها مؤخراً وهي «سرية بارئيل» التي أنشئت للعمل ضد المواطنين العرب في النقب بدعوى «فرض النظام وسلطة القانون وإنقاذ النقب» من مشكلة التزايد الملحوظ للمواطنين الفلسطينيين سكان البلد الأصليين، الذين يواجهون سياسة إسرائيل التمييزية والعنصرية في جميع ميادين حياتهم وعلاقتهم بأرض آبائهم وأجدادهم تعمل في إطار الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف التقرير «سرية بارئيل» هذه في النقب يقابلها كتيبة «نيتساح يهودا» في الضفة الغربية التي يخدم فيها يهود متعصبون دينياً ويسكن قسم منهم في البؤر الاستيطانية العشوائية بالضفة الغربية، وهي ميليشيا تطورت كوحدة من الجيش الإسرائيلي، وينفذ جنودها الذين ينتمون لعائلات مستوطنين في المنطقة اعتداءات ضد الفلسطينيين.
ورغم محاولات تفكيك هذه الكتيبة ظلت تعمل. وتشير تقديرات المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، إلى أن تفكيكها سيكون بمثابة إعلان حرب بالنسبة لقيادة المستوطنين، لأن الكتيبة تنتمي إليهم، وتعمل لصالح المستوطنات، وعادة ما يدخل قادة المستوطنين إلى مقرها بصورة حرة ويتحدثون مع جنودها. وتظهر المعطيات أن 3.8 في المائة فقط من الجرائم التي ترتكب على خلفية قومية من قبل عناصر تعمل في كتيبة «نيتساح يهودا» ومن مجموعات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة تنتهي في نهاية المطاف بلا لائحة اتهام. وتم إغلاق أكثر من 221 شكوى فلسطينية من أصل 263، ما بين أعوام 2018 – 2020، وهناك 10 فقط تم حتى الآن تقديم لوائح اتهام فيها والبقية ما زالت قيد التحقيق.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».