الأبيض.. الكثير منه قوي والقليل منعش

في كل صيف يحتل مكانة مهمة في خزانة الرجل الأنيق

(من اليمين الى اليسار) من عرض «جيورجيو أرماني»، من عرض «غوتشي»، من عرض «غوتشي»، من عرض «كورنيلياني»
(من اليمين الى اليسار) من عرض «جيورجيو أرماني»، من عرض «غوتشي»، من عرض «غوتشي»، من عرض «كورنيلياني»
TT

الأبيض.. الكثير منه قوي والقليل منعش

(من اليمين الى اليسار) من عرض «جيورجيو أرماني»، من عرض «غوتشي»، من عرض «غوتشي»، من عرض «كورنيلياني»
(من اليمين الى اليسار) من عرض «جيورجيو أرماني»، من عرض «غوتشي»، من عرض «غوتشي»، من عرض «كورنيلياني»

ليس لكل رجل الاستعداد أو الإمكانات لكي يتبع تغيرات الموضة بشكل أعمى، لأن العملية في هذه الحالة ستصبح جد مكلفة تتطلب أن يغير خزانة ملابسه جذريا في كل موسم. هذه ليست الفكرة من الموضة، فهي تشجع على اختيار قطع كلاسيكية تبقى لسنوات، تكون هي الأساس، بينما يمكن تغيير الإكسسوارات لإضافة التجديد عليها في كل موسم. من هذا المنطلق أيضا، فإن بعض الاتجاهات، لا تختفي بعد موسم واحد، بل تدوم لعدة سنوات، خصوصا إذا لمست وترا حساسا لدى شريحة كبيرة من الزبائن، وحققت النجاح التجاري المطلوب.
لربيع وصيف 2015، لا بد وأننا سنرى بعض الاتجاهات التي ظهرت في عام 2014 أو قبله، محتفظة برونقها وأناقتها. من هذه الاتجاهات نذكر اللون الأبيض الذي ظهر منذ بضع مواسم في بدلات كاملة، ولم يقتصر عليها وحدها بل امتد إلى القطع الأخرى والإكسسوارات التي يمكن للرجل تنسيقها معها، ففكرة الاقتصار على لون واحد قد تكون بسيطة، وقد تبدو متكاسلة، لكنها جد مؤثرة. المشكلة الوحيدة أنها تحتاج إلى بعض الثقة والجرأة، وليس بإمكان أي كان أن يتقنها ويتألق فيها. في كثير من عروض الأزياء العالمية التي تابعناها العام الماضي، كان الأبيض قويا، من «جيل ساندر»، و«برلوتي»، و«هاكيت» إلى «دولتشي آند غابانا»، وأمبوريو أرماني، و«كانالي»، وغيرهم.
بالنسبة للشاب الذي لا يميل إلى البدلات، ويرى أن هذه الإطلالة تلتفت إلى «دون جوانات» الثمانينات أو رجال المافيا في الأربعينات من القرن الماضي، لا بأس من تذكيره بالنجم الراحل همفري بوغارت في فيلم «كازابلانكا» وكيف كان مظهره في غاية الأناقة بسترته البيضاء المفصلة. صحيح أن كونه في الدار البيضاء بطقسها الدافئ، أعطاه مصداقية أكبر، إلا أن هذا يؤكد نظرة المصممين بأنه لون يناسب أجواء الصيف والأماكن الحارة، مثل الشرق الأوسط. إذا لم يكن مظهر هامفري بوغارت أو رأي المصممين مقنعا، فقد تجد التصاميم المستوحاة من الأسلوب الـ«سبور» أي الرياضي، صدى أكبر، لأنها في غاية الحداثة والعصرية. وهذا تحديدا ما رأيناه، في عرض كريستوفر شانون، خلال أسبوع لندن الأخير. لم يقدم بدلات مفصلة وركز على القطع المنفصلة مثل الشورتات الواسعة وسترات مصنوعة من قماش الدينم، ومعاطف من النايلون واسعة، إلا أن الإطلالة كانت تصرخ بروح الشباب.. الشيء نفسه يمكن أن يقال على التصاميم التي اقترحتها دار «ألكسندر ماكوين»، على الرغم من أنها على شكل بدلات، وبتفصيل كلاسيكي راق، فإنها تخاطب رجلا شابا مواكبا للموضة، ومن شأنه أن تذوب شكوكه حول هذا اللون. «كانالي» و«كورنلياني» أيضا قدما بدلات بدرجات الثلج والكريم، من شأنها أن تمنح الرجل الكلاسيكي والمحافظ بعض الثقة والشجاعة، لا سيما وأن تنسيقها مع صنادل من الجلد أو أحذية رياضية زاد من أناقتها وأضفى عليها مظهرا منطلقا ولا مباليا مثيرا.
- إذا لم تكن ترغب في تنسيق بدلتك مع قميص باللون الأبيض، يمكنك اختياره بلون مختلف على شرط أن يكون بدرجة باستيلية هادئة، مثل الوردي الخفيف أو الرمادي، أو الأزرق أو الأخضر. إذا كان بنقشات أو بخطوط، فإن هذا يشي بشخصية قوية وواثقة، لأن كثيرا من الرجال يتخوفون من دخول مجالات لم يدخلها سوى قلة.



اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
TT

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.

الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.

لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.

لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.

اختيار أميرة ويلز لهذا اللون من الرأس إلى أخمص القدمين كان مفعماً بالأناقة (رويترز)

«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.

ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.

بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.

الجميل فيه سهولة تنسيقه مع ألوان كثيرة مثل الرمادي (إ.ب.أ)

ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.