لاغارد: روسيا تستخدم العملات الرقمية للالتفاف على العقوبات

تايلند لحظر «المشفرة» وسيلة للدفع

منع استخدام العملات الرقمية في المعاملات التجارية يتفق مع النظم المعمول بها في دول كثيرة (رويترز)
منع استخدام العملات الرقمية في المعاملات التجارية يتفق مع النظم المعمول بها في دول كثيرة (رويترز)
TT

لاغارد: روسيا تستخدم العملات الرقمية للالتفاف على العقوبات

منع استخدام العملات الرقمية في المعاملات التجارية يتفق مع النظم المعمول بها في دول كثيرة (رويترز)
منع استخدام العملات الرقمية في المعاملات التجارية يتفق مع النظم المعمول بها في دول كثيرة (رويترز)

قالت كريستين لاغارد، رئيسة «البنك المركزي الأوروبي»، إن هناك مؤشرات على محاولة بعض الروس تجاوز العقوبات الدولية المفروضة على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا، وذلك من خلال تحويل الروبل الروسي إلى عملات رقمية أو عملات مشفرة ثابتة.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن لاغارد قولها خلال مؤتمر عبر الإنترنت مساء الثلاثاء: «عندما تنظر إلى حجم تحويلات الروبل إلى عملات مشفرة ثابتة أو عملات رقمية في هذه اللحظة، فستجد أنه عند أعلى مستوياته ربما منذ 2021». وأضافت أن الأصول المشفرة «تستخدم بالتأكيد، ونحن نتحدث الآن، بصفتها طريقة للالتفاف على العقوبات التي فرضها كثير من الدول حول العالم على روسيا».
يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اتخذا إجراءات تستهدف الحد من قدرة روسيا على التعامل بالدولار وغيره من العملات الدولية الأخرى. وتتضمن هذه الإجراءات فرض عقوبات على البنوك الروسية الكبرى وقيود على تعاملات النخبة الروسية. وأدى هذا إلى ظهور تكهنات بإمكانية استخدام العملات الرقمية المشفرة التي تعرف بأنها بديل للعملات الرسمية، من جانب الأثرياء الروس للالتفاف على العقوبات الدولية.
في الوقت نفسه، قال جوناثان ليفن، الشريك المؤسس لشركة «تشيناليسز لتحليل البيانات المتسلسلة وتقنيات العملات المشفرة»، إنه حتى الأسبوع الماضي لم يكن هناك أي دليل على أن روسيا أو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدما العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات.
وفي شأن ذي صلة أيضاً بالعملات المشفرة، تعتزم تايلند حظر استخدام العملات الرقمية بصفتها وسيلة للدفع مقابل السلع والخدمات، قائلة إن الاستخدام واسع النطاق للأصول الرقمية يهدد النظام المالي والاقتصاد التايلندى.
وقالت «هيئة الأوراق المالية والتداول» التايلندية، في بيان يوم الأربعاء، إنه «يجب ألا تقدم الشركات؛ بما في ذلك منصات تداول العملات المشفرة، خدمات الدفع من هذا النوع، ومنع الشركات من العمل بطريقة تشجع على استخدام هذه الأصول الرقمية لدفع ثمن السلع والخدمات».
وأشارت وكالة «بلومبرغ» للأنباء إلى أن هذا الحظر لن يؤثر على تداول العملات الرقمية أو الاستثمار فيها. ورغم أن قرار حظر استخدام العملات الرقمية وسيلة دفع سيدخل حيز التطبيق بدءاً من مطلع أبريل (نيسان) المقبل، فإنه سيكون لدى الشركات مهلة حتى نهاية الشهر للالتزام بالقواعد الجديدة. وقالت «هيئة الأوراق المالية والتداول» إن منع استخدام العملات الرقمية، مثل «بتكوين»، في المعاملات التجارية يتفق مع النظم المعمول بها في أوروبا وبريطانيا وكوريا الجنوبية وماليزيا.



بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
TT

بعد ساعات على تعيين بايرو... «موديز» تخفّض تصنيف فرنسا بشكل مفاجئ

رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفرنسي المعين فرنسيس بايرو وسلفه المنتهية ولايته ميشال بارنييه خلال حفل التسليم (د.ب.أ)

خفّضت وكالة موديز للتصنيف الائتماني تصنيف فرنسا بشكل غير متوقع يوم الجمعة، ما أضاف ضغوطاً على رئيس الوزراء الجديد للبلاد، لحشد المشرّعين المنقسمين لدعم جهوده للسيطرة على المالية العامة المتوترة.

وخفض التصنيف، الذي جاء خارج جدول المراجعة المنتظم لـ«موديز» لفرنسا، يجعل تصنيفها «إيه إيه 3» من «إيه إيه 2» مع نظرة مستقبلية «مستقرة» للتحركات المستقبلية، أي 3 مستويات أقل من الحد الأقصى للتصنيف، ما يضعها على قدم المساواة مع تصنيفات وكالات منافسة «ستاندرد آند بورز» و«فيتش».

ويأتي ذلك بعد ساعات من تعيين الرئيس إيمانويل ماكرون للسياسي الوسطي المخضرم، وحليفه المبكر فرنسوا بايرو كرئيس وزراء رابع له هذا العام.

وكان سلفه ميشال بارنييه فشل في تمرير موازنة 2025، وأطاح به في وقت سابق من هذا الشهر نواب يساريون ويمينيون متطرفون يعارضون مساعيه لتقليص الإنفاق بقيمة 60 مليار يورو، التي كان يأمل في أن تكبح جماح العجز المالي المتصاعد في فرنسا.

وأجبرت الأزمة السياسية الحكومة المنتهية ولايتها على اقتراح تشريع طارئ هذا الأسبوع، لترحيل حدود الإنفاق وعتبات الضرائب لعام 2024 مؤقتاً إلى العام المقبل، حتى يمكن تمرير موازنة أكثر ديمومة لعام 2025.

وقالت «موديز» في بيان: «إن قرار خفض تصنيف فرنسا إلى (إيه إيه 3) يعكس وجهة نظرنا بأن المالية العامة في فرنسا سوف تضعف بشكل كبير بسبب التشرذم السياسي في البلاد، الذي من شأنه في المستقبل المنظور أن يقيد نطاق وحجم التدابير التي من شأنها تضييق العجز الكبير».

وأَضافت: «بالنظر إلى المستقبل، هناك الآن احتمال ضئيل للغاية بأن تعمل الحكومة المقبلة على تقليص حجم العجز المالي بشكل مستدام بعد العام المقبل. ونتيجة لذلك، نتوقع أن تكون المالية العامة في فرنسا أضعف بشكل ملموس على مدى السنوات الثلاث المقبلة مقارنة بسيناريو خط الأساس الخاص بنا في أكتوبر (تشرين الأول) 2024».

وفتحت وكالة التصنيف الائتماني الباب لخفض تصنيف فرنسا في أكتوبر، عندما غيرت توقعاتها للبلاد من «مستقرة» إلى «سلبية».

وكان بارنييه ينوي خفض عجز الموازنة العام المقبل إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي من 6.1 في المائة هذا العام، مع حزمة بقيمة 60 مليار يورو من تخفيضات الإنفاق وزيادات الضرائب. لكن المشرّعين اليساريين واليمينيين المتطرفين عارضوا كثيراً من حملة التقشف وصوتوا على إجراء حجب الثقة ضد حكومة بارنييه، مما أدى إلى سقوطها.

وقال بايرو، الذي حذر منذ فترة طويلة من ضعف المالية العامة في فرنسا، يوم الجمعة بعد وقت قصير من توليه منصبه، إنه يواجه تحدياً «شاقاً» في كبح العجز.

وقال وزير المالية المنتهية ولايته أنطوان أرماند، إنه أخذ علماً بقرار «موديز»، مضيفاً أن هناك إرادة لخفض العجز كما يشير ترشيح بايرو. وقال في منشور على أحد مواقع التواصل الاجتماعي: «إن ترشيح فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء والإرادة المؤكدة لخفض العجز من شأنه أن يوفر استجابة صريحة».

ويضيف انهيار الحكومة وإلغاء موازنة عام 2025، إلى أشهر من الاضطرابات السياسية التي أضرت بالفعل بثقة الشركات، مع تدهور التوقعات الاقتصادية للبلاد بشكل مطرد.

ووضعت الأزمة السياسية الأسهم والديون الفرنسية تحت الضغط، ما دفع علاوة المخاطر على سندات الحكومة الفرنسية في مرحلة ما إلى أعلى مستوياتها على مدى 12 عاماً.