مستهلكو بريطانيا يعانون إحباطاً بالغاً

تراجع الثقة العنيف ينذر بركود وشيك

التضخم في بريطانيا يتزايد بأعلى وتيرة له خلال 3 عقود (رويترز)
التضخم في بريطانيا يتزايد بأعلى وتيرة له خلال 3 عقود (رويترز)
TT

مستهلكو بريطانيا يعانون إحباطاً بالغاً

التضخم في بريطانيا يتزايد بأعلى وتيرة له خلال 3 عقود (رويترز)
التضخم في بريطانيا يتزايد بأعلى وتيرة له خلال 3 عقود (رويترز)

أشار مسح يوم الجمعة إلى انحدار معنويات المستهلكين البريطانيين هذا الشهر لمستويات لم تكن عليها منذ أواخر 2020، وذلك نتيجة مخاوف حيال هياج التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والحرب في أوكرانيا.
فقد انخفض مؤشر ثقة المستهلكين الذي تصدره جي إف كيه، في مارس (آذار) للشهر الرابع على التوالي إلى سالب 31 نقطة، من سالب 26 نقطة في فبراير (شباط) الماضي، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أي في أحد أكثر الأوقات تأثراً بجائحة فيروس «كورونا».
ومنذ بدء المسح الذي يراقبه عن كثب بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني)، في 1974، جاءت قراءاته عند سالب 30 نقطة أو أقل خمس مرات فقط، وكانت في أربع مرات منها نذيراً بركود في وقت لاحق. وشمل الاستطلاع ألفي شخص وأجري في الفترة من الأول إلى الرابع عشر من مارس.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن جوي ستاتون، مدير استراتيجيات العملاء في «جي إف كيه» قوله: «تعكس هذه الأرقام شعوراً بالأزمة، فالثقة في أوضاعنا المالية الشخصية، والاقتصاد بشكل أعم، تراجعت بشكل بالغ... الأنباء بشأن المعاناة التي لا يمكن تصورها جراء الحرب الشعواء في أوروبا، وزيادة أعداد المصابين بكوفيد في الداخل تضيف إلى الحالة المزاجية الكئيبة».
وذكرت بلومبرغ أن التضخم في بريطانيا يتزايد بأعلى وتيرة له خلال ثلاثة عقود مدفوعاً بارتفاع تكاليف الغذاء والوقود، ويلتهم الزيادة المحدودة في الأجور. وربما تؤجج هذه البيانات الانتقادات الموجهة لوزير الخزانة ريشي سوناك، الذي تنتقده جماعات الضغط والجهات البحثية من مختلف الأطياف السياسية بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الكافية لمساعدة من يعانون من مشاكل ارتفاع تكاليف المعيشة.
وبالتزامن، تراجعت مبيعات التجزئة في بريطانيا الشهر الماضي بشكل غير متوقع، بعد أن أدى رفع قيود السيطرة على جائحة «كورونا» إلى تغيير عادات الإنفاق لدى الشعب البريطاني مع عودتهم للعمل وزيادة التواصل الاجتماعي. وذكر المكتب الوطني للإحصاء في بريطانيا أن حجم البضائع التي تم بيعها من خلال المتاجر وعبر الإنترنت تراجع بنسبة 0.3 في المائة في فبراير، بعد أن ارتفع بنسبة 1.9 في المائة في يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان الخبراء يتوقعون نمو المبيعات بنسبة 0.7 في المائة.
وانخفض الإنفاق في متاجر السلع الغذائية مع خروج البريطانيين للمطاعم والحانات، فيما انخفضت أيضاً مبيعات السلع المنزلية. وارتفعت مبيعات الملابس مع عودة المستهلكين إلى أعمالهم، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ. وتراجعت نسبة المبيعات التي تتم عبر الإنترنت إلى أدنى معدلاتها منذ مارس 2020. وأفاد مكتب الإحصاء أن مبيعات التجزئة باستثناء الوقود تراجعت بنسبة 0.7 في المائة، فيما من المتوقع تراجع الإنفاق بشكل أكبر، في ظل مشكلة ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد.
وأظهر تقرير نشر مساء الخميس تراجع نسبة الذين يتوقعون نمو مبيعات التجزئة خلال الشهر الحالي إلى 9 في المائة، مقابل 14 في المائة في الشهر الماضي. وبلغت نسبة الذين يتوقعون نمو المبيعات في الشهر المقبل 39 في المائة.
في المقابل زادت نسبة الذين قالوا إن مبيعات التجزئة خلال الشهر الحالي كانت بنفس درجة السوء في العام الماضي إلى 23 في المائة، مقابل 16 في المائة خلال فبراير الماضي. وسجلت مبيعات الإنترنت في بريطانيا خلال الشهر الحالي أكبر تراجع لها منذ بدء رصد هذه البيانات في أغسطس (آب) عام 2009.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.