ليس لكل رجل الاستعداد أو الإمكانات لكي يتبع تغيرات الموضة بشكل أعمى، لأن العملية في هذه الحالة ستصبح جد مكلفة تتطلب أن يغير خزانة ملابسه جذريا في كل موسم. هذه ليست الفكرة من الموضة، فهي تشجع على اختيار قطع كلاسيكية تبقى لسنوات، تكون هي الأساس، بينما يمكن تغيير الإكسسوارات لإضافة التجديد عليها في كل موسم. من هذا المنطلق أيضا، فإن بعض الاتجاهات، لا تختفي بعد موسم واحد، بل تدوم لعدة سنوات، خصوصا إذا لمست وترا حساسا لدى شريحة كبيرة من الزبائن، وحققت النجاح التجاري المطلوب.
لربيع وصيف 2015، لا بد وأننا سنرى بعض الاتجاهات التي ظهرت في عام 2014 أو قبله، محتفظة برونقها وأناقتها. من هذه الاتجاهات نذكر اللون الأبيض الذي ظهر منذ بضع مواسم في بدلات كاملة، ولم يقتصر عليها وحدها بل امتد إلى القطع الأخرى والإكسسوارات التي يمكن للرجل تنسيقها معها، ففكرة الاقتصار على لون واحد قد تكون بسيطة، وقد تبدو متكاسلة، لكنها جد مؤثرة. المشكلة الوحيدة أنها تحتاج إلى بعض الثقة والجرأة، وليس بإمكان أي كان أن يتقنها ويتألق فيها. في كثير من عروض الأزياء العالمية التي تابعناها العام الماضي، كان الأبيض قويا، من «جيل ساندر»، و«برلوتي»، و«هاكيت» إلى «دولتشي آند غابانا»، وأمبوريو أرماني، و«كانالي»، وغيرهم.
بالنسبة للشاب الذي لا يميل إلى البدلات، ويرى أن هذه الإطلالة تلتفت إلى «دون جوانات» الثمانينات أو رجال المافيا في الأربعينات من القرن الماضي، لا بأس من تذكيره بالنجم الراحل همفري بوغارت في فيلم «كازابلانكا» وكيف كان مظهره في غاية الأناقة بسترته البيضاء المفصلة. صحيح أن كونه في الدار البيضاء بطقسها الدافئ، أعطاه مصداقية أكبر، إلا أن هذا يؤكد نظرة المصممين بأنه لون يناسب أجواء الصيف والأماكن الحارة، مثل الشرق الأوسط. إذا لم يكن مظهر هامفري بوغارت أو رأي المصممين مقنعا، فقد تجد التصاميم المستوحاة من الأسلوب الـ«سبور» أي الرياضي، صدى أكبر، لأنها في غاية الحداثة والعصرية. وهذا تحديدا ما رأيناه، في عرض كريستوفر شانون، خلال أسبوع لندن الأخير. لم يقدم بدلات مفصلة وركز على القطع المنفصلة مثل الشورتات الواسعة وسترات مصنوعة من قماش الدينم، ومعاطف من النايلون واسعة، إلا أن الإطلالة كانت تصرخ بروح الشباب.. الشيء نفسه يمكن أن يقال على التصاميم التي اقترحتها دار «ألكسندر ماكوين»، على الرغم من أنها على شكل بدلات، وبتفصيل كلاسيكي راق، فإنها تخاطب رجلا شابا مواكبا للموضة، ومن شأنه أن تذوب شكوكه حول هذا اللون. «كانالي» و«كورنلياني» أيضا قدما بدلات بدرجات الثلج والكريم، من شأنها أن تمنح الرجل الكلاسيكي والمحافظ بعض الثقة والشجاعة، لا سيما وأن تنسيقها مع صنادل من الجلد أو أحذية رياضية زاد من أناقتها وأضفى عليها مظهرا منطلقا ولا مباليا مثيرا.
- إذا لم تكن ترغب في تنسيق بدلتك مع قميص باللون الأبيض، يمكنك اختياره بلون مختلف على شرط أن يكون بدرجة باستيلية هادئة، مثل الوردي الخفيف أو الرمادي، أو الأزرق أو الأخضر. إذا كان بنقشات أو بخطوط، فإن هذا يشي بشخصية قوية وواثقة، لأن كثيرا من الرجال يتخوفون من دخول مجالات لم يدخلها سوى قلة.
الأبيض.. الكثير منه قوي والقليل منعش
في كل صيف يحتل مكانة مهمة في خزانة الرجل الأنيق
الأبيض.. الكثير منه قوي والقليل منعش
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة