«نقمة على القضاء وقراراته» في لبنان واتهامات بتسخيره لمصلحة الحكم

غادة عون تستنجد بـ«المجلس الأعلى» لوقف «الحملات الشعواء»

«نقمة على القضاء وقراراته» في لبنان واتهامات بتسخيره لمصلحة الحكم
TT

«نقمة على القضاء وقراراته» في لبنان واتهامات بتسخيره لمصلحة الحكم

«نقمة على القضاء وقراراته» في لبنان واتهامات بتسخيره لمصلحة الحكم

مع توالي فصول القرارات القضائية التي تصدر تباعاً في لبنان ضد المصارف، أو ضد السياسيين والإعلاميين، بدأت ترتفع الأصوات الرافضة لـ«تسخير القضاء لمصالح العهد و(حزب الله) وحلفائه».
وبعد القرارات القضائية التي صدرت بحق المصارف، وكان آخرها من قبل النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، القاضية غادة عون، التي اتخذت قراراً بمنع البنوك من شحن الدولارات إلى الخارج، جاء هجوم القاضية عون على الإعلامي مارسيل غانم، رافضة انتقاده لها، ليلحق به الادعاء على رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، في أحداث عين الرمانة التي وقعت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يرى فيه معارضو العهد و«حزب الله» قرارات شعبوية تصب في صالح هذا الفريق.
واعتبر النائب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» وائل أبو فاعور، أمس، أن «القضاء مسخر خدمةً للعهد وحلفائه في لعبة انتخابية». وقال: «هناك محاولة لرجال العهد المقبل للإمساك بكل مفاصل الدولة، من القضاء إلى الأجهزة العسكرية والأمنية التي يخطط للإطاحة بمسؤوليها والإتيان بمؤيدين مطواعين. إنه الانقلاب بعينه، ومحاولة لإعادة استنباط عهد ميشال عون، والتمديد له عبر وارثه السياسي الذي تم تبنيه من أهل الممانعة لرئاسة الجمهورية».
من جهته، قال النائب في «تيار المردة» طوني فرنجية: «المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون تضرب من جديد. ليتها تخبرنا عن نتائج تحقيقاتها الماضية. فهل تجرؤ على اتهام بعض المحسوبين على بعض القوى السياسية؟ أو أن اختصاصها فئات معينة وضرب الحريات وإقامة الدعاوى العقيمة، ومن بينها التي أدت إلى موت (ميشال) مكتف، وتحويل الدولة إلى دولة بوليسية؟»، خاتماً بالقول: «لستِ أنتِ المشكلة؛ بل من يقف خلفك»، في إشارة إلى رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل.
بدوره، استنكر «لقاء الجمهورية» الذي يرأسه رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، ما وصفها بالممارسات القضائية «غب الطلب». وقال في بيان له: «اتهام رئيس حزب (القوات اللبنانية) الدكتور جعجع بالتحريض؛ لأنه رفض تهديد القضاة، ورفض التظاهر ضد العدالة، ورفض انتهاك الدستور والقوانين، أمر فيه خطر، أما تحدي القضاء والتهديد بقبع القضاة والاعتداء على الأحياء الآمنة، وعدم تنفيذ أحكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعدم تطبيق القرارات الدولية، وحمل السلاح غير الشرعي، وإدخال لبنان في صراعات المحاور، فهي قضايا فيها نظر»، مستنكراً مثل هذه «الممارسات القضائية غب الطلب لأهداف سياسية لا دخل لها بالعدالة من قريب أو من بعيد»، داعياً القوى السيادية كافة إلى «الوقوف صفاً واحداً لرفض هذه السلوكيات».
وأمس، ناشدت القاضية عون مجلس القضاء الأعلى التدخل لوقف ما وصفته بـ«الحملات الشعواء على القضاة». ووجهت عون كتاباً إلى مجلس القضاء الأعلى، شكت فيه من «استهداف القضاة لترهيبهم. فتارة أُستهدف أنا بالافتراءات والسباب، كما حصل البارحة في حلقة (صار الوقت)، (التي قدمها غانم) وطوراً يُستهدف (القضاة) جان طنوس أو أماني سلامة، ومرة أخرى مريانا عناني. لماذا؟ لأنهم تجرؤوا وفتحوا ملفات لا يريد النافذون في هذا البلد فتحها، تعميماً لقاعدة الإفلات من العقاب».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.