بعد أكثر من 15 عاماً، توصل محامو المتهمين في التخطيط لتفجيرات 11 من سبتمبر (أيلول) «الدامية»، إلى قرار الاعتراف بالذنب يُفضي بعد ذلك إلى التوصل إلى اتفاق محتمل حول عقوباتهم.
وأكد محامو خمسة معتقلين في غوانتانامو، متهمين بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر، بينهم خالد شيخ محمد الذي عُرف بأنه العقل المدبّر للاعتداءات، أن موكليهم بدأوا مناقشات مع المدعين العامّين للتوصل إلى اتفاق محتمل مع السلطات الأميركية. وقالت ألكا برادان، وهي من محامي أحد هؤلاء المعتقلين، إن «المفاوضات تجري للتوصل إلى اتفاق للاعتراف بالذنب، وإن جلسة استماع كانت مقررة خلال الشهر الحالي أُلغيت لهذا السبب»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويعتقد البعض أن هذه الخطوة من شأنها أن «تحرّك الجمود» الذي استمر أكثر من 15 عاماً على اعتقالهم وعدم صدور الأحكام ضدهم، واحتجازهم في قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية، كما تسببت جائحة «كوفيد - 19» أيضاً في تأخر المحاكمات لفترة تزيد على عامين. وقال المدعون، العام الماضي، إنهم يأملون في بدء المحاكمة الرسمية هذا العام، لكنّ آخرين في غوانتانامو شككوا في إمكان تحقيق ذلك، وقد تكون المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نتيجة لغياب أفق واضح لبدء واستكمال محاكمة رسمية. وسيسمح اتفاق من هذا النوع بتجنب محاكمة قد تُفضي إلى إصدار أحكام بإعدامهم، حيث اتُّهم خالد شيخ محمد، ورفاقه: عمار البلوشي، ووليد بن عطاش، ورمزي بن الشيبة، ومصطفى الحوسوي، بالإرهاب وقتل 2976 شخصاً في الهجمات.
وقالت برادان، مبررةً المفاوضات، إن «اتفاقات الأحكام المتفاوَض عليها هي خيار لإنهاء المحكمة العسكرية وإنهاء احتجازهم بلا نهاية وتحقيق العدالة»، كما أفاد عدد من وسائل الإعلام نقلاً عن بعض المصادر، بأن المتهمين مستعدون على ما يبدو «للاعتراف بالذنب إذا استبعدت عقوبة الإعدام، وضمان بقائهم في غوانتانامو في كوبا، بدلاً من نقلهم إلى سجن فيدرالي في الولايات المتحدة نفسها».
وتريد عائلات الضحايا إنزال عقوبة الإعدام بالرجال الخمسة في هذه القضية التي لا يزال لها تأثير عاطفي وسياسي في الولايات المتحدة. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد قررت الأسبوع الماضي إعادة المعتقل السعودي محمد القحطاني إلى بلاده السعودية، بذريعة أنه أصبح «لا يشكل خطراً على الأمن القومي الأميركي»، والذي كان متهماً بالسعي للمشاركة في هجمات 11 سبتمبر 2001، وقضى من العمر عقدين في سجن غوانتانامو. وكشفت التحقيقات في هجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة 3000 شخص، ارتباطه بالمنفذين، واعتُقل في أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) 2001، ووافقت الولايات المتحدة الشهر الماضي على إطلاق سراح 5 معتقلين. وينتظر 10 معتقلين، بينهم العقل المدبر المفترض لهذه الهجمات خالد شيخ محمد، صدور الحكم بحقهم من لجنة عسكرية.
محامو 5 معتقلين خططوا لـ«تفجيرات سبتمبر» مستعدون «للتفاوض»
احتمالية التوصل لاتفاق بعد «الاعتراف بالذنب» وتلافي «الإعدام»

السياج المغطى بالأسلاك الشائكة وبرج المراقبة في مركز احتجاز «كامب إكس راي» المهجور في المحطة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو (كوبا) (أ.ف.ب)
محامو 5 معتقلين خططوا لـ«تفجيرات سبتمبر» مستعدون «للتفاوض»

السياج المغطى بالأسلاك الشائكة وبرج المراقبة في مركز احتجاز «كامب إكس راي» المهجور في المحطة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو (كوبا) (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة