وزير الدفاع القطري لـ«الشرق الأوسط»: مستمرون في أداء دورنا مع التحالف حتى يزول الخطر

الحوار اليمني في موعده بالرياض مع غياب الحوثيين وصالح

اللواء الركن حمد بن علي العطية (أ.ف.ب)
اللواء الركن حمد بن علي العطية (أ.ف.ب)
TT

وزير الدفاع القطري لـ«الشرق الأوسط»: مستمرون في أداء دورنا مع التحالف حتى يزول الخطر

اللواء الركن حمد بن علي العطية (أ.ف.ب)
اللواء الركن حمد بن علي العطية (أ.ف.ب)

أكد اللواء الركن حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، أن بلاده ماضية مع السعودية ودول التحالف في عملية «إعادة الأمل» كما كانت داعمة في «عاصفة الحزم»، وأضاف اللواء العطية في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن «طيران بلاده ما زال يشارك بفعالية في مسرح العمليات بالتنسيق مع غرفة القيادة في السعودية ولا نية للتراجع حتى تتحقق الأهداف كاملة».
وأوضح العطية، أن التدخل البري في اليمن ليس واردا في الوقت الحالي، مبينا أن أي خطوة جديدة يسبقها مشاورات مكثفة بين الدول الأعضاء، لافتا إلى أن قطر بعتادها وقواتها رهن إشارة الأشقاء في السعودية، وأي خطر على الرياض يمثل خطرا على الدوحة وبقية العواصم الخليجية.
وكان قادة دول الخليج، قد رحبوا في قمتهم التشاورية التي عقدوها في العاصمة السعودية الرياض أمس، بقرار المملكة التنسيق مع دول التحالف، وفي إطار استمرار تعزيز جهودها الإيجابية الإنسانية داخل الأراضي اليمنية، بإيجاد مناطق آمنة في أوقات محددة يتم فيها توزيع المساعدات الإنسانية، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 2216، مع التشديد على ألا يتم استغلالها من قبل ميلشيات الحوثيين وحلفائهم لتحقيق مكاسب على الأرض، مما سيؤدّي إلى استئناف العمليات الجوية فوق تلك المناطق.
وجدد القادة عزمهم على مواصلة الجهود لدعم التنمية في الجمهورية اليمنية واستكمال ما تم اتخاذه من خطوات وإجراءات نحو تعزيز التكامل والشراكة بين منظومة مجلس التعاون واليمن، مؤكدين دعم دول المجلس لجميع الجهود لاستكمال العملية السياسية وفق المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، تعزيزًا لأمن اليمن واستقراره.
من جانبه، دعا الرئيس اليمني إلى اجتماع للقوى السياسية في 17 مايو (أيار) لبحث الحرب في بلاده ستضم مساعدين سابقين لحليف قوي للحوثيين في خطوة يمكن أن تعطي دفعة لمعارضي الجماعة المتحالفة مع إيران.
وقال مختار الرحبي المستشار الصحافي بمكتب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه «من غير المتوقع أن يشارك الحوثيون أو الرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف معهم في الاجتماع الذي سيعقد في السعودية». حسب «رويترز».
لكنه ذكر أن بعض من انشقوا على صالح في الآونة الأخيرة سيحضرون. وهناك الكثير من الوحدات بالجيش اليمني موالية لصالح.
وقال الرحبي إن «الحوثيين لن يشاركوا وعلي صالح أيضا، لكن القيادات المنشقة من حزب صالح ستشارك.. الجنوبيون سيشاركون رئيس الوزراء السابق حيدر العطاس ضمن اللجنة التحضيرية التي تضم ستة من الجنوب وخمسة من الشمال، ورئاسة اللجنة ستكون للشمال.. البيض لم تتأكد مشاركته، لكن هناك فصيلا مهما وحليفا للبيض هو المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، حسبما أبلغني بذلك فؤاد راشد أمين سر المجلس، وقال إنهم يقبلون المشاركة ولكن اشترط وقف الحرب على عدن»، في إشارة إلى حزب سياسي يقوده الرئيس السابق.
وقال مسؤولون في إدارة هادي بالخارج إن «المحادثات التي يشارك بها الانفصاليون الجنوبيون وأحزاب سياسية من الشمال تهدف إلى الوصول لأرضية مشتركة بين مناهضي الحوثيين للاستفادة من هذا في أي حوار مستقبلي معهم».
ويقول هادي وحكومته الموجودان بالرياض إن «لديهما استعدادا للحوار مع الحوثيين وصالح إذا انسحب الحوثيون من المدن التي استولوا عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي خاصة مدينة عدن وألقوا سلاحهم».
من جانبهم يقول الحوثيون إنهم «لن يجروا محادثات إلا إذا توقفت الضربات الجوية التي ينفذها تحالف بقيادة السعودية تماما».
وشنت السعودية بمشاركة تحالف من عشر دول خليجية وعربية الخميس 26 من مارس (آذار) الماضي «عاصفة الحزم» بعد انقلاب ميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على الشرعية في اليمن، وسلبها سلاح الدولة، ومنعها الحكومة من ممارسة مهامها الوطنية.
وسيطر التحالف على الأجواء اليمنية خلال وقت وجيز بعد تدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية التي تعمل تحت إدارة الانقلابيين، وأعلن التحالف منذ ذلك الوقت أن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذر من الاقتراب أيضا من الموانئ اليمنية.
وفي 21 من أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت قيادة التحالف عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل، إثر إعلان وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديدا لأمن السعودية والدول المجاورة، بعد تدمير الأسلحة الثقيلة والصورايخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
وأرغمت مقاتلات عسكرية تابعة لسلاح الجو السعودي الأسبوع الماضي، طائرة إيرانية حاولت تحدي الحظر الجوي والهبوط في مطار صنعاء، وضربت المقاتلات مدرج المطار، لتعود الطائرة أدراجها إلى طهران، في الوقت الذي أكد التحالف أن طلعاته الجوية لن تتوقف لإزاحة أي خطر محتمل على الشعب اليمني وجيرانه في المنطقة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.