حذر مسؤولو الصحة العالمية من أنه سيكون هناك ارتفاع في حالات «كورونا» في أوكرانيا المرتبطة بالغزو الروسي، لكن الأطباء قلقون أيضاً من زيادة الأمراض المعدية الأخرى، مثل شلل الأطفال والكوليرا والحصبة.
وقالت كيت وايت، مديرة برنامج الطوارئ لأطباء بلا حدود، لشبكة «سي إن إن» أمس (الثلاثاء)، إنه قبل الحرب كانت معدلات التطعيم في أوكرانيا منخفضة ضد تلك الأمراض.
وحالياً، يخشى الأطباء على الأرض في أوكرانيا من أن الارتفاع في هذه الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها باللقاحات سيكون نتيجة أخرى للغزو الروسي - وأن المزيد من الأرواح يمكن أن يُفقد بسبب انتشار المرض.
وقال وايت: «فيما يتعلق بما نسميه الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، فإن الوضع في أوكرانيا هو أن السكان لم يتم تطعيمهم بالقدر الذي ستحصل فيه على مناعة القطيع كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى أو في الولايات المتحدة».
وذكرت الشبكة الأميركية أن اللقاحات لم تكن منخفضة فحسب، بل إن إدارة التطعيمات «لم تعد تعمل» لأن النظام الصحي للبلاد قد «تعطل».
وأردفت وايت: «علاوة على ذلك، فهناك العديد من المدن التي يتعرض فيها نقص الوصول إلى الرعاية الصحية للخطر، وبعض الأماكن التي لم يعد لديهم فيها إمدادات المياه التي اعتادوا عليها، وليس لديهم الكهرباء، فهناك مشاكل مع الصرف الصحي - لذا فإن كل عوامل الخطر هذه تتراكم فوق بعضها البعض، مما يعني أن هناك خطراً متزايداً».
وأشارت وايت إلى أن أمراضاً مثل الكوليرا التي تنتشر عادة في الأماكن التي تعاني من عدم كفاية معالجة المياه، أي انتشار الصرف الصحي السيئ وعدم كفاية النظافة. وفي غضون ذلك، يرتفع خطر الإصابة بشلل الأطفال والحصبة مع تجمع المزيد من الناس وفرارهم من المنطقة بينما تتضاءل الإمدادات الطبية.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن أوكرانيا شهدت تفشي هذه الأمراض من قبل، وقالت وايت: «تفشى مرض شلل الأطفال في أوكرانيا العام الماضي». كانت أوكرانيا الدولة الأخيرة في أوروبا التي تفشى فيها الكوليرا في عام 2011. وكان ذلك في ماريوبول، واليوم، لا تزال مدينة ماريوبول موقعاً لهجمات وأضرار روسية كبيرة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1502614129076424706
وأكد السكان الذين فروا من المدينة المحاصرة في جنوب شرقي أوكرانيا لشبكة «سي إن إن» أن الظروف في ماريوبول «لا تطاق» ووصفوا الوضع بأنه «جحيم»، حيث ظهرت لقطات من الطائرات من دون طيار (درون) وصور الأقمار الصناعية الدمار التام الذي أحدثه القصف الروسي.
ويقدر المسؤولون الأوكرانيون أن ما يصل إلى 2500 مدني قتلوا في ماريوبول. ويوجد نحو 350 ألف شخص محاصرون في المدينة، حيث حذر المسؤولون من أن الباقين يعانون من انقطاع الكهرباء والماء والتدفئة.
يأتي القلق المتزايد بشأن اندلاع موجة من الأمراض المعدية لأن عدداً من المستشفيات والمرافق الصحية في أوكرانيا لم يعد يعمل - أو تعرض للهجوم أو تحت الحصار.
واتهم مسؤول أوكراني، أمس (الثلاثاء)، القوات الروسية باحتجاز أشخاص في مستشفى ماريوبول. وقال بافلو كيريلينكو، رئيس الإدارة الإقليمية في دونيتسك، إن الأطباء والمرضى محتجزون ضد إرادتهم في مستشفى ماريوبول الإقليمي للعناية المركزة، والذي يشار إليه أيضاً باسم المستشفى رقم 2.
وقال كيريلينكو في بيان نُشر على قناته الرسمية عبر «تليغرام»، إن أحد موظفي المستشفى تمكن من نقل معلومات حول ما كان يحدث، إذ قال الموظف: «من المستحيل الخروج من المستشفى. إنهم يطلقون النار بقوة، نجلس في الطابق السفلي. السيارات لم تتمكن من القيادة إلى المستشفى لمدة يومين. المباني الشاهقة من حولنا تحترق..... الروس فعلوا ذلك. نقل 400 شخص من المباني المجاورة إلى مستشفانا. لا يمكننا المغادرة».
وقال كيريلينكو إن المستشفى «دُمر عملياً» منذ عدة أيام، لكن طاقمه والمرضى ظلوا في الطابق السفلي، حيث استمر علاج المرضى.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان واليونيسيف بياناً مشتركاً، الأحد، أشاروا فيه إلى أنه منذ بداية الحرب في أوكرانيا، تم تسجيل ما لا يقل عن 31 هجوماً على هيئات الرعاية الصحية.
وفي 24 من تلك الحوادث، تضررت مرافق الرعاية الصحية أو دمرت، وفي خمس حالات، تضررت سيارات الإسعاف أو دمرت. ودعت المنظمات في بيانها إلى «الوقف الفوري لجميع الهجمات على الرعاية الصحية» في أوكرانيا.
وقال البيان: «أدت هذه الهجمات إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وإصابة 34 آخرين، وأثرت على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية وتوافرها». وأضاف البيان: «منظمة الصحة العالمية تتحقق من تقارير أخرى، حيث يستمر الإبلاغ عن الهجمات رغم الدعوات لحماية الرعاية الصحية».
وأشارت مديرة برنامج الطوارئ لأطباء بلا حدود إن هناك المزيد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى الرعاية ولكن مع عدد أقل من المستشفيات المتاحة داخل البلاد، مضيفة أن هناك عنصرين طبيين يجب الاهتمام بهما، وهما «هناك تلك الحالات المتعلقة بالصدمات، سواء كانت تلك الصدمات المرتبطة بالصراع أو حتى أشياء مثل حوادث الطرق. وهناك أيضاً عدد قليل من الأمراض المزمنة الأخرى التي بدأت تصيب أكثر فأكثر».
وتابعت أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة معينة في أوكرانيا يفتقدون لإمكانية الحصول على أدويتهم بسبب الحرب، وقد تصبح حالاتهم - مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم - الآن خارجة عن السيطرة وتزداد سوءاً. قد يؤدي هذا إلى احتياج بعضهم إلى رعاية المستشفى أيضاً، وقالت وايت: «للأسف، هذه العواقب الصحية العامة للحرب ليست مقصورة على أوكرانيا». وتابعت: «نحن فقط في بداية العبء الذي سيواجهه النظام الصحي مع استمرار هذا الصراع».
من بينها الكوليرا والحصبة... تحذيرات من انتشار أمراض معدية خطرة في أوكرانيا
منظمات دولية رصدت ما لا يقل عن 31 هجوماً على هيئات الرعاية الصحية
من بينها الكوليرا والحصبة... تحذيرات من انتشار أمراض معدية خطرة في أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة