موسكو «ليست راضية» عن ديناميكية المفاوضات وتواصل حملتها على المدن

حذرت الغرب من التدخل في أوكرانيا... واستعدت لحظر نفطي محتمل

أنقاض مركز تجاري استهدفته ضربة روسية في ضواحي كييف (د.ب.أ)
أنقاض مركز تجاري استهدفته ضربة روسية في ضواحي كييف (د.ب.أ)
TT

موسكو «ليست راضية» عن ديناميكية المفاوضات وتواصل حملتها على المدن

أنقاض مركز تجاري استهدفته ضربة روسية في ضواحي كييف (د.ب.أ)
أنقاض مركز تجاري استهدفته ضربة روسية في ضواحي كييف (د.ب.أ)

واصلت روسيا حملتها على المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، فيما عانت مدينة ماريوبول من وضع صعب للغاية، وفق وصف إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني التي اتهمت القوات الروسية بقصف مبانٍ من بينها مستشفيات وكذلك مسرح قالت إن أناساً كانوا يحتمون به.
في غضون ذلك وجهت موسكو إشارة تحذير إلى حلف الأطلسي من التدخل في مسار العمليات العسكرية، بعد تصريحات أميركية بأن بعض بلدان الحلف قد تتخذ قراراً في شأن نشر قوات في أوكرانيا. ونبه الكرملين إلى تداعيات «سلبية» محتملة لتطور من هذا النوع. في الوقت ذاته، أعلنت روسيا أنها تستعد لمواجهة حظر نفطي محتمل عبر «تنويع صادراتها» ورجحت أن تقفز أسعار النفط إلى معدلات قياسية قد تتجاوز 300 دولار للبرميل.
وبالتوازي مع تواصل الضغط العسكري القوي في عدد من المدن وخصوصاً في ماريوبول التي تشهد خلال اليومين الأخيرين تفاقماً واسعاً وصفته أطراف أوروبية بأنه وصل إلى مستوى «جرائم حرب» بدا أن موسكو تعاملت بجدية كبيرة مع تصريح مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليندا توماس - جرينفيلد التي أكدت أنه «لن يتم نشر قوات أميركية في أوكرانيا، ولكن دولاً أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد تقرر أنها ترغب في نشر قوات داخل أوكرانيا».
- تطور سلبي
وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا «ستتعامل مع قرار أي من دول (الناتو) التدخل في أوكرانيا بوصفه تطوراً سلبياً للأمور». ورأى بيسكوف أن «مهمة الجميع حول العالم الآن الضغط على كييف، حتى تصبح أكثر قابلية للتفاوض، بغرض أن تكون المحادثات بناءة». ورداً على سؤال بشأن وقف النار، شدد الناطق الرئاسي على أن موسكو لا تنظر في موضوع وقف إطلاق النار أثناء المفاوضات بينها وبين كييف. ووصف الاتهامات الغربية لموسكو بأنها تعرقل عمل الممرات الإنسانية من المدن بأنها «أكاذيب»، وقال: «إن كل الادعاءات بتطويق المدن، وعدم السماح للمدنيين بالخروج هو كذب واضح. لقد فتحنا ممرات إنسانية لخروج السكان من المدن الأوكرانية، إلا أن القوميين لا يسمحون لهم بالخروج».
وحول المفاوضات الجارية مع الجانب الأوكراني، أعرب بيسكوف عن «عدم رضا» موسكو عن ديناميكية العملية التفاوضية، وقال إن المفاوضات ربما تكون «دون المستوى المطلوب، ودون ما يتطلبه الوضع بالنسبة للجانب الأوكراني»، لافتاً إلى أن الجانب الروسي يظهر رغبة في العمل بسرعة وعلى نحو بناء أكبر بكثير من الجانب الأوكراني. وفي حديثه عن إمكانية عقد لقاء شخصي بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، أشار المتحدث باسم الكرملين إلى أنه قبل ذلك «من الضروري إجراء المفاوضات والاتفاق عليها». وأوضح أنه حتى الآن لا توجد اتفاقيات يمكن أن يقرها الرئيسان.
- تحذير حول العقوبات
في موضوع آخر، حذر الكرملين من تداعيات فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على صادرات النفط الروسي. وقال بيسكوف إن هذا القرار «سوف يضرب الجميع ويؤثر على ميزان الطاقة الأوروبي». وأوضح الناطق الرئاسي الروسي أنه «تجري مناقشة موضوع حظر النفط (الروسي) بشكل نشط، هذا الموضوع معقد للغاية، لأن مثل هذا الحظر سيؤثر بشكل خطير على سوق النفط العالمية بشكل عام، وسيؤثر بشكل خطير وسلبي على ميزان الطاقة في أوروبا». وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أنه يدرس فرض حزمة خامسة من العقوبات ضد روسيا، يمكن أن تتضمن فرض حظر على إمدادات النفط من روسيا.
وفي وقت سابق، فرضت الولايات المتحدة حظراً على صادرات الطاقة من روسيا والاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الروسي. وأشار بيسكوف إلى أن تداعيات فرض بروكسل حظراً على النفط الروسي ستكون على الدول الأوروبية أكبر من الولايات المتحدة، كون الأخيرة منتجة للنفط، وقال بيسكوف: «من الواضح أن الأميركيين سيبقون مع نفطهم، ووضعهم سيكون أفضل بكثير من الأوروبيين، الذين يواجهون أوقاتاً عصيبة، قرار مثل هذا (حظر على النفط الروسي) سيضرب الجميع».
- تداعيات على الاتحاد الأوروبي
في الوقت ذاته، نبه نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى تداعيات محتملة في حال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على استيراد النفط الروسي، وقال إن أسعار النفط ستقفز إلى مستوى 300 دولار للبرميل. وقال المسؤول، إن رفض أوروبا للغاز الروسي «أمر مستحيل» في الوقت الحالي. و«إذا رفض الغرب النفط الروسي، فسوف تقفز الأسعار إلى 300 دولار للبرميل، فيما يرى البعض إمكانية الارتفاع إلى 500 دولار للبرميل».
وزاد نوفاك أن روسيا تعتزم تنويع إمداداتها النفطية، و«إذا فرض الغرب حزمة عقوبات جديدة على قطاع النفط،، فإن الشركات تتعامل بالفعل مع القضية وستكون قادرة على مواجهتها».
وأوضح أنه «بالطبع، كل السيناريوهات محسوبة من جانبنا. أصعب ما يمكن أن تتخيله الأطراف. ننطلق من حقيقة تنويع الإمدادات. النفط، بعد كل شيء، ليس أنبوباً، في الغالب. يمكن أن ننقله إلى مناطق أخرى. لذلك، سننشئ مخططات وسلاسل لوجيستية. وسوف تشارك الشركات، من حيث المبدأ، في هذا. وحتى لو بعنا النفط بسعر أقل، فهناك أطراف ستكون سعيدة بشرائه. سنربح أقل، لكننا سنفعل ما يتوجب علينا فعله».
وقال: «هناك قضية أكثر أهمية هنا، حتى نحافظ على حجم إنتاج النفط والغاز... سوف نراقب عن كثب ما إذا كانت هناك مخاطر انخفاض في الإنتاج. في الوقت الحالي، كما قلت، الإنتاج يسير بالحجم الكامل».
- استفزاز متعمد
ميدانياً، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أطرافاً أوكرانية بتنفيذ «استفزاز متعمد» في مدينة سومي عبر تسريب مكونات كيماوية سامة. وقالت الوزارة في بيان: «كما حذرنا سابقاً تم تنفيذ استفزاز مخطط له من قبل القوميين الأوكرانيين بسومي ليلاً». وأوضح الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، «أن تسرب الأمونيا في مصنع سوميكيمبروم في مدينة سومي جاء ليلاً تنفيذاً لاستفزاز مخطط له من قبل القوميين الأوكرانيين، الذي حذرت منه وزارة الدفاع الروسية رسمياً قبل أيام قليلة».
وأضاف: «بحسب رئيس إدارة منطقة سومي الإقليمية، حدث تسرب للأمونيا في مصنع سوميكيمبروم، ولا يوجد أي تهديد لسكان سومي، لأن الكتل الجوية (السحب الهوائية) كانت تتحرك بعكس اتجاه المدينة». وأضاف المتحدث: «أريد أن أؤكد مرة أخرى أن القوات المسلحة الروسية لم تخطط ولا تقوم بأي ضربات ضد المنشآت الأوكرانية لتخزين أو إنتاج مواد سامة»، منوهاً بمسؤولية «النظام القومي في كييف بشكل مباشر عن أي حوادث محتملة في مرافق تخزين المواد السامة في أوكرانيا». وجاء إعلان وزارة الدفاع في مقابل اتهامات أوكرانية لروسيا بالتسبب في التسريب عبر عمليات القصف المتواصلة التي تتعرض لها المدينة منذ أكثر من أسبوعين.
- صواريخ مجنحة
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في إيجاز يومي لنتائج العمليات العسكرية أن القوات الروسية «دمرت خلال الساعات الـ24 الماضية عدداً من المنشآت العسكرية، وسددت ضربات عالية الدقة بصواريخ مجنحة». وجاء في البيان أن الضربات شملت «مواقع ومخازن ومعسكرات لتدريب المرتزقة والقوميين». وأشار إلى أن وحدات من القوات المسلحة الروسية تقدمت، خلال الليلة الماضية، 4 كيلومترات وسيطرت على بلدة سلادكويه. وزاد أن قوات دونيتسك ألحقت خسائر فادحة بقوات اللواء الميكانيكي الثالث والخمسين للقوات المسلحة الأوكرانية، وشنت هجوماً باتجاه بلدة نوفوميخايلوفكا.
إضافة إلى ذلك، وسعت قوات دونيتسك هجومها على اللواء 25 المحمول جواً التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، لـ«تحرير» بلدة فيرخنيتوريتسكويه. وكانت حصيلة العمليات على محور دونيتسك خلال اليوم الأخير، وفقاً للبيان العسكري الروسي، مقتل أكثر من 50 مسلحاً، وتدمير 3 دبابات وأربع عربات قتال مشاة وقطعتي مدفعية و4 مركبات مدرعة.\
- محيط كييف
وتطرق الناطق العسكري إلى الوضع الميداني في محيط كييف، وقال إنه في قرية نيكولايفكا بضواحي العاصمة الأوكرانية سيطر العسكريون الروس على مركز قيادة تحت الأرض تابع للقوات المسلحة الأوكرانية. واستسلم في المركز 61 جندياً أوكرانياً، أكثر من نصفهم من كبار الضباط. كذلك، هاجمت الصواريخ المجنحة الروسية عالية الدقة، في الليلة الماضية (ليل الاثنين) «مركزاً لتدريب المرتزقة الأجانب والتشكيلات القومية الأوكرانية في معسكر نوفايا ليوبوميركا للتدريب على الأسلحة المشتركة في منطقة ريفني، حيث أوقعت أكثر من 80 قتيلاً من المرتزقة والقوميين». ودمرت الصواريخ المجنحة الروسية أيضاً، مستودع ذخيرة ومقر لواء ميكانيكي بالقرب من بلدة سيليتس.
وعموماً قال البيان العسكري إنه خلال الليلة الماضية قصف الطيران العملياتي - التكتيكي وطيران الجيش 44 منشأة عسكرية في أوكرانيا، بينها: 4 مواقع قيادة، ومنشأتين لأنظمة إطلاق صواريخ متعددة و6 أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، و3 مدافع و4 مستودعات أسلحة وذخائر صاروخية ومدفعية، و23 مخزناً للعتاد العسكري.
واصلت روسيا حملتها على المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف، فيما عانت مدينة ماريوبول من وضع صعب للغاية، وفق وصف إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني التي اتهمت القوات الروسية بقصف مبانٍ من بينها مستشفيات وكذلك مسرح قالت إن أناساً كانوا يحتمون به.


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.