تظاهرات قرب تشرنوبل... وكييف تفرض حظر تجوال جديداً

نشرت وزارة الدفاع السبت تسجيل فيديو يظهر فيه الوزير شويغو مترئساً اجتماعاً مخصصاً للبحث في الميزانية الدفاعية لروسيا... لكن المشاهد غير مرفقة بأي تأريخ (أ.ف.ب)
نشرت وزارة الدفاع السبت تسجيل فيديو يظهر فيه الوزير شويغو مترئساً اجتماعاً مخصصاً للبحث في الميزانية الدفاعية لروسيا... لكن المشاهد غير مرفقة بأي تأريخ (أ.ف.ب)
TT

تظاهرات قرب تشرنوبل... وكييف تفرض حظر تجوال جديداً

نشرت وزارة الدفاع السبت تسجيل فيديو يظهر فيه الوزير شويغو مترئساً اجتماعاً مخصصاً للبحث في الميزانية الدفاعية لروسيا... لكن المشاهد غير مرفقة بأي تأريخ (أ.ف.ب)
نشرت وزارة الدفاع السبت تسجيل فيديو يظهر فيه الوزير شويغو مترئساً اجتماعاً مخصصاً للبحث في الميزانية الدفاعية لروسيا... لكن المشاهد غير مرفقة بأي تأريخ (أ.ف.ب)

أمر عمدة كييف، فيتالي كليتشوكو، بفرض حظر تجوال جديد يبدأ في الثامنة مساء السبت، وينتهي صباح الاثنين في السابعة صباحاً بالعاصمة التي تتصدى للهجمات الروسية منذ عدة أسابيع، فيما نظّم سكان مدينة سلافوتيتش الأوكرانية القريبة من موقع محطة تشرنوبل السابقة للطاقة النووية مسيرة أمس (السبت)، حاملين علماً أوكرانياً ضخماً، وتوجّهوا نحو المستشفى، وفق ما أفادت السلطات، مشيرة إلى أن القوات الروسية أطلقت النار في الهواء وقنابل صوتية لتفريق الحشد. وسيطرت القوات الروسية على المدينة التي يقطنها أفراد طاقم منشأة تشرنوبل النووية واحتجزت رئيسة بلديتها لفترة وجيزة ما أثار احتجاجات، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون السبت. وقال يوري فوميشيف رئيس بلدية المدينة لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، بعد أن أعلن مسؤولون في العاصمة الأوكرانية كييف سابقاً أنه تم اعتقاله: «لقد أطلق سراحي. كل شيء على ما يرام بقدر الإمكان تحت الاحتلال». وعلى تطبيق «إنستغرام»، أعلنت الإدارة العسكرية لمنطقة كييف التي تدخل المدينة ضمن نطاقها، أن «قوات الاحتلال الروسية غزت سلافوتيتش واحتلت المستشفى البلدي». والمدينة البالغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة، والواقعة على بعد نحو 160 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة، بُنيت بعد الحادث النووي الكارثي الذي وقع في منشأة تشرنوبل في عام 1986. ويعيش في هذه المدينة أفراد الطاقم الذي كان يشغل مفاعلات تشرنوبل، ولا يزال بعضهم يقوم بأعمال صيانة للموقع. وكانت المنطقة المحيطة بالمحطة المطوقة الآن، أول ما سقط أمام الغزو الروسي. وقال أليكسندر بولخوك، رئيس الإدارة العسكرية، عبر تطبيق «تليغرام»، إن القوات الروسية دخلت سلافوتيتش الواقعة على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى شمال شرقي محطة الطاقة واحتلوا مستشفى. ونشر بولخوك صوراً عن التظاهرة. وهذه ليست التظاهرة الأولى من نوعها، فشهدت بلدات محتلة في الجنوب احتجاجات أيضاً. ونشرت السلطات على «إنستغرام» مشاهد تظهر عشرات الأشخاص متحلّقين حول علم أوكراني يهتفون «المجد لأوكرانيا». وكانت قد سيطرت القوات الروسية على منشأة تشرنوبل في اليوم الأول من الحرب في 24 فبراير (شباط). والخميس، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن «قلقها» بعدما أبلغتها أوكرانيا بقصف روسيا مدينة سلافوتيتش. وبعد شهر من الصراع، فشلت روسيا في الاستيلاء على أي مدينة أوكرانية كبرى، وأشارت موسكو الجمعة، إلى أنها قلصت طموحاتها العسكرية للتركيز على الأراضي التي يطالب بها الانفصاليون المدعومون من روسيا في الشرق. ورغم ذلك وردت أنباء عن قتال عنيف في عدد من الأماكن أمس (السبت)، ما يشير إلى أنه لن تكون هناك تهدئة سريعة في الصراع، الذي أودى بحياة الآلاف، ودفع نحو 3.7 مليون للجوء إلى الخارج، فضلاً عن نزوح أكثر من نصف أطفال أوكرانيا عن ديارهم، وفقاً للأمم المتحدة. وقالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن قواتها سيطرت على مركز قيادة في إحدى ضواحي كييف واعتقلت أكثر من 60 عسكرياً أوكرانياً. وقال تقرير للمخابرات البريطانية أمس (السبت)، إن القوات الروسية تعتمد على القصف الجوي والمدفعي العشوائي بدلاً من المخاطرة بعمليات برية واسعة النطاق.
وأكّد وزير الدفاع الروسي، في أول ظهور علني له منذ أسبوعين، وفق مشاهد بُثّت السبت، بعد غياب أدى إلى تكهّنات بشأنه سعى الكرملين جاهداً إلى دحضها، أن روسيا لا تخطط لاستدعاء جنود احتياط للقتال في أوكرانيا، مستنكراً «الدعوات المزيّفة» التي يتلقاها الروس والتي تنسب الدولة مصدرها للاستخبارات الأوكرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان: «إن وزارة دفاع روسيا الاتحادية لا تستدعي ولا تخطط لاستدعاء مواطنين من الاحتياط إلى المراكز العسكرية». وتابع: «خلال الأيام الأخيرة، تلقى كثير من الرجال الروس مكالمات هاتفية مزيّفة تُعلن فيها الأصوات المُسجّلة أنهم تم استدعاؤهم». وأوضح: «كل هذه المكالمات المزيّفة تُجرى من الأراضي الأوكرانية، إنّها مزيّفة تماماً وتُشكّل استفزازاً من قبل الاستخبارات الأوكرانية».
وترأس وزير الدفاع سيرغي شويغو اجتماعاً للبحث في الميزانية العسكرية. ونشرت وزارة الدفاع السبت، تسجيل فيديو يظهر فيه شويغو مترئساً اجتماعاً مخصصاً للبحث في الميزانية الدفاعية لروسيا. والمشاهد غير مرفقة بأي تأريخ، إلا أن الوزارة أشارت إلى اجتماع أجراه شويغو مع وزير المالية، أفادت وكالات روسية بأنه عقد أول من أمس (الجمعة). وفي الفيديو يؤكد الوزير أن طلبيات الأسلحة والتموين تجري وفق ما هو مقرر «على الرغم من الصعوبات التي نواجهها حالياً» من جراء العقوبات الدولية المفروضة.
والخميس، أشار الكرملين إلى محادثات جرت بين وزير الدفاع والرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة صدور تقرير «حول سير العملية العسكرية الخاصة» خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، داحضاً التساؤلات التي أثارها غياب الوزير المطوّل عن الساحة في خضم نزاع مسلّح تخوضه بلاده. وكان الكرملين قد نفى أيضاً صحة تكهنات حول الوضع الصحي للوزير. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن «وزير الدفاع لديه حالياً انشغالات كثيرة»، مضيفاً: «لا وقت حالياً للأنشطة الإعلامية». وإطلالات شويغو الإعلامية كثيرة عادة، وهو غالباً ما يظهر رفقة بوتين في سيبيريا.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.