وزيرا خارجية أميركا وإسبانيا قريباً في المغرب

رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارتة مدينة سبتة شمال المغرب أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارتة مدينة سبتة شمال المغرب أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وزيرا خارجية أميركا وإسبانيا قريباً في المغرب

رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارتة مدينة سبتة شمال المغرب أول من أمس (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الإسبانية خلال زيارتة مدينة سبتة شمال المغرب أول من أمس (أ.ف.ب)

ستعرف العاصمة المغربية الرباط نهاية الشهر الحالي حركية دبلوماسية؛ تتمثل في أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس الدبلوماسية الأميركية للمغرب منذ تولي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض، تليها زيارة وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس.
وكان ألباريس قد أعلن الأربعاء أنه سيقوم بزيارة إلى المغرب في 1 أبريل (نيسان) المقبل. وقال ألباريس، الذي كان يتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني، إنه سيجري في الرباط محادثات مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، مبرزاً أن الهدف من الزيارة الشروع في إعداد «خريطة الطريق الجديدة» مع المغرب، التي تهم تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، وتنشيط مجموعات العمل، وتعزيز التعاون في جميع المجالات. تأتي زيارة ألباريس إلى المغرب في أعقاب مواقف إسبانيا الإيجابية، والتزاماتها البناءة بشأن قضية الصحراء المغربية، والواردة في الرسالة التي وجهها الجمعة الماضي رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وكانت وزارة الخارجية المغربية قد ذكرت في بيان لها صدر في وقت سابق أن العبارات الواردة في هذه الرسالة، تتيح وضع تصور لخريطة طريق واضحة وطموح، بهدف «الانخراط بشكل مستدام في شراكة ثنائية في إطار الأسس والمحددات الجديدة» التي جرت الإشارة إليها في خطاب العاهل المغربي يوم 20 أغسطس (آب) الماضي.
من جهة أخرى؛ يصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى المغرب يوم 28 مارس (آذار) الحالي، في إطار جولة تبدأ يوم 26 مارس تشمل إسرائيل والضفة الغربية والجزائر.
ورجحت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط» أن يستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس الوزير بلينكن. وقالت المصادر ذاتها إن بلينكن سيلتقي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومسؤولين حكوميين كباراً آخرين، لتبادل وجهات النظر حول الحرب الروسية - الأوكرانية، ومجموعة من الأولويات الإقليمية والعالمية؛ ضمنها أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، و«اتفاقيات أبراهام» واتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، والعلاقات الإسرائيلية - الفلسطينية، والحفاظ على إمكانية «حل الدولتين» للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وأثناء وجوده في الرباط سيلتقي بلينكن أيضاً الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، لبحث ملفات الأمن الإقليمي والتطورات الدولية. وبعد ذلك سيتوجه بلينكن إلى الجزائر العاصمة لعقد اجتماعات مع الرئيس عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمضان العمامرة، لمناقشة الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعاون التجاري، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية... وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. كما سيفتتح بلينكن رسمياً جناح الولايات المتحدة بصفتها دولة الشرف في «معرض الجزائر التجاري الدولي»؛ أكبر معرض تجاري من نوعه في أفريقيا، وسيلتقي ممثلي الأعمال الأميركية في الجزائر لمناقشة تعميق العلاقات الاقتصادية، وتعزيز التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والجزائر.



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.