جنبلاط أمام المحكمة الدولية: الحريري قال لي قبل اغتياله بـ6 أيام.. {إما سيقتلونك أو سيقتلونني}

خدام أخبره أن رفعت الأسد حاول اغتياله في سوريا بسيارة مفخخة

جنبلاط أمام المحكمة الدولية: الحريري قال لي قبل اغتياله بـ6 أيام.. {إما سيقتلونك أو سيقتلونني}
TT

جنبلاط أمام المحكمة الدولية: الحريري قال لي قبل اغتياله بـ6 أيام.. {إما سيقتلونك أو سيقتلونني}

جنبلاط أمام المحكمة الدولية: الحريري قال لي قبل اغتياله بـ6 أيام.. {إما سيقتلونك أو سيقتلونني}

استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه عام 2005، الاستماع إلى شهادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي جدد اتهامه لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد باغتيال الحريري.
وقال جنبلاط الذي كان مقربا من الحريري بحينها، إنه «رفض بالمطلق أي تسوية مع رئيس الجمهورية اللبنانية السابق إميل لحود»، معتبرا إياه ممثل النظام السوري في لبنان، كما رفض التسوية مع الأسد، مؤكدا أنه «لم يناقشني لا الحريري ولا الأمين العام لـ(حزب الله) حسن نصر الله في مواقفي من لحود، ولو حصل ذلك لما كنت غيرتها».
وأكد جنبلاط أنه «بمحاولة اغتيال الوزير السابق مروان حمادة فإن الجمهور تذكر آنذاك اغتيال والدي كمال جنبلاط». وأضاف: «كنت أتساءل كيف يمكنني حماية نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام من غضب الجمهور أمام المستشفى حيث يوجد حمادة»، كاشفا أن «خدام أخبره خلال زيارته حمادة في المستشفى، أن رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حاول اغتياله في سوريا بسيارة مفخخة».
وذكّر بأنه «حتى ليل 13 فبراير (شباط) 2005 كنت أحذر الرئيس الحريري، لأنني اعتبرت أن أول ترجمة لتهديد بشار الأسد لرفيق الحريري كانت بمحاولة اغتيال مروان حمادة». وأضاف أنه «قبل اغتياله بـ6 أيام وخلال اجتماع عنده قال لي الحريري: إما سيقتلونك أو سيقتلونني».
وأشار جنبلاط إلى أن «الرئيس الفرنسي جاك شيراك تبرع بتوجيه رسالة تحذير للأسد، والحريري لم يطلب منه ذلك»، لافتا إلى أنه «بعد التمديد للحود ساءت العلاقة بين شيراك والأسد، علما أن الحريري هو الذي سعى إلى توطيد العلاقة بين فرنسا وسوريا لأنه رأى أن الوجود السوري آنذاك كان ضروريا«. وقال: «بعد التمديد كان خطابنا السياسي أن لحود غير شرعي ولا بد من إسقاطه«.
وأوضح أن «الحريري كان قاطعا في رفض تجديد التجربة المرة بضم الودائع السورية إلى لوائحه الانتخابية، وهو استقال بعد تأخير، لظنه بأن الجو السياسي قد يتحسن من خلال علاقاته الدولية».
وأشار جنبلاط إلى أن رئيس الحكومة الراحل عمر كرامي لم يسمّ أحدا في حكومته، «فقد أتى وكانت الأسماء حاضرة». وقال: «افتراضي بأن رستم غزالة شكّل حكومة كرامي». وأضاف: «عائلة كرامي لها تاريخ سياسي معروف في لبنان ورشيد كرامي كان صديقا قريبا لكمال جنبلاط. وكان المطلوب أوسع حلف مضاد لجنبلاط والحريري وهو كان ضدنا»، لافتا إلى «أن هناك منافسة وانقسامات سياسية مع كرامي ولم يكن هناك مجال للحرية في ظل الوجود السوري».
وقال جنبلاط: «كنا نتوقع أن يظهر التحقيق اللبناني من حاول اغتيال مروان حمادة، ولم نكن نثق بالأمن اللبناني ولم يكن آنذاك من محكمة دولية».
ولفت جنبلاط الذي كان على خلاف كبير مع قادة أمنيين سوريين، إلى أن «مطلبي كان أن يلتحق بنا الحريري لمواجهة لحود والنظام السوري»، مشيرا إلى أنه في اجتماع البريستول «2» أرسل الحريري، نائب رئيس مجلس النواب، فريد مكاري، وعضو كتلة المستقبل أحمد فتفت إلى اللقاء، وكانت إشارة سياسية إلى أنه إلى جانبنا.
وأوضح أنه وضع مع الحريري «خطة مشتركة لانتخابات 2005 لجهة اللوائح ورفض ضم الودائع السورية إلى هذه اللوائح»، معتبرا أن «أسلوب الرئيس الحريري في التعاطي السياسي مختلف عن أسلوبي، ولكن كنا نلتقي في الأهداف». وأضاف جنبلاط أن «قانون الانتخاب المقترح كان إقصائيا وهدفه إلغاء نفوذ الحريري في بيروت»، مذكرا بأن «الحريري قال للمعلم في لقائهما الأخير: إذا أقر قانون الانتخاب فأنا سأستقيل وكتلتي».
وختم جنبلاط أن «سياسة السوريين كانت التفريق، وعندما يجتمع اللبنانيون على أن لبنان أولا، كان هذا يزعج السوريين»، مشيرا إلى أن «القرار 1559 لا يناسب لبنان ولا سيما في شق تجريد الميلشيات من السلاح، وأن الحريري لم يتطرق إلى موضوع سلاح المقاومة وكان يسعى إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، فالحريري كان يرى أن بند نزع سلاح الميلشيات غير مقبول ومستحيل».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.