الأمم المتحدة تحذر من تشكل «حكومات موازية» في ليبيا

ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا (أ.ف.ب)
ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحذر من تشكل «حكومات موازية» في ليبيا

ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا (أ.ف.ب)
ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا (أ.ف.ب)

قالت مسؤولة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة لمجلس الأمن، أمس، إن أزمة النزاع على السيطرة على السلطة التنفيذية في ليبيا «قد تؤدي إلى زعزعة استقرار البلاد، وتشكيل حكومات موازية»، حسبما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.
وقالت روزماري ديكارلو إن ليبيا «تواجه الآن مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي، مما يهدد بتقسيم مؤسساتها مرة أخرى، وتبديد المكاسب التي تحققت خلال العامين الماضيين». وتصاعدت حدة الأزمة السياسية في ليبيا منذ انهيار الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في إطار عملية سلام تهدف إلى إعادة توحيد البلاد بعد سنوات من الفوضى والحرب، في أعقاب انتفاضة عام 2011 التي دعمها «حلف شمال الأطلسي».
وأعلن البرلمان انتهاء ولاية حكومة الوحدة المؤقتة، التي كان من المفترض أن تشرف على الانتخابات، وعُين فتحي باشاغا رئيساً جديداً للوزراء هذا الشهر. لكن رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، رفض تسليم السلطة، مما تسبب في تعبئة الفصائل المسلحة الداعمة لكل جانب قواتها داخل العاصمة وحولها.
وأضافت ديكارلو موضحة: «لقد لاحظنا ازدياد لغة التهديد، وتصاعد التوتر السياسي، وانقسام الولاءات بين الجماعات المسلحة في غرب ليبيا»، مؤكدة أن هناك أيضاً تطورات مثيرة للقلق، من بينها تعليق الرحلات الداخلية في ليبيا، وتحرك قوى داعمة لكل جانب الأسبوع الماضي باتجاه العاصمة.
من جهة ثانية، عقدت اللجنة المكلفة من المجلس الأعلى للدولة صياغة القاعدة الدستورية، أمس، اجتماعاً مع رئيس ونائب رئيس مجلس الدولة. ووفقاً للمكتب الإعلامي بالمجلس، فقد تمحور اجتماع اللجنة الأول حول مناقشة الخطوط العريضة، التي ينبغي التركيز عليها عند لقاء اللجنة الأخرى المقابلة من مجلس النواب. كما جرى النظر في كل العقبات المحتملة، والتي قد تعترض عمل اللجنتين، وكيفية تجاوزها لإنجاز العمل في أقرب وقت، وعلى الوجه الأكمل.
وتبعا لمبادرة أممية أطلقتها مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني ويليامز، فمن المفترض أن يشكل مجلس النواب لجنة مماثلة للجنة مجلس الدولة من أجل صياغة قاعدة دستورية، تبنى عليها الانتخابات الليبية المقبلة، والتي لم يُتفق على موعدها بعد.
ويتمسك مجلس النواب بخريطة الطريق التي أقرها الشهر الماضي، والتي تقضي بأن تقوم لجنة مماثلة من المجلسين بتعديل مشروع الدستور وطرحه للاستفتاء، ثم إجراء الانتخابات في مدة لا تتجاوز 14 شهراً.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».