خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع إسبانيا، اليوم السبت، تلبية لدعوة اليمين المتطرف، للاحتجاج على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود، التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونُظّمت تجمعات في المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد بدعوة من حزب «فوكس» اليميني المتطرف، وسط استياء اجتماعي متزايد من التضخم الذي بلغ قرابة 8 في المائة، في أعلى مستوياته منذ 35 عاماً، مما يجعل أسر كثيرة تواجه صعوبات لدفع فواتيرها.
وتجمع عدة آلاف في ساحة بلازا دي سيبيليس في مدريد حيث تقع مقرات حكومية مهمة منها البنك المركزي، ملوحين بالأعلام الإسبانية ورددوا شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء الاشتركي بيدرو سانشيز. وصرخوا «سانشيز، أنت قمامة، خفّض فواتيرنا!».
وقال زعيم حزب «فوكس» سانتياغو أباسكال وسط هتافات الحشود، «لدينا أسوأ حكومة. إنها ليست حكومة، إنها مصنع بؤس (...) ينهب العمال ويبتزهم من خلال الضرائب التعسفية. لن نغادر الشوارع حتى يتم اسقاط الحكومة غير الشرعية».
وقالت المتظاهرة أنابيل (56 عاماً) التي لم تذكر اسم عائلتها، لوكالة الصخافة الفرنسية إن هذه الحكومة «تأخذ منا كل شيء». وأضافت ريرفعون أسعار الكهرباء والغاز ويقولون إن ذلك بسبب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لكن هذه كذبة. كان الأمر على هذا النحو من قبل».
يُذكر أنه في فبراير (شباط)، بلغت نسبة التضخم 7,6 في المائة على أساس سنوي، وهي الأعلى منذ 35 عاماً. وفي العام الماضي، ارتفعت أسعار الطاقة بنسبة 72 في المائة في إسبانيا، وهي واحدة من أعلى الزيادات في الاتحاد الأوروبي. كما أن الأسعار ارتفعت أكثر منذ غزو روسيا لأوكرانيا.
وبدأ سائقو الشاحنات الإسبانية الاثنين إضراباً لأجل غير مسمى بسبب ارتفاع أسعار الوقود الذي تسبب بإغلاق طرق وخروج تظاهرات وبالتالي مشاكل في الإمدادات.
كذلك دفع ارتفاع الأسعار اتحاد العمال العام ونقابة اللجان العمالية، وهما أكبر نقابتين في إسبانيا، للدعوة إلى إضراب على مستوى البلاد في 23 مارس (آذار) الجاري.
ومن المقرر أن تعلن الحكومة إجراءات لخفض أسعار الطاقة والوقود في 29 مارس.
واتهم الوزير فيليكس بولانوس، اليمين المتطرف بتعقيد الوضع. وقال للتلفزيون الإسباني الرسمي «إنهم ليسوا وطنيين، إنهم مثيرو شغب».
في هذه الأثناء، يقوم سانشيز بجولة أوروبية للضغط من أجل استجابة مشتركة من الاتحاد الأوروبي تعالج ارتفاع أسعار الطاقة.
وتحض مدريد شركاءها الأوروبيين منذ أشهر على تغيير الآلية التي تربط أسعار الكهرباء بسوق الغاز، ولم تتم الاستجابة لهذه الدعوات بعد رغم دعم باريس.
آلاف المتظاهرين في اسبانيا يحتجّون على غلاء المعيشة
آلاف المتظاهرين في اسبانيا يحتجّون على غلاء المعيشة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة