وصف الرئيسُ الأميركي جو بايدن، الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب، في تصريحات قال الكرملين إنها «لا تُغتفر»، وذلك بعد أسابيع من تجنب البيت الأبيض إطلاق مثل هذه التهم على الرئيس الروسي. وأضاف بايدن: «رأينا تقارير تفيد بأن القوات الروسية تحتجز مئات الأطباء والمرضى رهائن في أكبر مستشفى في ماريوبول، هذه فظائع. إنها تُغضب العالم، والعالم متّحد في دعمنا لأوكرانيا وتصميمنا على جعل بوتين يدفع ثمناً باهظاً للغاية». وجاء التحول عن موقف الإدارة السابق بعد خطاب مؤثر وجّهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى الكونغرس. وكان المسؤولون في واشنطن، بمن فيهم الرئيس بايدن، قد تجنّبوا في السابق إطلاق تعبير «جرائم حرب» في أوكرانيا، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأسبوع الماضي، إنه تم بالفعل ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقالت بريطانيا أمس (الخميس)، إن هناك «أدلة قوية جداً» على ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحمل المسؤولية عنها، لكنها لم تصل إلى حد وصفه بأنه مجرم حرب. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «هناك أدلة قوية جداً على ارتكاب جرائم حرب، وعلى أن فلاديمير بوتين يقف وراءها. الأمر متروك للمحكمة الجنائية الدولية في نهاية المطاف... وعلينا تقديم الأدلة».
وفتحت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي تحقيقاً حوله. وطالب مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع بإجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب. وقد وصفت سفيرة الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، هجمات بوتين على المدنيين الأوكرانيين بأنها «جرائم حرب»، لكنّ البيت الأبيض بقي بعيداً عن استخدام هذا التوصيف الذي يحمل تبعات قانونية. وقبل تصريح بايدن قال أندرو بيتس، نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحافيين، الأسبوع الماضي: «إذا كانت روسيا تستهدف المدنيين عمداً، فستكون هذه جريمة حرب. وكما نرى جميعاً على التلفزيون، فإن الأدلة تتزايد. ونحن نوثّق ذلك». وأشارت جين ساكي إلى الإجراءات القانونية المطلوبة للتصنيف. وقالت: «هناك مراجعة وعملية مراجعة قانونية تخضع لها الولايات المتحدة للنظر في تصنيف شيء ما على أنه جريمة حرب، هذه هي العملية الجارية التي نتابعها في هذا الوقت وهي عملية مستمرة».
وبعد تصريحات بايدن قال البيت الأبيض إن تحقيق الإدارة في جرائم الحرب سيستمر، وقالت جين بساكي: «تصريحات الرئيس تتحدث عن نفسها». وقالت إن بايدن كان «يتحدث من القلب». فيما رد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف قائلاً إن تصريحات بايدن «غير مقبولة على الإطلاق ولا تُغتفر». وأضاف بيسكوف: «نعد مثل هذه اللهجة غير مقبولة ولا تُغتفر، لا سيما من رئيس دولة قتلت بقنابلها مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم»، حسبما نقلت قناة «آر تي» الروسية.
ويقول الخبراء القانونيون إن مصطلح «جرائم الحرب» له تعريف قانوني يمكن استخدامه في الملاحقة القضائية المحتملة وفقاً لاتفاقية جنيف، التي تحدد الاستهداف المتعمَّد للمدنيين. ومن أجل المقاضاة هناك حاجة إلى أدلة قوية. ولكي تتم محاسبة المسؤولين الروس، فإنهم سيحتاجون إلى السفر خارج البلاد. ويقول ديفيد كرين، الذي شغل منصب المدعي العام للمحكمة الخاصة لسيراليون التابعة للأمم المتحدة، التي حاكمت الرئيس الليبيري السابق تشارلز: «من الواضح أن بوتين مجرم حرب، لكن الرئيس يتحدث سياسياً عن هذا» وأضاف: «لقد بدأت بالفعل التحقيقات في تصرفات بوتين. وتعمل الولايات المتحدة و44 دولة أخرى للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات المحتملة في أوكرانيا، بعد صدور قرار من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق».
الكرملين مهددا واشنطن: وصف بوتين بـ«مجرم حرب» كلام «لا يُغتفر»
الكرملين مهددا واشنطن: وصف بوتين بـ«مجرم حرب» كلام «لا يُغتفر»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة