الجزائر: العثور على قذائف صاروخية بعد تدمير مخابئ إرهابيين بشرق البلاد

إدانة عسكري هارب بالسجن بعد تسلمه من إسبانيا

TT

الجزائر: العثور على قذائف صاروخية بعد تدمير مخابئ إرهابيين بشرق البلاد

تمكّن الجيش الجزائري، بفضل معلومات لمتشدد تم اعتقاله، من تدمير 12 مخبأ لجماعات إرهابية بداخلها قذائف صاروخية، وذلك خلال عملية تمشيط بولايتي سكيكدة وجيجل شرقي البلاد.
في غضون ذلك، أدانت محكمة بالعاصمة، دركياً هارباً بالسجن خمس سنوات مع التنفيذ. وقالت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، إن «الاستغلال الأمثل للمعلومات التي أدلى بها الإرهابي الموقوف بطيب يوسف المكنى أسامة أبو سفيان النيغاسي (أمير الجماعة الإرهابية)، على خلفية العملية التي أفضت مؤخراً إلى القضاء على 8 إرهابيين واعتقال 7 آخرين (شرق البلاد)، مكّن مفارز الجيش من استخراج رفاة الإرهابي بلعباس الطيب المدعو (أبو العباس)، الذي تم القضاء عليه في عام 2013 بواد جن جن بجيمار، بولاية جيجل».
وأوضح المصدر أن الجيش ضبط، داخل المخابئ، العديد من الأسلحة والذخائر المتنوعة، وجهازي إرسال واستقبال وجهازين محمولين للإعلام الآلي. إلى ذلك، قضت «محكمة بئر مراد رايس» بالعاصمة، أول من أمس، بالسجن خمس سنوات وغرامة بقيمة 300 ألف دينار (2100 يورو) في حق العسكري السابق عبد الله محمد، الذي سلمته إسبانيا في أغسطس (آب) الماضي، بتهمة «الانخراط في جماعة إرهابية تقوم بأفعال تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية».
وقرّرت وزارة الداخلية الإسبانية في 20 أغسطس تسليم العسكري في سلاح الدرك الوطني الهارب من الخدمة عبد الله محمد البالغ 34 عاماً، مع منعه من دخول التراب الإسباني لمدة عشر سنوات، بسبب انتمائه إلى حركة رشاد الإسلامية المصنفة «إرهابية» بحسب مذكرة طرد اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت النيابة الجزائرية أصدرت في 22 مارس (آذار) 2021 أربع مذكّرات توقيف دوليّة شملت إلى جانب عبد الله، الدبلوماسي السابق المقيم في المملكة المتّحدة محمد العربي زيتوت، أحد مؤسسي حركة رشاد الإسلامية التي صنفتها الجزائر منظمة إرهابية في مايو (أيار)، إضافة إلى المُدوّن أمير بوخرص المعروف باسم «أمير دي زد»، المقيم في فرنسا، والنقيب السابق في الجيش الصحافي والكاتب هشام عبّود المقيم أيضاً في فرنسا.
وينتظر عسكري هارب آخر، محمد بن حليمة، الموقوف في مركز احتجاز للأجانب في فالنسيا شرق إسبانيا، معرفة مصيره. علماً بأنه تقدم بطلب للحصول على اللجوء عند وصوله إلى إسبانيا.
ومنذ يونيو (حزيران) من العام الماضي، أدخلت الحكومة تعديلاً على القانون الجنائي، يتيح لها توجيه تهمة الإرهاب لأي شخص مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر، بتنظيمين اعتبرتهما من الإرهاب، هما «رشاد» الإسلامي و«ماك» الانفصالي القبائلي.
وتوترت العلاقات بين مدريد والجزائر، مؤخراً، بسبب النزاع في الصحراء الغربية بعدما أعربت إسبانيا عن دعمها لمقترح المغرب القاضي بمنح حكم ذاتي للصحراء الغربية، بدل إجراء استفتاء لتقرير المصير كما تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
والسبت، استدعت الجزائر سفيرها في مدريد احتجاجاً على «التحول في موقف السلطة الإدارية السابقة بالصحراء الغربية». وحكم على العريف السابق محمد بن حليمة البالغ 32 عاماً غيابياً في الجزائر في مارس 2021 بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة «نشر معلومات كاذبة»، وأصدرت الجزائر مذكرة توقيف دولية في حقه.
وفرّ بن حليمة من الجزائر في سبتمبر (أيلول) 2019 بعد مشاركته في الحراك الاحتجاجي الذي دفع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.