قبل نحو عامين، وتحديداً في مايو (أيار) 2020 وضع مصور يمني نظارات مصنوعة من الأسلاك للمزاد العلني على شبكة الإنترنت، بغرض شراء ملابس العيد لأكثر من 200 طفل في أحد مخيمات النازحين بمأرب وإدخال السعادة عليهم.
وحظي المزاد آنذاك بمتابعة كبيرة من رواد التواصل الاجتماعي، ودخلت النظارات في مزايدة عالية بين العديد من المؤسسات والشخصيات على مستوى المنطقة، لكن أسامة القصيبي المدير العام لمشروع مسام لنزع الألغام من الأراضي اليمنية ظفر بهذه النظارات لقاء 4 آلاف دولار أميركي وهو المبلغ الأعلى الذي دفع.
«الشرق الأوسط» التقت الطفل محمد يحيى الضالعي بعد عامين من الحادثة الشهيرة، في منزله بمخيم جو النسيم بمحافظة مأرب، والحديث معه عن حياته بعد أن أصبح معروفاً لدى الكثيرين.
يقول محمد إن النظارة المصنوعة من الأسلاك صممها زميله جبر أنس الفاضلي، وأهداها إليه بحكم صداقتهما في المخيم، وأضاف: «أثناء زيارة أحد المنظمات الدولية للمخيم، رآني المصور عبد الله الجرادي والتقط لي عدة صور، وانتهى الأمر عند هذا الحد».
وفيما كان يحدق في صورته الموضوعة على مكان بارز وسط المجلس، تابع محمد الحديث بقوله: «في اليوم الثاني تفاجأت بالمصور الجرادي يتصل بأبي ويخبره بأن الصورة انتشرت وأن هناك مزاداً عليها وبيعت بمبلغ كبير».
ويصف محمد حياته بعد أن أصبح مشهوراً بين أصدقائه بقوله: «كنت ضعيفاً فأصبحت قوياً، أريد إكمال دراستي وأصبح دكتوراً لأعالج الناس في بلدي». واستعرض بعض ما يدرسه في الصف الثاني الابتدائي من خلال قراءة سورة الشمس، وترديد حروف اللغة الإنجليزية كاملة».
فيما يقول والده يحيى الضالعي: «أصبح لديه اعتزاز بالنفس، وقوة شخصية وطموح، بعد قصة النظارة».
بعدها، التقينا جبر الفاضلي وهو مهندس وصانع النظارة الشهيرة التي أهداها لزميله محمد، وحكى لنا القصة بقوله: «وجدت بعض الأسلاك المرمية على الأرض، وكان بجانبي عاقل المخيم ويلبس نظارة، فصنعت مثلها تماماً».
من جانبه، أفاد عبد الله الجرادي مصور النظارة الشهيرة بأن القصة حدثت قبيل عيد الفطر، وكانت مناسبة لشراء ثياب العيد لكل أطفال المخيم بقيمتها، أضاف مبتسماً: «علاقتي بمحمد استمرت منذ تلك القصة قبل نحو عامين، النظارة المصنوعة من الأسلاك كانت فاتحة خير على الكثير من مخيمات النازحين في مأرب التي تتجاوز المائة». وتابع: «لدينا أمل كبير بأن تتكرر فرحة الأطفال بالمخيم هذا العام ويتم التكفل بملابس العيد لهم».
وكان أسامة القصيبي تحدث بأن الغرض من المشاركة في المزاد على النظارة كان «إسعاد أطفال المخيم الذين يتجاوز عددهم 200 طفل، نحن نرى أن هذا العمل واجب علينا ضمن مهمتنا في اليمن».
طفل النظارة... أصبحت قوياً وأريد أن أصبح طبيباً لأعالج الناس في بلادي
بعد عامين على بيعها في المزاد
طفل النظارة... أصبحت قوياً وأريد أن أصبح طبيباً لأعالج الناس في بلادي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة