الحوثيون يفرضون حصارًا على التواهي.. والمقاومة تحذر من سقوطها

خلايا نائمة تبث الشائعات في مديريات عدن

الحوثيون يفرضون حصارًا على التواهي.. والمقاومة تحذر من سقوطها
TT

الحوثيون يفرضون حصارًا على التواهي.. والمقاومة تحذر من سقوطها

الحوثيون يفرضون حصارًا على التواهي.. والمقاومة تحذر من سقوطها

حذر مجلس المقاومة في عدن من تأخير وصول الإمدادات العسكرية والطبية العاجلة لجبهات المقاومة في عدد من المواقع، من سقوط التواهي والقلوعة في قبضة ميليشيات الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح، بعد أن أحكمت حصارها على المديريتين وانهالت بقصفهما بشكل عشوائي من قبل المدرعات والدبابات مع انتشار القناصة على المداخل، الأمر الذي تسبب في نزوح جماعي لسكان القلوعة والتواهي هربا من شدة المعارك.
وأرجع مجلس المقاومة على لسان المتحدث باسمها علي الأحمدي تراجع المقاومة في مديرتي التواهي والقلوعة لعدة أسباب، من أبرزها حصول ميليشيات الحوثي الموجودة في تلك المواقع على دعم عسكري وأسلحة مختلفة لمواجهة المقاومة الشعبية بعد أن تكبدت خسائر كبيرة، وهذه الأسلحة جلبت من تعز عبر مجموعة مستخدمة طريق «العلم» من الساحل، لافتا إلى أن الميليشيات استغلت وقف قوات التحالف من قصف مواقعهم خلال اليومين الماضيين في تمرير السلاح من خارج عدن وبكميات كبيرة تساعدهم في مواجهة المقاومة خلال الفترة المقبلة.
ودعا المتحدث باسم مجلس المقاومة قوات التحالف إلى ضرورة ضرب طريق العلم لقطع الإمدادات العسكرية التي يتوقع وصولها إلى الميليشيات، مع ضرورة رصد التحركات الميدانية خارج حدود عدن وللمداخل الرئيسية للمدن، لضيق الخناق ووقف هذه الإمدادات، بينما طالب المجلس على ضرورة تحرك قوات والتحالف والحكومة الشرعية ممثلة في عبد ربه منصور هادي، إلى التحرك السريع وتوفير ما يمكن توفيره من مستلزمات طبية عاجلة، كذلك مد المقاومة بالسلاح التي تواجه موقف خطير، خصوصا في مديرتي التواهي والقلوعة بسبب الحصار المفروض عليه.
وحول ما تشهده مديرية التواهي من نزوح جماعي للأهالي، أكد الأحمدي، أن هناك بعض الخلايا النائمة في بعض المديريات ومنها التواهي والقلوعة، استغلت الوضع الدائر واشتداد المعارك في المديريتين يوم أمس الثلاثاء، وقامت بترويج الشائعات بين المواطنين في المديرية عن سقوط عدد من المديريات، والذي صادف القصف العشوائي لميليشيات الحوثي، الأمر الذي دفع بالأهالي إلى النزوح خوفا من الجرائم التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين في حال سقطت المديرية في قبضتهم، موضحا أن القناصة استغلت عمليات النزوح وقامت بإطلاق رصاصها صوب المدنيين لدفعهم للتراجع وإجبارهم للعودة إلى منازلهم وعدم الخروج للمديريات القريبة من التواهي.
وأشار متحدث مجلس المقاومة إلى أنه فور وصول إمدادات من المقاومة الموجودة في التواهي، قامت الجبهات الأخرى في مواقع مختلفة من إرسال دعم بالأفراد والسلاح عبر البحر لمديرية التواهي، لدعم الموجودين هناك، خصوصا أن المقاومة تقوم بعمل بطولي في صدّ هجمات الحوثيين ومنعهم من الدخول، موضحا أن الجبهات ستقوم خلال الساعات القادمة بتوجيه ضربة قوية لفك الحصار عن التواهي.
وحققت المقاومة الشعبية في عدة محاور، منها خور مكسر وكرتير، تقدما ملحوظا في ضرب ميليشيات الحوثيين، التي تكبدت خسائر نوعية في العتاد، في حين رصدت المقاومة فرار مسلحين من الميليشيات نحو الأحياء السكنية، بينما فرضت المقاومة نفوذها على مداخل عدد من المديريات تحسبا من وصول إمدادات عسكرية للحوثيين، خصوصا بعد أن أعلنت المقاومة أول من أمس عن تورط قيادة في مجلس المدينة من تقديم الدعم اللوجيستي والعسكري للحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح.
وقال أبو محمد العدني، عضو المقاومة الشعبية والمنسق الإعلامي للجبهات، إن المقاومة الشعبية والإمكانات المتوفرة لديها نجحت في صد هجوم للحوثيين على دار سعد، بالتنسيق مع طيران التحالف الذي قصف مواقع عدة، أمس الثلاثاء بعد توقف أول من أمس، فضرب عددا من الأهداف التي يتمركز فيها الحوثيون، موضحا أن قناصة الحوثيين يستهدفون المدنيين بشكل عشوائي، الأمر الذي نتج عنه وفاة أعداد كبيرة من الأطفال والنساء برصاص القناصة، بحسب ما رصدته جبهات المقاومة في مواقع مختلف من عدن.
وأضاف العدني أن تنسيق الحملات العسكرية الجوية والأرضية، نجح في ردع الميليشيات ومحاصرتها في عدد من الجبهات، إلا أن التوقف في مواصلة الأعمال العسكرية أسهم وبشكل كبير في وصول دعم عسكري للحوثيين، والذي مكنهم أمس من التقدم نحو التواهي والقلوعة لفرض حصار عليها والإطاحة بها، إلا أن المقاومة تقوم بعمل بطولي في صدّ هذا الهجوم.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.