سكان ماريوبول يدفنون موتاهم في قبور مؤقتة «على جانب الطريق»

أشخاص يحفرون قبراً على جانب الطريق لدفن ضحايا الهجوم الروسي على ماريوبول (رويترز)
أشخاص يحفرون قبراً على جانب الطريق لدفن ضحايا الهجوم الروسي على ماريوبول (رويترز)
TT

سكان ماريوبول يدفنون موتاهم في قبور مؤقتة «على جانب الطريق»

أشخاص يحفرون قبراً على جانب الطريق لدفن ضحايا الهجوم الروسي على ماريوبول (رويترز)
أشخاص يحفرون قبراً على جانب الطريق لدفن ضحايا الهجوم الروسي على ماريوبول (رويترز)

يقوم سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية الساحلية بدفن ضحايا الحرب مع روسيا، التي تحاصر قواتها المدينة، على جانب الطريق في مقابر مؤقتة، بعد أسابيع من القصف المتواصل من قبل القوات الروسية، وفق ما ذكرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وقال أندريه وهو من سكان المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، والذي عرف نفسه باسمه الأول فقط، لوكالة «رويترز» للأنباء إنه حفر قبراً مؤقتاً على جانب الطريق في مقابل مبنى سكني تعرض للقصف لدفن جيرانه.
وقال إن الجيش الأوكراني نصحهم بتخزين الجثث في أقبية باردة، لكن «بما أنها أصبحت مليئة بالفعل بالأشخاص الذين يحتمون من القصف، فقد أُجبر السكان الآن على دفن الجثث عن طريق حفر قبور مؤقتة».

وأضاف: «آمل أن تتم إعادة دفنهم بصورة تكرمهم، وأن يكون هذا الدفن مؤقتاً فقط».
وأوضح أندريه أنه كان يدفن شخصاً «لم يُقتل بقذائف أو قنابل يدوية روسية مثل العديد من الآخرين، لكنه مات بعد أن فشل في الحصول - بسبب الحصار - على مساعدة طبية لأمراض كان يعاني منها قبل الغزو».
وفيما يُمكن أن يُطلق عليه «كارثة إنسانية» تتكشف في ماريوبول، أظهرت صور مئات الأشخاص مدفونين في مقابر جماعية محفورة حديثاً، مع وجود الكثير من الجثث في المشارح ونقص في الأشخاص الذين يمكنهم القيام بعمليات الدفن بشكل مناسب، وفقاً لصحيفة «الإندبندنت».
ويوجد في ماريوبول، وهي هدف استراتيجي رئيسي للقوات الروسية، نحو 300 ألف شخص محاصرين داخل المدينة ومعزولين عن بقية العالم لأن الجنود الروس يحيطون بها منذ أكثر من أسبوعين.

واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، اليوم الاثنين، عمليات التدمير التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في ماريوبول، ووصفها بأنها «جريمة حرب كبرى». وقال قبل اجتماع مع وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي مخصص للبحث في عقوبات جديدة ضد موسكو: «ما يحدث في ماريوبول جريمة حرب كبرى... القصف العشوائي يدمر المدينة ويقتل الجميع»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
بدورها، قالت إيرينا فيريشتشوك نائبة رئيس الوزراء الأوكراني (الاثنين) إن الوضع في المدينة المحاصرة «صعب جداً». وتابعت، أن الجهود التي تُبذل من أجل توصيل الإمدادات الإنسانية إلى ماريوبول لم تؤتِ ثمارها حتى الآن.


مقالات ذات صلة

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.