الأردن: بدء فعاليات تمرين «الأسد المتأهب» 2015 بمشاركة 18 دولة

تجري في 9 مناطق أردنية بعيدة عن الحدود مع سوريا.. واختبار عدد من الأسلحة الجديدة

العميد فهد الضامن من الأردن يصافح الجنرال ريك ماتسون من الولايات المتحدة وهما المسؤولان عن التدريب المشترك «الأسد المتأهب» في الأردن أمس (أ.ب)
العميد فهد الضامن من الأردن يصافح الجنرال ريك ماتسون من الولايات المتحدة وهما المسؤولان عن التدريب المشترك «الأسد المتأهب» في الأردن أمس (أ.ب)
TT

الأردن: بدء فعاليات تمرين «الأسد المتأهب» 2015 بمشاركة 18 دولة

العميد فهد الضامن من الأردن يصافح الجنرال ريك ماتسون من الولايات المتحدة وهما المسؤولان عن التدريب المشترك «الأسد المتأهب» في الأردن أمس (أ.ب)
العميد فهد الضامن من الأردن يصافح الجنرال ريك ماتسون من الولايات المتحدة وهما المسؤولان عن التدريب المشترك «الأسد المتأهب» في الأردن أمس (أ.ب)

بدأت في ميادين التدريب العسكري في الأردن، أمس، فعاليات تمرين «الأسد المتأهب 2015» بمشاركة عشرة آلاف عسكري من 18 دولة عربية وأجنبية من بينها المملكة العربية السعودية.
وما يميز فعاليات تمرين «الأسد المتأهب 2015»، عن التمارين السابقة إنه سيتم اختبار قوة رد الفعل السريع الأردنية تم إنشاؤها حديثا ضمن تشكيلات القوات المسلحة الأردنية والتدرب على رماية لراجمات الصواريخ بدقة متناهية، إضافة إلى مشاركة قاذفة أميركية مطورة من طراز «بي 52» تقلع من الولايات المتحدة في مهمة لإسقاط أسلحة تقليدية في أحد ميادين التدريب بالأردن.
وقال مدير التدريب المشترك في القوات المسلحة الأردنية العميد الركن فهد فالح الضامن في مؤتمر صحافي مشترك مع مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون، إنه سيتم خلال التمرين الذي بدأت فعالياته أمس، وتنتهي في 19 مايو (أيار) الحالي، اختبار قوة رد الفعل السريع الأردنية التي تم إنشاؤها مؤخرا، ولا علاقة لها بأي قوة عربية على مستوى الجامعة العربية.
وأضاف العميد الركن الضامن أنه سيتم خلال التمرين كذلك اختبار أسلحة جديدة من خلال القصف الاستراتيجي وراجمات صواريخ في منتهى الدقة، كما ستشارك لأول مرة قاذفة أميركية من طراز «بي 52» في مهمة إسقاط أسلحة تقليدية على أهداف محددة بميادين القتال، حيث ستقلع الطائرة من الولايات المتحدة الأميركي إلى الأردن في رحلة تستغرق 35 ساعة ذهابا وإيابا.
وجدد الضامن التأكيد أن تمرين «الأسد المتأهب» لا علاقة له بالأحداث التي يشهدها الإقليم، ولن يكون هناك وجود لقوات قرب الحدود الشمالية مع سوريا، حيث يأتي هذا التمرين ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي للتركيز على نوعية التدريب ورفع كفاءة الضباط وضباط الصف، وكافة وحدات المناورة والإسناد وزيادة التمارين المشتركة للتعامل مع كل التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب والاتصالات الاستراتيجية وإدارة الأزمات، لافتًا إلى وجود اهتمام متزايد لهذا العام في تمرين «الأسد المتأهب» لما يمثله الملتقى للقادة العسكريين على كل المستويات الاستراتيجية والعملاتية والتعبوية، ومن جانب آخر لما تمر به المنطقة والعالم من صعود تيارات متطرفة بعيدة عن القيم الإنسانية.
وقال إن القوات المسلحة الأردنية تهدف في استراتيجيتها إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من مختلف الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر شريكا استراتيجيا للأردن في كل المجالات، وتمرين «الأسد المتأهب» من هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة.
وأضاف أن التمرين يهدف أيضا إلى تطوير قدرات المشاركين على التخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة وبيان العلاقة بين القوات العسكرية والوكالات والوزارات والمنظمات في ظل بيئة عمليات غير تقليدية.
وقال إن التمرين يهدف إلى مكافحة الإرهاب وعمليات أمن الحدود والإخلاء وإدارة الأزمات الإنسانية ومكافحة الإرهاب الإلكتروني وتنفيذ عمليات الإسناد اللوجيستي المشترك.
من جانبه، قال اللواء ريك ماتسون، إن تمرين «الأسد المتأهب» فرصة لتقوية العلاقات والقدرات، وإنه استجابة للتهديدات التقليدية وغير تقليدية.
وأضاف أن المهمات المنوي التدرب عليها هي أمن الحدود، والقيادة والسيطرة، ومكافحة القرصنة الإلكترونية، وإدارة ساحة المعركة، وسيضم هذا التمرين قوات برية وبحرية وجوية ضمن طيف واحد من العمليات العسكرية في خليج العقبة.
وقال إن القوات البرية الأميركية المشاركة هي خليط من القوات الخاصة وقوات مشاة البحرية التابعة للوحدة الاستكشافية 26، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام قوات من الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المشابهة مدعومة من طائرات عمودية وقاذفات متطورة من أجل عمليات الإسناد الجوي، بالإضافة إلى أغراض النقل والتنقل، مشيرا إلى أن جميع التدريبات في التمرين ستكون بقيادة القوات المسلحة الأردنية، والتي ستعمل على تقوية الشراكة بين 18 دولة مشاركة وستزيد من قدرتنا على العمل سوية في حالات الطوارئ.
وكان مستشار الملك للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن بحث مع اللواء ماتسون، الذي استقبله الزبن بمكتبه بالقيادة العامة، أمس، كل الترتيبات والتحضيرات، المتعلقة بتنفيذ التمرين.
ويستمر تمرين الأسد المتأهب 2015 حتى يوم 19 مايو الحالي. ويهدف التمرين إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك بينها، وبناء قدراتها وتعزيز جاهزيتها وتمكينها من إدارة مختلف الأزمات والتعامل معها.
وتجري فعاليات التمرين في تسعة ميادين للتدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية وعدد من مدارس ومراكز تدريب صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية، إضافة إلى مشاركة واسعة من الوزارات والأجهزة الأمنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بإدارة الأزمات.
ويشارك في التمرين 10 آلاف جندي من 18 دولة عربية وأجنبية هي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية ومصر والعراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وباكستان وأميركا وكندا وبلجيكا وبولندا وأستراليا وقيادة حلف الناتو، بالإضافة إلى الأردن.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.