الجائحة فرضت الكثير من القوانين الجديدة على قطاع الضيافة حول العالم، بعض الدول بدأت بالتساهل في موضوع التباعد الاجتماعي ورفعت الحظر الذي فرضه فيروس كورونا على مدى عامين.
المطاعم تأثرت سلباً ولكنها استفادت من الوضع لأنها فرضت نظاماً جديداً يساعدها على تعويض خسائرها على حساب الزبائن، فأطلقت قانون حجز الطاولات الذي يجبر الزبون على تمضية ساعتين فقط، وذلك يساعد المطعم على استقبال أكبر عدد ممكن من الضيوف.
اليوم في لندن وبعد أن رفع الحظر الذي كان مفروضاً على المواطنين والتخلي عن فكرة التباعد الاجتماعي، مما أجبر المطاعم على تقليص عدد الطاولات، استعادت المطاعم سعتها الاستيعابية السابقة، وبنفس الوقت حدد وقت الغداء أو العشاء بساعتين فقط، وهنا نشدد على الساعتين بغض النظر عن حجم الفاتورة بحيث يطلب من الزبون المغادرة حين انتهاء الفترة الزمنية المحددة.
مسألة تقنين الوقت والمدة الزمنية لشغل الطاولة تبدأ من الحجز بحيث يتم تذكير الزبون بذلك، وبعدها يتم تذكيره عند وصوله إلى المطعم، وفي الكثير من الأحيان يطلب من الزبائن تقديم بيانات بطاقات الاعتماد مسبقاً، وتفرض غرامة مالية في حال إلغاء الحجز قبل أقل من 24 ساعة.
القوانين كثيرة والحجة هي «كورونا»، فبعض المطاعم تطلب من الزبائن الاطلاع على لائحة الطعام على الموقع الإلكتروني قبل التوجه إلى المطعم لكي يكون أمامهم متسع من الوقت للأكل وعدم تضييعه في اختيار الأطباق.
غالباً ما يتم تنبيه الضيوف إلى أن الوقت المحدد شارف على الانتهاء، وهذا الأمر لا يروق للكثير من الذواقة الذين يقصدون المطاعم الراقية، وهذا الأمر يتكرر كثيراً في تلك المطاعم التي تمنح الزبائن فرصة تذوق اللائحة بكاملها، مما يجعل الأمر شبه مستحيل لأن الفكرة ترتكز على تذوق كل الأطباق المدونة على اللائحة وبسعر عال جداً، وهذا الأمر يغضب الزبائن حالياً لأن الأسعار ارتفعت ومدة الجلوس على الطاولة تقلصت، في الماضي كان متعارفاً ضمنياً على مسألة الساعتين ولكن لم نكن نسمع بأن النادل يطلب من الزبائن مغادرة الطاولة.
وبحسب سلفاتوري روسو وهو مدير في واحد من أهم المطاعم الراقية بلندن ينصح بالابتعاد عن الحجوزات في وقت الذروة أي ما بين الساعة السابعة والثامنة مساء، والقيام بالحجز في وقت متأخر، ومن المستحسن حجز آخر توقيت يسمح به المطعم، والسبب هو أن المطعم لن يستقبل أي زبائن إضافيين بعد هذا الحجز المتأخر وقد يتساهل العاملون في المطعم مع الزبائن في نهاية اليوم وبالتالي يمكنهم الاستمتاع بالأكل لوقت أطول.
قد يظن البعض بأن فترة ساعتين كافية للأكل، وقد يكون الأمر صحيحاً، ولكن هذا يعتمد على نوع المطعم وعلى هوية المطبخ، فهناك مطاعم تقوم بتحضير الأطباق “A la minute “وهذا يعني أن الطاهي يقوم بتحضير الطبق وقت الطلب وليس مسبقاً، وفي الكثير من الأحيان يستغرق ذلك وقتاً يصل إلى عشرين دقيقة، كما أن الزبون الذي يقصد مطعماً راقياً وأسعاره مرتفعة ينتظر بأن يحصل بالمقابل على الخدمة والأكل في أجواء هادئة دون الشعور بأنه على عجلة من أمره.
في آخر مرة زرت بها مطعم «ذا أيفي إيجا» The Ivy Asia Chelsea الجديد في منطقة تشيلسي بلندن، حصل موقف مشابه، بحيث طلب النادل منا مغادرة الطاولة بعد انتهاء الساعتين، وتم تذكيرنا بذلك قبل انتهاء الفترة وعند وصولنا، شعرنا بالانزعاج لأننا كنا لا زلنا بانتظار الأطباق الحلوة وكان من الضروري أن يتم تنبيهنا إلى أنه ليس لدينا الوقت لتناول الحلوى وعندما اعترضنا على الأمر عرض علينا المدير تناول القهوة والحلوى على الطاولة في الخارج أو في ردهة مطعم «ذا أيفي» التابع للمطعم الذي كنا فيه.
المطاعم تضررت من «كورونا» ولكنها استفادت أيضاً، لأنها فرضت قوانين تساعدها على جلب أكبر عدد ممكن من الزبائن، كما أن البلديات منحت الكثير من المطاعم مساحات خارجية وضعت فيها الطاولات والكراسي والمدافئ ولم يتم استرجاعها يتم يومنا هذا، وفي المقابل لم تتساهل المطاعم مع الزبائن لا بل ارتفعت الأسعار بسبب بريكسيت... وحجج عديدة أخرى لن نذكرها لأنها سياسية.
في لندن تبدو الحياة طبيعية وعادت إلى ما كانت عليه قبل الجائحة ولكن الواقع غير ذلك، لأن قطاع الضيافة لا يزال في بداية التعافي، وأثرت عوامل عديدة أخرى عليه، وانخفض عدد العاملين في هذا القطاع بشكل كبير مما أثر على الخدمة ونوعيتها.
نصائح مفيدة
1 - قم بالحجز المبكر على موقع المطعم الرسمي أو على موقع Open Table
2 - يطلب وضع بيانات البطاقة الائتمانية إذا كان الحجز لأربعة أشخاص أو أكثر، إذا اضطرت لإلغاء الحجز قم بذلك قبل 24 ساعة وإلا فسيتم سحب المال من البطاقة.
3 - اختر آخر حجز متوفر فترة المساء لكي تتمكن من التمتع بالأكل دون الحاجة لترك الطاولة باكراً.
4 - تنبه إلى مسألة إقفال بعض المطاعم أبوابها فترة بعد الظهر.
5 - بعض المطاعم تمنحك فرصة اختيار الطاولة في الخارج، دوّن طلبك على الموقع مسبقاً.
6 - إذا كنت تحتفل بمناسبة خاصة، يمكنك ذكر ذلك عند الحجز عبر الهاتف أو على الموقع الإلكتروني.
7 - اطلع على لائحة الطعام على الموقع الرسمي للمطعم للتعرف إلى الأطباق وتكوين فكرة عنها ليكون الطلب سلساً وأسهل وبالتالي يمكنك التعرف إلى الأسعار أيضاً كي لا تتفاجأ.
8 - إذا زرت مطعماً وأعجبك الأكل فيه، التقط صوراً للأطباق، فعندما تعود إليه مرة أخرى يمكنك الاستعانة بها لطلبها من جديد، هذا الأمر جيد إذا كانت أسماء الأطباق غير مألوفة.
9 - إذا كنت تعاني من أي نوع حساسية لا تتردد في إخطار العاملين في المطعم بها مسبقاً لتفادي أي مشكلة صحية.
10 - تقييم المطاعم على «تريب أدفايزر» وغيره من المواقع المتخصصة بنشر آراء الزبائن مهم، ولكن تنبه إلى الغش، فبعض المطاعم تستخدم زبائن وهميين لنشر التقييم الإيجاب الدائم للمطعم.