الراعي: سلاح «حزب الله» خرج من يد اللبنانيين

التقى السيسي في القاهرة وأكد له أن الخلاص في «الطائف» و«الحياد»

البطريرك الراعي والبابا تواضروس في القاهرة أمس (البطريركية المارونية)
البطريرك الراعي والبابا تواضروس في القاهرة أمس (البطريركية المارونية)
TT

الراعي: سلاح «حزب الله» خرج من يد اللبنانيين

البطريرك الراعي والبابا تواضروس في القاهرة أمس (البطريركية المارونية)
البطريرك الراعي والبابا تواضروس في القاهرة أمس (البطريركية المارونية)

رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «لبنان مريض وعلاجه بتطبيق اتفاق الطائف وإعلان الحياد»، معبراً عن أسفه بأنه «أصبح منعزلاً عن العالم»، ومعلناً أنه أكد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلاله زيارته القاهرة أن «موضوع سلاح (حزب الله) خرج من يد اللبنانيين». وقال الراعي، في حديث لقناة «أم تي في» اللبنانية، إنّ «الرئيس المصري يحب لبنان واللبنانيين، وقد شكرته على الجسر الجوي الذي أنشأه بعد انفجار المرفأ، ما يعبّر عن محبته وفتح أبواب مصر للبنانيين، وعن مواقفه الداعمة دائماً للبنان والوساطة التي يقوم بها مع بلدان الخليج».
ولفت الراعي إلى أنه تطرق خلال زيارته القاهرة إلى قضايا لبنان الداخلية، ناقلاً عن السيسي أسفه للحالة التي وصل إليها لبنان، و«قلت له؛ لبنان مريضٌ ونحن بحاجة إلى علاج لمرضه، وهو عدم تطبيق اتفاق الطائف، والحلّ هو إعلان الحياد»، معبراً عن أسفه أن «لبنان أصبح منعزلاً عن العالم». وأعلن أن «الرئيس المصري عبّر عن استعداده لدعم القضيّة اللبنانية، وقلت له؛ إنّ الحلول ليست في يد اللبنانيين وحدهم لتطبيقها، إنّما هناك دور للعرب والمجتمع الدولي».
ولفت إلى أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى سلاح «حزب الله»، معتبراً «أنه خرج من يد اللبنانيين، ولو كانت هناك استراتيجية دفاعية لحُلَّ جزء من المشكلة».
وتحدث عن «علاقة صداقة بيننا وبين الأمين العام لجامعة الدول العربية (أحمد أبو الغيط) الذي لم يقصّر في متابعة قضية لبنان الملتزم والعضو المؤسس فيها ولا يمكن للجامعة ترك لبنان مرمياً على الطريق، إنّما يجب العمل أكثر وأكثر من أجله».
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، أكّد الراعي للسيسي «أنّها يجب أن تحصل، ونحن يعنينا ذلك كي نحافظ على الاستحقاقات الدستورية وعلى الناخبين أن يشاركوا بكثافة وأن يُحسنوا الاختيار وبيدهم استعادة الثقة». وتوجّه الراعي إلى اللبنانيين داعياً إياهم إلى «المشاركة بكثافة في الانتخابات، ولا يمكن الاختيار بين الذهاب أو عدمه، فهذا واجب عليكم وانتخبوا من تعتقدون أنهم يلبّون طموحاتكم ولا تتخلّوا عن دور المساءلة والمحاسبة». وكذلك ألقى الراعي عظمة في كاتدرائيّة القدّيس يوسف - القاهرة (الظاهر)، والتقى بابا الكنسية القبطية تواضروس الأول.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.