تقرير: روسيا تستخدم ذخائر «غامضة وخداعية» في أوكرانيا

صورة للذخائر الغامضة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين (نيويورك تايمز)
صورة للذخائر الغامضة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين (نيويورك تايمز)
TT

تقرير: روسيا تستخدم ذخائر «غامضة وخداعية» في أوكرانيا

صورة للذخائر الغامضة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين (نيويورك تايمز)
صورة للذخائر الغامضة تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين (نيويورك تايمز)

قال تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» إن مسؤولي المخابرات الأميركية اكتشفوا أن وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا يحتوي على شراك خداعية، تخدع رادارات الدفاع الجوي والصواريخ الحرارية.
وقال أحد مسؤولي المخابرات للصحيفة إن هذه الذخائر الخداعية مصممة على شكل سهم أبيض بذيل برتقالي اللون، ويبلغ طول كل جهاز منها حوالي 1 قدم.
وأضاف المسؤول أن الذخائر تصدر من صواريخ «إسكندر إم» الباليستية قصيرة المدى التي تطلقها روسيا من منصات إطلاق متحركة عبر الحدود، وذلك بغرض منع استهداف الصواريخ من قبل أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ الحرارية.
وأشار المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إلى أن هذه الذخائر مليئة بالإلكترونيات وتنتج إشارات لا سلكية للتشويش على رادارات العدو التي تحاول تحديد موقع صواريخ «إسكندر إم».
وقد يفسر هذا الأمر سبب مواجهة أسلحة الدفاع الجوي الأوكرانية صعوبة في اعتراض صواريخ «إسكندر إم» الروسية، التي يمكنها الوصول إلى أهداف على بعد أكثر من 200 ميل، حيث إنها مدعومة بمحرك صاروخي يعمل بالوقود الصلب وفقاً لوثائق حكومية أميركية.

قاذفة صواريخ «إسكندر إم» الروسية (إ.ب.أ)

وبدأ تداول صور هذه الذخائر الغامضة على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أسبوعين. وقد أربكت هذه الصور الخبراء ومحللي الاستخبارات، الذين ظنوا في البداية أنها قنابل عنقودية بناءً على حجمها وشكلها.
https://twitter.com/CAT_UXO/status/1500100071718854657?s=20&t=tCcJwhU_dmVkrfudCarZog

https://twitter.com/CAT_UXO/status/1502936791665491970?s=20&t=-lc7VgsSFdG9pPBL-9q_4Q
أما ريتشارد ستيفنز، الذي أمضى 22 عاماً في الجيش البريطاني كجندي متخصص في التخلص من الذخائر المتفجرة وعمل لاحقاً كفني قنابل مدني لمدة 10 سنوات في جنوب العراق وأفريقيا ومناطق أخرى، فقد قال إنه رأى الكثير من الذخائر الصينية والروسية طوال حياته، لكنه لم ير مثل هذه الذخائر الغامضة من قبل.
وأشار ستيفنز إلى أنه نشر صوراً لهذه الذخائر على موقع مخصص لخبراء القنابل العسكريين والمدنيين، ووجد أن جميعهم لم يروها من قبل أيضاً.
وقال مسؤول المخابرات إن هذه الأجهزة تشبه أشراك الحرب الباردة المسماة «مساعدات الاختراق»، والتي كانت متصلة بالرؤوس الحربية النووية وتم تصميمها للتهرب من الأنظمة المضادة للصواريخ والسماح للرؤوس الحربية الفردية بالوصول إلى أهدافها.
ومن جهته، قال جيفري لويس، الخبير في منع انتشار الأسلحة النووية في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، إنه من غير المحتمل إلى حد كبير أن تحتوي نسخة صواريخ «إسكندر إم» التي باعتها روسيا إلى دول أخرى على هذه «الشراك الخداعية».


مقالات ذات صلة

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».