بلجيكا: محاكمة جديدة لعناصر يشتبه في تجنيدها الشباب للقتال في سوريا

المتهم الرئيسي مارس نشاطه في الصالات الرياضية والمساجد الصغيرة وداخل السجن

جندي بلجيكي أمام قصر العدل في بروكسل خلال محاكمة أمس (رويترز)
جندي بلجيكي أمام قصر العدل في بروكسل خلال محاكمة أمس (رويترز)
TT

بلجيكا: محاكمة جديدة لعناصر يشتبه في تجنيدها الشباب للقتال في سوريا

جندي بلجيكي أمام قصر العدل في بروكسل خلال محاكمة أمس (رويترز)
جندي بلجيكي أمام قصر العدل في بروكسل خلال محاكمة أمس (رويترز)

انطلقت في بروكسل أمس، أول جلسة محاكمة في قضية تتعلق بشبكة تضم 32 متهما، يشتبه في علاقتها بتجنيد وتسفير الشباب إلى سوريا للقتال هناك، ومنهم أشخاص قد سافروا بالفعل وهناك أعداد أخرى كانت تستعد للسفر، ومن المتوقع أن تستمر الجلسات قرابة شهر، وأدى تأخر وصول المتهمين إلى مقر المحكمة الجنائية في قصر العدل إلى إلغاء الجلسة الصباحية وعادت المحكمة من جديد للانعقاد بعد الظهر إثر التأكد من وصولهم.
وحضر بالفعل 12 شخصا منهم أربع سيدات محجبات واحدة منهن بلجيكية وأيضا ثمانية رجال واحد منهم بلجيكي الأصل والباقي من أصول عربية وإسلامية ورغم الغياب الملحوظ لأقارب المتهمين عن حضور الجلسة الافتتاحية فإن عددا قليلا من المهاجرين حرص على متابعة المحاكمة داخل القاعة، وتركزت الجلسة الأولى على نقاش بين القاضي والمتهم الأول الذي أنكر معظم اتهامات الادعاء.
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قالت المحامية ناتالي جالون المكلفة بالدفاع عن أحد المتهمين «المحاكمات انطلقت أمس ومخطط لها أن تستمر حتى نهاية الشهر بواقع أربع جلسات كل أسبوع، وأنا أتوقع أن تكون محاكمة طويلة رغم وجود غيابات كثيرة بين المتهمين ومن وجهة نظري أن القضية اليوم تختلف عن ملف قضية جماعة الشريعة لبلجيكا التي نظر فيها القضاء في انتويرب من قبل والاختلاف في بعض التفاصيل رغم وجود تشابه ظاهري بين الملفين».
من جانبه قال سباستيان كورتوا محامي عن سيدتين مغربيتين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أترافع عن سيدتين مغربيتين لم تشارك أي منهن في أنشطة إرهابية ولكن أخشى من اعتبار الزواج من شخص يعيش في سوريا عملا إرهابيا، وبشكل كامل هناك 8 أو 9 سيدات بين اللائحة التي تضم 32 شخصا أي ثلثهم من النساء وبصفة عامة بعض العناصر يواجهون اتهامات بعضوية خلية ذات صبغة إرهابية والبعض الآخر له دور قيادي». ولـ«الشرق الأوسط» أيضا قال عبد الفتاح وهو مهاجر مغربي مقيم في بروكسل منذ 50 عاما، وحضر الجلسة، بأن «هؤلاء الشبان تعلموا في بعض المساجد أن ما يحدث في سوريا هو الجهاد ولكن هذا غير صحيح وأنا أعتقد أنه ربما سافر هؤلاء هربا من مشاكل يعانون منها هنا في أوروبا ولا بد من إيجاد حلول لها».
وقال مكتب الادعاء العام الفيدرالي بأنه ما بين عامي 2012 و2014 قام أحد المشتبه بهم الرئيسيين ويدعى خالد 41 عاما بتجنيد أعداد من الشباب للسفر للقتال في سوريا، وحدث ذلك في الصالات الرياضية والمساجد الصغيرة التي تقع غالبا في الأدوار الأرضية لبعض البنايات. وعمل المتهم الرئيسي على إقناعهم بحمل السلاح وجرى اعتقال خالد ومعه آخرون في فبراير (شباط) الماضي، خلال عملية مداهمة نفذتها الشرطة الفيدرالية، وجرى وضعهم في السجن على ذمة التحقيقات ولكن المشتبه به خالد استمر في ممارسة نفس النشاط وحاول تجنيد عدد من السجناء داخل السجن مما استلزم وضعه في سجن انفرادي ولكن وحسب الإعلام البلجيكي فقد نفى المشتبه به خالد كل هذه الأمور.
وكانت النيابة العامة وسلطات التحقيق بصدد إعداد ملف آخر يضم أيضا 32 فردا تمهيدا لبدأ إجراءات المحاكمة فيه ويشتبه في علاقة خالد ومعه ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بهذا الملف ولكن تقرر تأجيل إحالة الدعوى إلى القضاء لإجراء تحقيقات إضافية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.