في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن وساطات قبلية نجحت في التوصل إلى اتفاق ما يشبه «هدنة إنسانية» مؤقتة بين القبائل الموالية للشرعية في محافظة مأرب بشرق البلاد، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، للسماح لقاطرات الغاز بالمرور إلى صنعاء وبقية المحافظات، وكذا السماح للفرق الهندسية بإصلاح أبراج الكهرباء التي أعطبت جراء المواجهات، قال محافظ مأرب، سلطان العرادة، في تصريح صحافي له، إن «شركة جريكو البريطانية المُشغلة لمحطة كهرباء مدينة مأرب، وافقت على تجديد العقد مع السلطة المحلية بالمحافظة مباشرة، في حال تعذّر توقيعه مع الحكومة اليمنية، وأن الشركة وافقت على تجديد العقد شريطة أن تدفع السلطة المحلية قسطًا من المديونية البالغة نحو 9 ملايين دولار». وأضاف العرادة أنه «أجرى اتصالاً هاتفيًا بنائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح وأن الأخير وعد بإيجاد حل لمشكلة الكهرباء»، مؤكدا خلال اجتماعه الاعتيادي لتنفيذي مأرب أن «عقود الطاقة المشتراة مع شركة جريكو انتهت الشهر الحالي ما تسبب بانقطاع الكهرباء عن معظم مديريات محافظة مأرب»، مشيرًا «أن السلطة المحلية لن تتأخر بشأن إنجاز عقود جديدة مع الشركة إذا تأخر الرد من الجهات التنفيذية». وأكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة الشعبية مسنودة ببعض أفراد الجيش الموالين للشرعية مستمرة في معاركهم الضارية مع المسلحين الحوثيين وأن المقاومة استولت على مدرعة وطقم ومعدل عيار 23 مضاد للطيران تابع للحوثيين بمديرية مجزر شمال محافظة مأرب كان المسلحون الحوثيون يستخدمونه في دورياتهم، وأن المواجهات لا تزال مستمرة في حين تم تبادل القصف المدفعي بين الوقت والآخر».
ومنذ أشهر تسعى جماعة الحوثي المسلحة السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط، وتحتل أهمية كبيرة نظرا لوجود حقول النفط بها ويمتد الأنبوب الرئيسي لضخ النفط من حقول: «صافر» بالمحافظة إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، غرب البلاد، بالإضافة إلى وجود أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة جنوب اليمن وكذلك محطة مأرب الغازية (الكهربائية) التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن بالطاقة الكهربائية.
وكان المحافظون وأعضاء المجالس المحلية وممثلون عن القبائل والمجتمع المدني من محافظات «إقليم سبأ»، مأرب والجوف والبيضاء، بشرق اليمن، أكدوا وقوفهم مع شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومع الشرعية المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
من جهتهم، أكد مشايخ وأعيان وقيادات قبيلة مراد بمحافظة مأرب اليمنية استمرارهم في الإبقاء على المواقع الاستطلاعية على الحدود الموازية لمحافظة البيضاء، وسط البلاد، واستمرارهم البقاء في مطارح مأهلية التي تضم أعدادا كبيرة من قبيلة مراد استعدادًا لأي مواجهات قد يخوضونها مع جماعة الحوثي المسلحة من الجهة الجنوبية لمحافظة مأرب.
وقال الشيخ ناصر العجي طالب، أحد أبرز مشايخ وقيادات قبيلة مراد والقائد العام لمطارح مأهلية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأنه «وبعد المواجهات الشرسة التي دارت بين القبائل المدافعة عن أرضها وعرضها وميلشيات الحوثي والموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، المعتدين دون وجه حق في منطقة قانية التابعة لمديرية مأهلية، الواقعة بين محافظتي مأرب والبيضاء، والتي انسحبت على إثرها ميليشيا الحوثي وصالح إلى محافظة البيضاء، فقد أقرت قبائل مراد الإبقاء على مواقع استطلاعية على حدود المديرية باتجاه محافظة البيضاء واستمرارهم في مطارح مأهلية وذلك استعدادا لأي طارئ من الجهة الجنوبية لمحافظة مأرب».
وأكد القائد العام لمطارح مأهلية أنه «تقوم المواقع الاستطلاعية بواجبها اليومي برصد الحركة في كافة الاتجاهات ورفع تقرير يومي إلى قيادة المطارح بمأهلية، بالإضافة إلى أنه يجري التدريب والتأهيل في المطارح بشكل منظم ودقيق في حال صادفنا أي هجوم من المسلحين الحوثيين». ودعا الشيخ ناصر العجي طالب عبر «الشرق الأوسط» قبائل المحافظة إلى «المزيد من التعاون والتلاحم ونبذ أي خلافات داخلية والوقوف صفا واحدا لحماية مأرب من أولئك المعتدين المجرمين الذين استباحوا الدماء اليمنية بكل برودة». وتقدم الشيخ العجي عبر «الشرق الأوسط» بالشكر لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وقال: «أتقدم ببالغ الشكر وعظيم الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وكافة دول الخليج لما يقومون به من جهود حثيثة وصادقة لإخراج اليمن من أمواج الفتن المتلاطمة إلى بر الأمان».
محافظ مأرب يؤكد أن بحاح وعده بالتدخل لحل أزمة الكهرباء
مشايخ وأعيان قبيلة مراد يعلنون استمرارهم في المواقع الاستطلاعية
محافظ مأرب يؤكد أن بحاح وعده بالتدخل لحل أزمة الكهرباء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة