استدعاء حاكم «المركزي» اللبناني ومذكرة توقيف ضد شقيقه

بدعوى الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال

TT

استدعاء حاكم «المركزي» اللبناني ومذكرة توقيف ضد شقيقه

أصدر القضاء اللبناني، أمس، مذكرة توقيف وجاهية بحق رجا سلامة، شقيق حاكم «مصرف لبنان»، رياض سلامة، في دعوى النيابة العامة ضده بـ«التدخل بجرم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال»، كما حدد يوم الخميس المقبل موعداً لاستجواب الحاكم كمدعى عليه في القضية نفسها.
وأمس، استجوب قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، نقولا منصور، رجا سلامة، بحضور وكيله القانوني المحامي مروان جو عيسى الخوري، في ادعاء النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون ضدّه بـ«التدخل بجرم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال»، وفي نهاية الجلسة التي استغرقت ثلاث ساعات ونصف الساعة، أصدر القاضي منصور مذكرة توقيف وجاهية بحقّه سنداً إلى الجرائم المدعى بها، على أن يبقى قيد التوقيف إلى حين استكمال كلّ التحقيقات بكل جوانبها. كما حدد القاضي منصور يوم الخميس المقبل موعداً لاستجواب رياض سلامة، كمدعى عليه بجرم «الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال»، وكذلك صديقته الأوكرانية آنا كوزاكوفا.
في هذا الوقت، اعترض محامو مجموعة «روّاد العدالة» على الأجواء التي سادت جلسة استجواب رجا سلامة، لأن قاضي التحقيق لم يسمح لهم بحضور الجلسة، رغم أنهم اتخذوا صفة الادعاء الشخصي، علماً بأن القاضي منصور أوضح لهم أنه لا يوجد دليل على اتخاذهم صفة الادعاء الشخصي، وأنهم مجرد مقدمي الأخبار.
وأكدوا أن «ما حصل ينطوي على مخالفة قانونية، ويشكل ثغرة كبيرة في التحقيق الاستنطاقي الذي أجراه القاضي منصور، وهو ما يجعل التحقيق عرضة للأبطال».
إلى ذلك، تقدّم عضو المكتب السياسي في «التيار الوطني الحرّ»، المحامي وديع عقل، بشكوى مباشرة لدى دائرة قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، اتخذ فيها صفة الادعاء الشخصي ضدّ رياض سلامة وشقيقه رجا وكل مَن يظهره التحقيق، بجرائم تبييض الأموال واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع والفساد، وطلب التحقيق مع المدعى عليهم، وتوقيفهم ومحاكمتهم، وإنزال أشد العقوبات بحقهم، وإلزامهم بإعادة الأموال الناتجة عن الجرائم المذكورة، والحجز على أموالهم المنقولة وغير المنقولة في لبنان والخارج.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.