التقارب التركي الإسرائيلي يثير قلق «حماس»

مسؤولون أتراك ناقشوا آلية مغادرة قادة عسكريين للحركة

لقاء قرينة الرئيس التركي بزوجة الرئيس الإسرائيلي في أنقرة الأسبوع الماضي (رويترز)
لقاء قرينة الرئيس التركي بزوجة الرئيس الإسرائيلي في أنقرة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

التقارب التركي الإسرائيلي يثير قلق «حماس»

لقاء قرينة الرئيس التركي بزوجة الرئيس الإسرائيلي في أنقرة الأسبوع الماضي (رويترز)
لقاء قرينة الرئيس التركي بزوجة الرئيس الإسرائيلي في أنقرة الأسبوع الماضي (رويترز)

يثير التقارب الأخير في العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، الذي وصفه البلدان بأنه «نقطة تحوّل» في العلاقة بينهما، قلق حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، وفق ما يرى محللون سياسيون.
وتعتبر «حماس» الدولة التركية حليفاً استراتيجياً لها. ويقيم في تركيا، منذ عقد، عدد من قادتها، أبرزهم نائب رئيس الحركة صالح العاروري. ويتردّد رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ورئيسها في الخارج، خالد مشعل، بانتظام على إسطنبول.
وتوترت العلاقة بين أنقرة وتل أبيب منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية 2008، وبلغ التوتر ذروته إثر مقتل 9 أتراك في هجوم إسرائيلي على سفينة «مرمرة» التي كانت تنقل مساعدات للقطاع في عام 2010. لكن تقارباً يسجل بين الدولتين منذ فترة، وقد تُرجم بزيارة قام بها الأسبوع الماضي الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، إلى تركيا.
وانتقدت حركة «حماس»، زيارة الرئيس الإسرائيلي إلى تركيا؛ لكنها لم تأتِ على ذكر الدولة التركية أو إردوغان. ودعت في بيان إلى «عدم إتاحة الفرصة للكيان الصهيوني لاختراق المنطقة، والعبث بمصالح شعوبها».
ويرى محللون أن تعزيز العلاقات التركية الإسرائيلية، قد ينعكس سلباً على العلاقة بين أنقرة و«حماس». ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، مخيمر أبو سعدة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن تركيا «ستفضل مصالحها الاقتصادية مع إسرائيل، في ظل تدهور سعر الليرة التركية وتراجع اقتصادها»، على علاقتها مع «حماس». ويضيف، أن «(حماس) قلقة»، متوقعاً «أن تحصل ضغوط إسرائيلية أكبر على السلطات التركية، فتغادر قيادات حمساوية تركيا، ربما إلى إيران أو بيروت».
ويستبعد أستاذ التاريخ والعلوم السياسية، ناجي شراب، من جهته، أن «تتخذ تركيا قراراً بإغلاق مكاتب (حماس) أو ترحيل أي من قادتها. هذا مستبعد في المدى المنظور، ربما تلجأ تركيا مع إسرائيل، لسياسة احتواء (حماس)، بإبقاء وجودها في تركيا من دون نشاط سياسي أو إعلامي أو مالي ملموس». ويعبر عن اعتقاده بأن «تركيا ستلعب دوراً متوازنا مع (حماس)».
لكن مصدراً قريباً من حركة «حماس» في تركيا، أقرّ بأن مسؤولين أتراك ناقشوا مع قيادة الحركة وضع عناصر ومسؤولين فيها. وقال: «ناقش مسؤولون أتراك، مؤخراً، إيجاد آلية لاستمرار أو مغادرة آمنة، لبعض القادة ذوي الصفة العسكرية في (حماس)؛ لكن لا تغيير بالنسبة للأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية والإعلامية» التي تقوم بها الحركة في تركيا.
وقال قيادي كبير في «حماس» فضّل عدم الكشف عن هويته، للوكالة الفرنسية: «لا أتوقع أن تخضع تركيا لأي ابتزاز أو ضغط إسرائيلي لطرد أي فلسطيني أو التضييق عليه، بما في ذلك أبناء (حماس)»، مؤكداً أن «معركتنا مع الاحتلال داخل أرض فلسطين».
ويرى شراب بدوره أن اللغة التي اعتمدتها حركة «حماس» في تعليقها على زيارة هيرتسوغ، عكست موقفاً معتدلاً. ويبيّن أن «حماس» قد تستفيد من هذا التقارب، «باعتبار تركيا تشكل قناة فاعلة ذات ثقة للضغط على إسرائيل».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.