البطالة في بريطانيا تحت مستويات بداية الوباء

البطالة في بريطانيا تحت مستويات بداية الوباء
TT

البطالة في بريطانيا تحت مستويات بداية الوباء

البطالة في بريطانيا تحت مستويات بداية الوباء

تراجعت أعداد العاطلين عن العمل في بريطانيا إلى أقل من المستويات المسجلة قبل تفشي وباء «كورونا»، وذلك للمرة الأولى، لكن مع استمرار انخفاض الأرباح بسبب التضخم الذي يرتفع بسرعة شديدة، وفقاً للأرقام الرسمية.
ونقلت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» عن مكتب الإحصاءات الوطنية أنه تم تسجيل 34.‏1 مليون عاطل عن العمل فقط خلال الربع المنتهي في يناير (كانون الثاني)، بانخفاض 88 ألف شخص عن الربع السابق عليه، مقابل 36.‏1 مليون شخص في الفترة من ديسمبر (كانون الأول) إلى فبراير (شباط) 2020.
وتراجع معدل البطالة مرة أخرى إلى 9.‏3 في المائة في الربع المنتهي في يناير 2022، يأتي ذلك في الوقت الذي قفز فيه عدد العاملين بمقدار 275 ألفاً خلال الفترة يناير - وفبراير إلى مستوى قياسي جديد بلغ 7.‏29 مليون شخص، حيث قال مكتب الإحصاءات الوطنية إن الطلب على العمالة «لا يزال قوياً».
كما سجلت الوظائف الشاغرة مستوى مرتفعاً جديداً، بزيادة 105 آلاف وظيفة على أساس ربع سنوي، لتصل إلى 3.‏1 مليون وظيفة، حيث سعت الشركات إلى تأمين موظفين وسط تعافي الاقتصاد الأوسع نطاقاً.
لكن الإحصاءات كشفت عن الضغط المستمر على الموارد المالية للأسر، حيث فشلت الأجور المنتظمة في مواكبة التضخم المتزايد، مع ارتفاع متوسط الدخل الأسبوعي بنسبة 8.‏3 في المائة، باستثناء المكافآت.
في الأثناء، فرضت بريطانيا الثلاثاء تعرفة جمركية إضافية بنسبة 35 في المائة على مجموعة كبيرة من الواردات الروسية، من الفودكا إلى الصلب، وحظرت صادرات السلع الفاخرة من البلاد على خلفية غزو موسكو لأوكرانيا.
وقالت وزارة التجارة الدولية: «نريد أن نلحق أقصى قدر من الضرر بآلة حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين مع تقليل التأثير على الشركات البريطانية». وأضافت: «الفودكا الروسية هي من المنتجات التي تأثرت بالرسوم الجمركية، في حين أن حظر التصدير سيؤثر على الأرجح على السيارات الفارهة والأزياء الراقية والأعمال الفنية».
وتشمل قائمة السلع التي ستفرض عليها الرسوم الجمركية الإضافية، الصلب والخشب والحبوب والمشروبات والفراء والسمك الأبيض، بقيمة 900 مليون جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار) سنوياً.
وأوضحت الوزارة: «سيدخل حظر التصدير حيز التنفيذ قريباً وسيضمن حرمان الأوليغارش الروس وأفراد النخبة الآخرين الذين جمعوا ثرواتهم في عهد الرئيس بوتين والذين يدعمون غزوه، من الوصول إلى السلع الكمالية».
وأشارت إلى أن «بريطانيا تعمل مع شركائنا الدوليين وتدعم منظمة التجارة العالمية لمنع الأشخاص الذين لا يحترمون النظام الدولي القائم على قواعد، من جني فوائده».
وقال وزير الاقتصاد والمال البريطاني ريشي سوناك: «تستند هذه التعرفات إلى العمل الحالي لبريطانيا لمنع وصول روسيا إلى التمويل الدولي ومعاقبة المقربين من بوتين وممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على نظامه».
وفرضت بريطانيا ودول غربية أخرى إجراءات عقابية صارمة على روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 فبراير.



عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».