دعوات لإجلاء أطفال عناصر «داعش» من المخيمات السورية

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
TT
20

دعوات لإجلاء أطفال عناصر «داعش» من المخيمات السورية

مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)
مخيم الهول في سوريا (أرشيف - رويترز)

قال مسؤول في «الإدارة الذاتية لشمال وشرق» سوريا، إن استجابة الدول المعنية لمعاجلة ملف أطفال عناصر ومسلحي تنظيم «داعش»، بطيئة للغاية، ولا تتوافق مع حجم المخاطر الأمنية والإنسانية الملقاة على عاتقها بمفردها، في وقت جددت الأمم المتحدة مطالبها الإعادة الكاملة لكل رعايا أطفال الدول والحكومات الغربية من المخيمات السورية.
ويقول شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين لـ«الشرق الأوسط»، إن عدم تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه أطفال مخيمي الهول وروج: «يحمل معه مخاطر تتفاقم كل يوم لأن تجاهل المجتمع الدولي لهؤلاء الأطفال الموجودين في مخيمات الهول وروج أمر خطير للغاية»، مشيراً إلى أن ترك الأطفال وهم يكبرون عاماً بعد عام ضمن حدود تلك المخيمات: «يعني تحويلهم تلقائياً بعد إتمام السن القانونية دون 17 إلى مراكز التوقيف الخاصة بمقاتلي التنظيم، ما يعني تفاقم المشكلة وبقاءها مفتوحة دون حلول جذرية»، ودعا حكومات التحالف الدولي لضرورة دعم الإدارة للتوجه إلى فتح مراكز تأهيل لأولئك الأطفال: «من خلال برامج الدعم النفسي والتربوي لإعادة تأهيلهم ونبذ الأفكار المتشددة من شخصياتهم وإبعادهم عنها، وفتح مدارس وأماكن تعليمية لطي صفحة السواد من عقولهم وذاكرتهم».
ويضم مخيم الهول نحو 56 ألفاً، أغلبهم من النساء والأطفال، ويشكل اللاجئون العراقيون النسبة الأكبر من تعداد قاطنيه وهم 8200 عائلة، وحسب إحصاءات إدارة المخيم، يبلغ عدد العراقيين 30 ألفاً بينهم 20 ألف طفل أعمارهم دون 15 سنة، وبعضهم ولد على الأراضي السورية لا يمتلكون ثبوتيات أو وثائق وبيانات شخصية.
كان وكيل وزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية كريم النوري، أفاد في تصريح صحافي الأسبوع الماضي، «مخيم الهول يضم 30 ألف عراقي منهم 20 ألفاً من الأطفال، وإبقاؤهم هناك خطأ كبير، وينبغي إعادة تأهيلهم ومنع استغلالهم من قبل الإرهاب».
كما يضم مخيم الهول قسماً خاصاً بنساء وأطفال المتحدرين من جنسيات غربية وعربية، ويبلغ عدده نحو 13 ألفاً من بينهم 7300 طفل قاصر يتحدرون من 54 جنسية أجنبية، هذا وحذرت منظمة «أنقذوا الأطفال» من ترك الأطفال الأجانب محتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا وبطء عمليات إنقاذ تلك الشريحة من قبل حكوماتهم، ودعت في تقريرها، صدر في 23 من شهر مارس (آذار) الحالي، الحكومات، إلى تكثيف الجهود بشكل عاجل لإعادة الأطفال وعائلاتهم، ومراعاة الظروف المروعة وغير الآمنة في تلك المخيمات، وصرحت مديرة الاستجابة في سوريا سونيا كوش، بأن الأطفال عالقون في المخيمات منذ نحو ثلاث سنوات، «المعدل البطيء الذي تتعامل فيه الحكومات مع إنقاذ الأطفال يشير إلى أن بعضهم سيصلون إلى منتصف العمر قبل مغادرة تلك المعسكرات والعودة إلى ديارهم»، وأوضحت أن عملية إنقاذ الأطفال تستغرق وقتاً طويلاً، «كل تأخر دقيقة واحدة إضافية تسهم بزيادة المخاطر على حياة الأطفال في مخيمي (الهول) و(روج)، ورغم جهود بعض الدول لإعادة أطفالها، لا تزال عمليات إنقاذ الأطفال غير كافية»، لتضيف قائلة: «متى سيتحمل القادة المسؤولية ويعيدونهم إلى الوطن».
وحذرت الإدارة الذاتية والقائمون على مخيم الهول من زيادة أعمال العنف التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وتحولت لأكثر الأماكن دموية في سوريا.


مقالات ذات صلة

منطقة الساحل الأفريقي تتصدر «مؤشر الإرهاب العالمي»

أفريقيا منطقة الساحل تتحول منذ سنوات بؤرةً للإرهاب العالمي (أ.ف.ب)

منطقة الساحل الأفريقي تتصدر «مؤشر الإرهاب العالمي»

صُنّفت منطقة الساحل الأفريقي ضمن أخطر مناطق العالم وأشدها تضرراً من الإرهاب، وذلك وفق آخر تقرير صادر عن «مؤشر الإرهاب العالمي».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي أحد أفراد قوات الأمن السورية يشير بيده وهو يقف بين السيارات في اللاذقية (رويترز) play-circle

كوريلا يزور شمال شرقي سوريا ويلتقي قادة «قسد»

قالت القيادة المركزية الأميركية إن قائدها الجنرال مايكل كوريلا زار شمال شرقي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، حيث التقى بقادة عسكريين أميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي مؤتمر صحافي لوزراء خارجية سوريا وتركيا والأردن والعراق ولبنان بعد اجتماع دول جوار سوريا في عمّان الأحد (رويترز)

أحداث الساحل السوري الدامية تطغى على أجندة اجتماع دول جوار سوريا في عمان

الأحداث الجارية في الساحل السوري تطغى على اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافته عمان

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شؤون إقليمية وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

يُعقد في عمان الأحد اجتماع خماسي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا والأردن وسوريا والعراق ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم «داعش» (رويترز)

تركيا والأردن وسوريا والعراق يناقشون التعاون الأمني في عمّان

كشف مصدر دبلوماسي تركي اليوم (السبت)، أن وفوداً رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق ستجتمع في عمّان غداً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».