روسيا تحذّر من خطر «ألغام أوكرانية» وتنشر «خرائط معامل بيولوجية أميركية»

موسكو: الحرب الاقتصادية تهدد بتدمير العلاقات مع الولايات المتحدة

أكّدت البحرية الأوكرانية أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف (أ.ف.ب)
أكّدت البحرية الأوكرانية أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف (أ.ف.ب)
TT

روسيا تحذّر من خطر «ألغام أوكرانية» وتنشر «خرائط معامل بيولوجية أميركية»

أكّدت البحرية الأوكرانية أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف (أ.ف.ب)
أكّدت البحرية الأوكرانية أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف (أ.ف.ب)

سارت الخارجية الروسية أمس، خطوة جديدة نحو التحذير من التداعيات المحتملة لـ«الحرب الاقتصادية» الشاملة ضد روسيا، وقالت إن العلاقات مع واشنطن تتجه سريعاً نحو «تدمير كامل». وتزامن استهداف سفينة إنزال حربية روسية أمس، في بحر آزوف، مع زيادة مخاوف موسكو من «حرب ألغام» قد تشمل البحر الأسود كله. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الحرب الاقتصادية الأميركية تهدد بتدمير العلاقات الثنائية. وأفادت في إيجاز صحافي بأن «هذا بالطبع ليس في مصلحتنا لأننا ننطلق من حقيقة أن العلاقات الدبلوماسية والعلاقات المبدئية بين الدول يجب أن تخدم المصالح الوطنية». مشيرةً إلى أن العلاقات وصلت بالفعل إلى مرحلة القطيعة النهائية. في الوقت ذاته، قالت زاخاروفا إن الألغام البحرية التي زرعتها القوات الأوكرانية في مياه الموانئ الأوكرانية، تحاصر أكثر من 60 سفينة تجارية بطواقمها وحمولتها. واتهمت الأوكرانيين بالتسبب في «مخاطر جسيمة على الملاحة في البحر الأسود والبحار الأخرى». وزادت: «نحن نتحدث عن 400 لغم بحري أوكراني من الأنواع المتقادمة تم نشرها في موانئ أوديسا وأوتشاكوف وتشرنومورسك ويوجني». وأشارت إلى أنه «نتيجة لذلك لا يمكن لنحو 60 سفينة مغادرة الموانئ الأوكرانية». مضيفة أن «الألغام تنجرف نحو مضيق البوسفور، وقد تصل إلى البحر المتوسط، مما يشكل تهديداً للملاحة التجارية».
وكان أسطول البحر الأسود الروسي قد وجه تحذيراً مماثلاً قبل أيام، فيما قالت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية إن «القوات الأوكرانية تُظهر مجدداً تجاهلها التام لأسس القانون الدولي وتستخفّ بأرواح البشر بمن فيهم مواطنو دول الاتحاد الأوروبي». تزامنت عودة موسكو لطرح هذا الملف مع إعلان القوات الأوكرانية أمس، نجاحها في استهداف سفينة إنزال ضخمة في بحر آزوف. وأكّدت البحرية الأوكرانية أنها دمّرت سفينة روسية لنقل الجنود راسية في ميناء بيرديانسك بالقرب من ماريوبول على بحر آزوف، وأرفقت البحرية بيانها بصور. تُظهر إحداها، الناقلة غير مدمّرة، فيما تُظهر اثنتان أخريان، الدخان في المرفأ من بعيد وسفينة تحترق، بطريقة لا تُتيح رؤية السفينة بوضوح. وكانت وكالة «تاس» الحكومية الروسية قد نقلت عن قناة «زفيزدا» التلفزيونية التابعة لوزارة الدفاع الروسية، أن ناقلة القوات التابعة لأسطول البحر الأسود كانت أول سفينة حربية روسية تصل إلى بيرديانسك في 21 مارس (آذار). ويقع ميناء بيرديانسك على بُعد 80 كيلومتراً غرب ميناء ماريوبول الاستراتيجي الذي يحاول الروس الاستيلاء عليه منذ بداية العملية العسكرية. وكانت موسكو قد أعلنت أمس، أنها باتت تسيطر على نحو 60% من أراضي مدينة ماريوبول المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين. وشهدت المدينة خلال الأيام الأخيرة مواجهات ضارية. في حين قالت السلطات الأوكرانية إن نحو 15 ألف مدني تم ترحيلهم من المدينة بشكل غير قانوني إلى روسيا. وقال مسؤولون أوكرانيون إن المدنيين المحاصرين في ماريوبول، التي كان يقطنها نحو 400 ألف نسمة، يواجهون ظروفاً قاسية، دون إمكانية للحصول على طعام أو ماء أو كهرباء أو تدفئة. في المقابل قالت موسكو إن المسلحين في المدينة استخدموا المدنيين «دروعاً بشرية» ومنعوهم من مغادرتها.
وفي سياق المواجهات البحرية بين الطرفين، أفاد رئيس دونيتسك، دينيس بوشيلين، أمس، باستهداف وتدمير لواء البحرية 36 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية.
وقال بوشيلين: «نعلن أن اللواء 36 من مشاة البحرية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية قد تم تدميره بالكامل، وهو ما سيسهل الآن على وحداتنا التحرك عبر مناطق معينة من ماريوبول».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اكتشفت وجود صلة بين الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تتهم موسكو البنتاغون بممارستها في أوكرانيا وصندوق استثماري تابع لنجل الرئيس الأميركي جو بايدن، هانتر.
وأكد قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيغور كيريلوف، في إحاطة صحافية، أن الوثائق التي أصبحت بحوزة وزارة الدفاع الروسية بشأن أنشطة البنتاغون البيولوجية العسكرية في أوكرانيا تسلط الضوء على صلات بين مؤسسات في الولايات المتحدة ومواقع بيولوجية عسكرية في أوكرانيا. وقال: «تجدر الإشارة إلى تورط هياكل مقربة من الإدارة الأميركية في الأنشطة المذكورة، بما في ذلك صندوق يقوده هانتر بايدن». وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى الحجم الواسع لهذا البرنامج، مؤكداً أن جهات أميركية مختلفة شاركت في تطبيقه علاوة على البنتاغون، بما فيها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وصندوق جورج سوروس ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بالإضافة إلى الإشراف العلمي من منظمات بحثية رائدة، منها المختبر الوطني في لوس ألاموس الذي عمل على تطوير أسلحة نووية ضمن «مشروع مانهاتن». ونشرت الوزارة خريطة تُظهر 30 مختبراً في 14 مدينة وبلدة في أوكرانيا قالت إنها كانت منخرطة في ممارسة «أنشطة بيولوجية واسعة النطاق»، مؤكدة أن هذه المعلومات تأتي من وثيقة موقّعة من نائب وزير الدولة الأوكراني لشؤون مجلس الوزراء فيكتور بوليشيوك.
وأوضح كيريلوف أن الأرضية القانونية لتوقيع هذه الوثيقة تعود إلى «اتفاقية التعاون في منع انتشار التكنولوجيات والكائنات الممرضة والبيانات التي يمكن استخدامها في تطوير أسلحة بيولوجية» المبرمة بين واشنطن وكييف، مؤكداً أن حجم تمويل هذا المشروع خلال فترة ما بين 2018 و2020 فقط بلغ نحو 32 مليون دولار. وحمّل كيريلوف الولايات المتحدة وحلفاءها المسؤولية عن نقل ما لا يقل عن 16 ألف عينة بيولوجية إلى خارج حدود أوكرانيا، بما في ذلك عينات تم أخذها في مدن لفيف وأوديسا وخاركوف وكييف من أربعة آلاف جندي لفحص الأجسام المضادة لفيروسات «هانتا» ومن 400 جندي آخرين لفحص الأجسام المضادة لحمى القرم - الكونغو النزفية.


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كرات غامضة تتسبب بإغلاق 9 شواطئ في سيدني

عينات من الحطام الكروي مجهول الهوية الذي عثر عليه على الشاطئ في شاطئ مانلي و8 شواطئ أخرى في شمال سيدني بنيو ساوث ويلز (د.ب.أ)
عينات من الحطام الكروي مجهول الهوية الذي عثر عليه على الشاطئ في شاطئ مانلي و8 شواطئ أخرى في شمال سيدني بنيو ساوث ويلز (د.ب.أ)
TT

كرات غامضة تتسبب بإغلاق 9 شواطئ في سيدني

عينات من الحطام الكروي مجهول الهوية الذي عثر عليه على الشاطئ في شاطئ مانلي و8 شواطئ أخرى في شمال سيدني بنيو ساوث ويلز (د.ب.أ)
عينات من الحطام الكروي مجهول الهوية الذي عثر عليه على الشاطئ في شاطئ مانلي و8 شواطئ أخرى في شمال سيدني بنيو ساوث ويلز (د.ب.أ)

أغلقت 9 شواطئ في سيدني بعد أن جرفت الأمواج حطاماً كروي الشكل إلى الشواطئ، وفقاً لما أعلنته السلطات المحلية اليوم (الثلاثاء).

ومن بين الشواطئ التي تم إغلاقها بسبب اكتشاف «حطام كروي أبيض - رمادي»، شاطئ مانلي الشهير في منطقة الشواطئ الشمالية بسيدني.

وقالت بلدية الشواطئ الشمالية إن هيئة حماية البيئة في ولاية نيو ساوث ويلز، أبلغتها بوجود الحطام. وأضافت البلدية أنها «تعمل بشكل وثيق مع الهيئة الحكومية لجمع عينات لإجراء الفحوصات».

وأوضحت البلدية: «حتى الآن، معظم العينات المكتشفة بحجم حبات الرخام، مع وجود بعض القطع الأكبر حجماً». وأشارت إلى أنها تعمل على «تنظيم الإزالة الآمنة لهذه المواد وتفقد الشواطئ الأخرى». كما نصحت الجمهور بالابتعاد عن الحطام.

وأغلق بعض الشواطئ الشهيرة في سيدني، بما في ذلك شاطئ كوجي في الضواحي الشرقية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد أن جرفت الأمواج كرات سوداء غامضة إلى هناك. وتكرر حدوث واقعة مشابهة في ديسمبر (كانون الأول) بالقرب من مطار سيدني.

وبشأن الحطام الذي جرفته الأمواج في أكتوبر، قالت هيئة حماية البيئة إن النتائج تشير إلى أن «مصدرها على الأرجح يعود إلى جهة تطلق نفايات مختلطة»، مضيفة أنه لم يتم تحديد المصدر بدقة.