تقنية جديدة تتحكم بمناعة الورم

تقنية جديدة تتحكم بمناعة الورم
TT

تقنية جديدة تتحكم بمناعة الورم

تقنية جديدة تتحكم بمناعة الورم

طور علماء "ماونت سينيا" تقنية جديدة تسمح بربط جينات معينة بخصائص الورم المعقدة على نطاق ودقة لم تكن ممكنة من قبل؛ وقد تؤدي النتائج إلى مناهج جديدة لاستهداف الأدوية المضادة للسرطان، وذلك حسبما نشر موقع "ميديكال إكسبريس" الطبي البريطاني.
وحسب الموقع، فان التقنية الجديدة المسماة "Perturb-map " تستخدم نظام باركود جيني جديدا لتمييز الخلايا السرطانية بتعديلات جينية مختلفة وتصوير الخلايا السرطانية، وكذلك الخلايا المجاورة غير السرطانية داخل الأنسجة. وانه باستخدام هذا النهج تمكن الباحثون من تحديد جينات معينة تتحكم بنمو ورم الرئة وتكوين المناعة وحتى الاستجابة للعلاج المناعي، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مارس (آذار).
وفي هذا الاطارن تتكون الأورام من العديد من أنواع الخلايا المختلفة بالإضافة إلى الخلايا السرطانية نفسها، وعلى مدار العقدين الماضيين، حدثت ثورة في علاج السرطان من خلال الأدوية التي تستهدف الخلايا غير السرطانية في الورم. وتشمل هذه العلاجات المناعية Keytruda و Tecentriq؛ التي تعمل على تنشيط الخلايا المناعية في الورم وتمكينها من قتل الخلايا السرطانية ، وAvastin؛ الذي يغير الأوعية الدموية للورم ويجوع السرطان.
ونظرًا لأن بيئة الورم لها تأثير كبير على نتائج المرضى فهناك حاجة ملحة للعثور على الجينات التي تستخدمها السرطانات للتحكم في نظامها البيئي المحلي. وهذه المعلومات أساسية لتطوير عقاقير جديدة مضادة للسرطان.
ونظرًا لأن الأورام تعبر عن مئات الجينات، فإن العثور على الجينات المراد استهدافها يتطلب مقياسًا من التحليل الذي كان من الصعب جدًا تحقيقه في النماذج الحيوانية للسرطان؛ وهو أمر ضروري لتمثيل النظام البيئي الكامل للخلايا لورم المريض بأمانة.
ويستخدم العلماء تقنية تحرير الجينات المسماة "كريسبر" منذ عدة سنوات للقضاء على الجينات في الخلايا السرطانية ودراسة وظيفتها.
وقد جعلت التطورات بتقنية تسلسل الحمض النووي من الممكن استخدام الآلاف من كريسبر في وقت واحد بحيث يمكن دراسة كل جين في الجينوم. ومع ذلك، فإن هذه الشاشات الجينية (كريسبر) كانت قادرة فقط على تحديد الجينات والوظائف التي تعمل داخل الخلايا السرطانية نفسها. وقد ترك هذا العديد من الأسئلة الحرجة دون إجابة من قبل الشاشات الجينية، مثل كيف تغير الخلايا السرطانية تجنيد وتنشيط الخلايا المناعية في الورم؛ وهو عامل رئيسي في استجابة المريض للعلاج المناعي.
وباستخدام تقنية "Perturb-map" توصل العلماء إلى مسارين رئيسيين كان لهما تأثيرات عميقة على نمو الورم بالإضافة إلى بنية الورم وتجنيد الخلايا المناعية. فتم التحكم بأحد المسارين بواسطة سيتوكين إنترفيرون جاما (IFNg) والآخر بواسطة مستقبلات بيتا لعامل نمو الورم (TGFbR). ووجدوا أنه عندما تم حذف الجين TGFbR2 أو الترميز الجيني لـ SOCS1 ، وهو منظم لـ IFNg ، من الخلايا السرطانية، أصبحت أورام الرئة أكبر وأكثر وفرة.
وعلى الرغم من أن فقدان أي من الجينين له تأثير مماثل على نمو الورم، فإن تصوير الأورام - الذي أصبح ممكنًا بواسطة منصة خريطة Perturb - كشف أن أورام SOCS1 قد تم اختراقها بشكل كبير بواسطة الخلايا التائية، بينما استبعدت أورام TGFbR الخلايا التائية. وحتى عندما كانت أورام SOCS1 و TGFbR على اتصال مباشر، ظل الأول مخترقًا والأخير مستبعدا؛ هذه نتيجة مهمة، لأن المرضى الذين تحتوي أورامهم على خلايا مناعية أقل يستجيبون بشكل أسوأ لأدوية العلاج المناعي.
وتشير هذه النتائج إلى أن "تأثيرات هذه الجينات على النظام البيئي للورم موضعية للغاية"، حسب ما قال المؤلف الرئيسي الدكتور بريان براون مدير معهد إيكان للجينوم والمدير المساعد لمعهد ليبشولتز للمناعة الدقيقة (برييزم) في ماونت سيناي. مؤكدا "هذه نظرة ثاقبة ملحوظة لأننا نتعلم أن العديد من أورام المرضى تتكون من نسائل فرعية متميزة وراثيًا؛ فإذا كانت طفرات جينية معينة تمنع الخلايا التائية من منطقة فرعية استنساخية يمكن أن يكون هذا بمثابة جيب مقاومة للعلاجات المناعية مثل Keytruda. علما ان التأثيرات البعيدة للعديد من الجينات الأخرى على تكوين الورم ما زالت غير معروفة، لكن منصة خريطة بيرتورب ستوفر الآن للعلماء وسيلة قوية لمعالجة المشكلة".
ووفق الدكتورة ميريام مراد دكتوراه في الطب مؤلفة مشاركة في الدراسة ومديرة "PrIISM" "تتيح لنا خريطة Perturb تحديد الجينات المحددة التي تتحكم في بيئة الورم على نطاق لم يكن ممكنًا من قبل. وهذا يشمل إمكانية العثور على الجينات المسؤولة عن تجنيد أو إعادة برمجة الخلايا التي تمنع جهاز المناعة من القضاء على الأورام. إنه أمر رائع... سيعزز هذا بشكل كبير قدرتنا على إيجاد أهداف جديدة لعلاجات أفضل للسرطان وهذا مهم لمرضانا".


مقالات ذات صلة

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

الخليج الرئيس التركي مستقبلاً سلطان عُمان بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

السلطان هيثم وإردوغان يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية

اتفقت تركيا وسلطنة عمان على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون فيما بينهما وأكدتا دعمهما لأي مبادرات لوقف إطلاق النار في غزة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
صحتك ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد (أ.ف.ب)

لعبة شائعة في كرة القدم قد تسبب تلفاً بالدماغ

وفقاً لدراسة جديدة، فإن ضرب الكرة بالرأس خلال لعب كرة القدم قد يسبب تلفاً في الدماغ أكبر مما كان يُعتقد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك يشكل النوم أهمية مركزية للصحة العامة ومستوى رفاهية الإنسان (جامعة ولاية أوريغون)

تغيير وقت الذهاب إلى الفراش كل ليلة يؤثر على صحتك

أشارت دراسة جديدة إلى وجود صلة قوية بين عدم الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة وخطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ارتفاع ضغط الدم يشكّل تحدياً للصحة (رويترز)

6 أشياء يقول أطباء السكتة الدماغية إنه لا يجب عليك فعلها أبداً

تعدّ السكتات الدماغية أحد الأسباب الرئيسة للوفاة، والسبب الرئيس للإعاقة في أميركا، وفقاً لـ«جمعية السكتات الدماغية الأميركية»، وهو ما يدعو للقلق، خصوصاً أن…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا (د.ب.أ)

3 أطعمة عليك تناولها عند إصابتك بنزلة برد أو إنفلونزا

تزداد في هذه الفترة من العام فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا وغيرهما من الفيروسات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

كاتدرائية نوتردام الفرنسية تتعافى من الحريق... وتكشف عن هيئتها الجديدة للعالم

جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)
جانب من كاتدرائية نوتردام دو باريس في باريس، بعد ترميمها، 29 نوفمبر 2024 (رويترز)

بعد أكثر من 5 سنوات من أعمال ترميم واسعة، كشفت كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية، باريس، عن هيئتها الجديدة للعالم، اليوم الجمعة، بعد تعرضها لحريق مدمر عام 2019.

تُظهر هذه الصورة مذبح الكنيسة الذي صممه الفنان والمصمم الفرنسي غيوم بارديه، في قلب كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جاء ذلك خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى موقع البناء ليشاهد بنفسه التصميمات الداخلية التي تم ترميمها قبل إعادة افتتاح الكاتدرائية الشهيرة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويتم بث زيارته التي تستمر ساعتين على الهواء مباشرة. وتظهر أعمال حجرية تم ترميمها وألوان نابضة بالحياة، وغيرها من ثمار جهود إعادة الإعمار الهائلة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاطاً برئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة وبرئيس أساقفة باريس يزور كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

دخل ماكرون عبر الأبواب الأمامية العملاقة للكاتدرائية والمنحوتة بدقة، وحدّق في الأسقف بدهشة. وكان برفقته زوجته بريجيت ورئيس أساقفة باريس وآخرون.

وانضم ماكرون إلى مجموعة تضم 700 من الحرفيين والمهندسين المعماريين وكبار رجال الأعمال والمانحين، وأشاد بالحرفية والتفاني وراء جهود الترميم.

السيدة الأولى الفرنسية بريجيت ماكرون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، ووزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي، ورئيس أساقفة باريس لوران أولريش يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

ومن المقرر أن يعود ماكرون في السابع من ديسمبر لإلقاء خطاب وحضور تدشين المذبح الجديد خلال قداس مهيب في اليوم التالي.

وتأتي زيارة ماكرون بمثابة بداية لسلسلة من الأحداث التي تبشر بإعادة افتتاح التحفة القوطية التي تعود إلى القرن الثاني عشر.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت برفقة رئيس مؤسسة «إعادة بناء نوتردام دو باري» العامة فيليب جوست، يزورون كاتدرائية نوتردام دو باري في باريس، 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وترى إدارة ماكرون أن إعادة الإعمار تمثل رمزاً للوحدة الوطنية والقدرة الفرنسية.