خادم الحرمين يحذّر من الأطماع الخارجية.. وهولاند: أمن الخليج من أمن فرنسا

الملك سلمان يأمر بإنشاء مركز إغاثة لليمنيين * موقف خليجي ـ فرنسي موحد ضد الإرهاب ومن مخاطر إيران * ترحيب باستضافة اجتماع المعارضة السورية

صورة جماعية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي قبيل افتتاح القمة الخليجية الـ15 في الرياض، أمس، بحضور الرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)
صورة جماعية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي قبيل افتتاح القمة الخليجية الـ15 في الرياض، أمس، بحضور الرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)
TT

خادم الحرمين يحذّر من الأطماع الخارجية.. وهولاند: أمن الخليج من أمن فرنسا

صورة جماعية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي قبيل افتتاح القمة الخليجية الـ15 في الرياض، أمس، بحضور الرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)
صورة جماعية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي قبيل افتتاح القمة الخليجية الـ15 في الرياض، أمس، بحضور الرئيس الفرنسي (أ.ف.ب)

حذر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من «الأطماع الخارجية» التي تتعرض لها المنطقة العربية، ومن عمليات «توسيع النفوذ وبسط الهيمنة»، في إشارة ضمنية إلى إيران.
وجاء تحذير الملك سلمان خلال افتتاح القمة الخليجية الـ15 في الرياض، أمس، بحضور قادة دول الخليج والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يعد أول رئيس دولة غربية يحضر القمة منذ قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عام 1981.
وقال الملك سلمان في كلمته: «إن لقاءنا يأتي وسط ظروف صعبة وتحديات بالغة الدقة تمر بها منطقتنا وتستوجب منا مضاعفة الجهود للمحافظة على مكتسبات شعوبنا ودولنا، ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من أطماع خارجية ترتكز في سعيها لتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها لزعزعة أمن المنطقة واستقرارها، وزرع الفتن الطائفية». وأضاف أن استجابة دول التحالف العربي لمناشدة السلطة الشرعية في اليمن جاءت «بعد أن رفض الانقلابيون مساعي مجلس التعاون والمجتمع الدولي الهادفة إلى تجنيب الشعب اليمني العزيز الانزلاق نحو الفوضى والاقتتال». وأعلن الملك سلمان «عن تأسيس مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية يكون مقره الرياض»، لتنسيق الأعمال الاغاثية للشعب اليمني بمشاركة الأمم المتحدة.
وحذر خادم الحرمين الشريفين من أن السعي نحو تطوير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل، بما فيها السلاح النووي، يمثل تهديدًا بالغ الخطورة، ليس على السلم والأمن في المنطقة فحسب، بل على السلم والأمن الدوليين.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، أن «التهديدات التي تواجه الخليج تواجه فرنسا أيضا، وأن المباحثات الجارية حاليًا حول الملف النووي الإيراني تستحق منا الحرص، وعلينا أن نتنبه إلى تصرفات إيران».
وأضاف هولاند «هناك أخطار وتهديدات تواجه دولكم ونواجهها نحن أيضا، وأود أن أعيد التأكيد على التزام فرنسا بالوقوف إلى جانبكم ودعمكم، ليس فقط بوصفنا الصديق والحليف لكم, ولكن لأن الدفاع عن مصالحكم يعني أيضا الدفاع عن أنفسنا».
وصدر لاحقا بيان خليجي - فرنسي موحد أظهر موقفا واحدا إزاء الكثير من القضايا أبرزها إدانة الإرهاب الدولي بمختلف أشكاله. كما أظهر البيان وحدة الموقف من إيران التي دعاها إلى اتخاذ «قرارات شجاعة وضرورية لطمأنة المجتمع الدولي بسلمية برنامجها النووي».
وفي البيان الختامي الخليجي ــ الخليجي، أكد القادة الخليجيون تطلعهم إلى أن تسهم المباحثات المرتقبة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في كامب ديفيد الأسبوع المقبل، في تعزيز العلاقات مع واشنطن، ويدعم الأمن والاستقرار.
وجدد القادة عزمهم على مواصلة الجهود لدعم اليمن، وجهود الحكومة العراقية من أجل المصالحة الوطنية، وتخليص العراق من تهديد تنظيم داعش.
وفي الشأن السوري أعرب قادة دول المجلس عن بالغ قلقهم من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية للشعب السوري، ورحبوا باستضافة اجتماع للمعارضة السورية في الرياض، مؤكدين على الحل السياسي للأزمة وفقًا لبيان «جنيف1».
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.