سباقات واقعية غير مسبوقة في «غران توريزمو 7»

تفوق تقني في الرسومات والصوتيات والتحكم والذكاء الصناعي... ومتعة اللعب الفردي والجماعي

مستويات رسومات واقعية في ظروف جوية متغيرة
مستويات رسومات واقعية في ظروف جوية متغيرة
TT

سباقات واقعية غير مسبوقة في «غران توريزمو 7»

مستويات رسومات واقعية في ظروف جوية متغيرة
مستويات رسومات واقعية في ظروف جوية متغيرة

تعود لعبة محاكاة السباقات Gran Turismo 7 على جهازي «بلايستيشن 4 و5» بعد مرور 5 أعوام على آخر إصدار لها، مقدمة مستويات رسومات مبهرة بشكل غير مسبوق، وتفاعلا متقدما مع المستخدم وصوتيات تجسيمية واقعية ومتعة لعب مليئة بالتشويق. واختبرت «الشرق الأوسط» اللعبة قبل إطلاقها، ونذكر ملخص التجربة.

أنواع لعب ممتعة
تقدم اللعبة نمط لعب فردي وجماعي. وتطلق الشركة المطورة اسم «خريطة العالم» World Map على نمط اللعب الفردي الذي يتيح للاعبين تجربة جميع السباقات والأطوار الأخرى. ويبدأ اللاعب هذا النمط باستخدام سيارات منخفضة الأداء، ويستطيع من بعد ذلك كسب المال لتطوير سياراته وشراء سيارات أفضل للمشاركة في سباقات أكثر تحديا. وتعرض اللعبة هذه العملية من خلال مركز رئيسي هو «المقهى» يعرض المعلومات المهمة حول كيفية المشاركة في السباقات وتطوير السيارات وشراء الجديد منها، في طريقة سلسة ومريحة. وكلما كسب اللاعب السباقات وأكمل التحديات، سيحصل على خبرة تزيد من مستواه، مع تقديم ميزة التمرين اليومي للحصول على جوائز يومية مختلفة. وتقدم اللعبة وصفا دقيقا للسيارات الموجودة في اللعبة وتاريخها، بصحبة رسومات للسيارات تبدو وكأنها حقيقة بشكل يصعب تمييزه. ويستطيع اللاعب الحصول على سيارات جديدة إما بالفوز في السباقات أو شراء تلك السيارات من متجر عالم اللعبة، مع تقديم متجر خاص للسيارات المستخدمة. كما يتوجب على اللاعب الحصول على رخص السباق للمشاركة في سباقات محددة، وهي ميزة لعب معروفة في تاريخ هذه السلسلة. وتقدم اللعبة ميزة «السباق الموسيقي» Music Rally، حيث يجب فيه إكمال السباق السريع قبل انتهاء الموسيقى التي يمكن اختيارها من بين مجموعة ضخمة. ومن شأن هذه الميزة زيادة الحماس في السباقات وجعلها أكثر سرعة ومتعة.
وتقدم اللعبة أكثر من 400 سيارة من شركات عالمية معروفة في قطاع السيارات، و90 حلبة سباق مع إمكانية تحميل المزيد منها مع مرور الوقت. ويجب على اللاعب العناية بالسيارات وتغيير زيت المحرك وصيانتها بعد قطع مسافة كبيرة، وذلك بهدف المحافظة على مستويات الأداء العالية والفوز بالسباقات. وستشرح اللعبة جميع المواصفات التقنية للسيارات بطريقة سلسة حتى على اللاعبين الجدد للسلسلة. كما يمكن مشاهدة إعادة لكل سباق على شكل فيديو بزوايا تصويرية مختلفة بصحبة موسيقى ممتعة.


 تقدم اللعبة الكثير من السيارات الرياضية

وبالنسبة لنمط اللاعب الجماعي، فيقدم تجربة ممتعة مع الأهل والأصدقاء والغرباء حول العالم، حيث يمكن الدخول في سباقات عبر الإنترنت والمشاركة في تحديات يومية لكسب الخبرة. وكلما قاد اللاعب سيارته بأسلوب احترافي أفضل ولم يصدم سيارات اللاعبين الآخرين، فسترتفع سمعته وتصنيفه، بينما سيحصل على عقوبات إذا قاد بطريقة متهورة ولم يلتزم بقوانين السباقات.
التحكم بالسيارات واقعي جدا، ويمكن تعديل خصائص السيارة للحصول على تحكم مختلف لكل سيارة. ويجب على اللاعب التعرف على جميع السيارات وتجربة مزاياها للتعرف على زوايا الانعطاف الصحيحة ومتى يجب الضغط على المكابح والمدة المناسبة للحصول على الالتفاف الصحيح في المنحنيات الصعبة للفوز في السباقات الأكثر صعوبة والحصول على جوائز أكبر. هذا الأمر يضيف الكثير من الواقعية إلى عالم اللعبة، حيث إن أسلوب تحكم واحد قد لا يتناسب مع السيارات الرياضية الحديثة، بينما يكون مناسبا للسيارات الكلاسيكية، مثلا.

مواصفات تقنية
وبالنسبة لأداة التحكم «دوال سينس» DualSense الخاصة بجهاز «بلايستيشن 5»، فتقدم مستويات متقدمة جدا في محاكاة شعور قيادة السيارات السريعة عبر العديد من الطرق المختلفة وعوامل الجو المتغيرة. وسيشعر اللاعب بثقل المكابح لدى الضغط على الأزرار بسرعة أو بشدة وتوقف الإطارات عن الدوران بسبب عمل المكابح، مع اهتزاز أداة التحكم بشكل يحاكي السير فوق الحجارة في الطرق الوعرة، وغيرها من التفاصيل المميزة. هذا، وسيشعر اللاعب بمقاومة الهواء للسيارة لدى السير بسرعات عالية، وخصوصا في الأجواء الممطرة. ويمكن استخدام عصا التحكم لتحريك السيارة، أو يمكن استخدام ميزة تحويلها إلى «مقود» للقيادة وتحريكها في الهواء بشكل يحاكي تحريك مقود السيارة، لتستشعر الأداة ميلانها بدقة وتعكس آر ذلك مباشرة في عالم اللعبة.
وبالنسبة للرسومات، فتعرض اللعبة الرسومات على جهاز «بلايستيشن 5» بشكل مبهر جدا، وتقدم خيار عرض الرسومات بسرعة 60 صورة في الثانية وبالدقة الفائقة 4K، أو خيار التركيز على عرض الانعكاسات من على الأسطح، أو ميزة تتبع الأشعة الضوئية من مصدرها Ray tracing المتقدمة الموجودة في عدة أماكن في اللعبة، من بينها نمط التصوير Photo Mode. وبالحديث عن نمط التصوير، فيمكن تصوير السيارات في ظروف مختلفة في أكثر من 2.500 موقع تقدم مناظر طبيعية مبهرة.
وبالنسبة للصوتيات والموسيقى، فهي مميزة، حيث تختلف أصوات المحركات من سيارة لأخرى، وسيؤثر تغيير نوع الإطارات على المؤثرات الصوتية، إلى جانب القدرة على سماع أصوات تغيير وتعشيق التروس (والإحساس بها من خلال أداة التحكم الخاصة بجهاز «بلايستيشن 5»). وسيلاحظ اللاعب الفرق في الأصوات لدى تطوير قدرات السيارة، والتي ستختلف أيضا وفقا لحالة الطقس المتغيرة. ويُنصح باستخدام سماعات تجسيمية للحصول على تجربة أكثر انغماسا بشكل مبهر جدا، والتي تدعم تقنية Tempest 3D Audio الخاصة بجهاز «بلايستيشن 5».
وتستفيد اللعبة من سرعة تحميل المعلومات من وحدة التخزين الداخلية لجهاز «بلايستيشن 5» لبدء السباقات بسرعة كبيرة، والتنقل بين خيارات السيارة بشكل سريع للغاية. وتجدر الإشارة إلى أن اللعبة معربة بالكامل، وتعرض القوائم والشرح المفصل بلغة واضحة، ويستحق فريق التعريب التقدير على الجهود المميزة.
وبالنسبة للذكاء الصناعي للخصم، فهو متقدم وسيشعر اللاعب بأن الخصم يغلق زاوية المرور في المنعطفات لجعل اللاعب يلتف من الجهة الخارجية وليكون تماسك سيارته أقل. ولدى السير في الطرق المستقيمة، نجد أن الخصم لا يسير بشكل مستقيم، بل يتمايل إلى اليمين واليسار لمنع من يسير خلفه من الاستفادة من انخفاض مقاومة الهواء والحصول على سرعة أعلى وتجاوزه.
وبالنسبة لإصدار «بلايستيشن 4»، فيدعم نمطا واحدا يعرض الرسومات بسرعة 60 صورة في الثانية، ويستطيع تشغيل نمط الإعادة بسرعة 30 صورة في الثانية للمحافظة على جودة الصورة. وتجدر الإشارة إلى أن جودة الصورة ممتازة في إصدار «بلايستيشن 4»، رغم أن عمر التقنية في الجهاز قاربت على 9 أعوام.

معلومات عن اللعبة
> الشركة المبرمجة: «بوليفوني ديجيتال» Polyphony Digital www.polyphony.co.jp
> الشركة الناشرة: «سوني إنترآكتيف إنترتينمت» Sony Interactive Entertainment www.sie.com
> موقع اللعبة على الإنترنت: www.Gran - Turismo.com
> نوع اللعبة: سباقات واقعية Simulation Racing
> أجهزة اللعب: «بلايستيشن 4 و5»
> تاريخ الإطلاق: 03/2220
> تصنيف مجلس البرامج الترفيهية ESRB: للجميع «E»
> دعم للعب الجماعي: نعم


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة) play-circle 01:34

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

يرى الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» أن البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية بالسعودية وزيادة نقاط البيع تعززان إنفاق السيّاح.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

خاص «ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد شركة «ساس» التزامها بدعم أهداف رؤية 2030 عبر استثمارات في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (دبي)

«ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)
تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)
TT

«ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)
تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

تُعزز شركة «ساس» (SAS)، الرائدة عالمياً في مجال التحليلات، التزامها تجاه المملكة العربية السعودية؛ حيث تسعى للعب دور رئيسي في رؤية المملكة 2030 من خلال مبادرات التحول الرقمي. ومع صعود الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تعمل الشركة على دمج التقنيات المتطورة مثل البيانات الاصطناعية والذكاء الاصطناعي التوليدي لتمكين الشركات عبر مختلف القطاعات.

ووفقاً لإحصاءات «ستاتستا» (Statista)، من المتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي في المملكة إلى 2 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024 مع معدل نمو سنوي متوقع بنسبة 29 في المائة، مما سيدفع السوق إلى تجاوز 9 مليارات دولار بحلول عام 2030، وفق ما قاله محمد كيكي، مدير شركة «ساس» في المملكة العربية السعودية، في حديثه مع «الشرق الأوسط» على هامش معرض «جايتكس 2024» في دبي.

محمد كيكي مدير شركة «ساس» في المملكة العربية السعودية متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (ساس)

التزام «ساس» تجاه المملكة

تستثمر «ساس» (SAS) بشكل كبير في المنطقة، مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها. وأوضح كيكي أن فريق الشركة في نمو مستمر، مما يعكس التزام شركته بدعم الأهداف الوطنية للمملكة من خلال استثمارات كبيرة في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي. كما تحدث عن استراتيجية الشركة الأوسع نطاقاً، مشيراً إلى أن «ساس» استثمرت مليار دولار عالمياً في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، وخاصة في حلول الذكاء الاصطناعي الموثوقة. وأضاف: «هذا هو المليار الثاني الذي استثمرناه عالمياً لتطوير حلول التحليلات المتقدمة لتلبية احتياجات الصناعات الفريدة». وتركز هذه الاستثمارات على حل التحديات التجارية في الوقت الفعلي من خلال التوافق مع احتياجات السوق المحلية، خاصةً مع ظهور تحديات جديدة مع دمج الذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات.

دور «البيانات الاصطناعية»

ظهرت «البيانات الاصطناعية» كأداة رئيسية للمنظمات التي تواجه لوائح بيانات صارمة، وخاصة في القطاعات الحساسة مثل الرعاية الصحية والتمويل والحكومة. ومع ذلك، تظل «البيانات الحقيقية» الخيار المفضّل كلما توفرت. ويشير تركي الثقفي، اختصاصي حلول الذكاء الاصطناعي لدى «ساس» خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» إلى أنه «كلما أمكننا استخدام (البيانات الحقيقية)، نختار ذلك دائماً لأنها تحتوي على رؤى حقيقية من الصعب تقليدها اصطناعياً».

في القطاعات الخاضعة للتنظيم، غالباً ما تواجه المؤسسات تحديات تتعلق بخصوصية البيانات وأمنها، مما يحد من قدرتها على مشاركة أو معالجة البيانات الحقيقية. تتضمن حلول «ساس» إنشاء «بيانات اصطناعية» هي مجموعات من البيانات يتم توليدها اصطناعياً وتعكس الخصائص الإحصائية للبيانات الحقيقية، مما يمكّن الشركات من تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون تعريض المعلومات الحساسة للمخاطرة بانتهاكات البيانات.

يشرح الثقفي ذلك بشكل أوضح عبر مثال واقعي قائلاً: «أحد عملائنا كان يمتلك بيانات حساسة للغاية لم يتمكن من مشاركتها خارجياً. استخدمنا (البيانات الاصطناعية) لتكرار الأنماط الرئيسية وتنفيذ حالات استخدام الذكاء الاصطناعي التي سمحت لهم بفهم التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على عملياتهم».

تركي الثقفي اختصاصي حلول الذكاء الاصطناعي لدى «ساس» متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (ساس)

البيانات الحقيقية أم الاصطناعية؟

في حين تُقدّم «البيانات الاصطناعية» حلاً ممتازاً، يتفق كل من كيكي والثقفي على أن دمج البيانات الحقيقية مع تلك الاصطناعية سيصبح المحرك المهيمن لابتكار الذكاء الاصطناعي في السعودية. يتم التغلب بسرعة على القيود المتعلقة بالأجهزة والبرامج التي أعاقت في السابق معالجة كميات كبيرة من البيانات في الوقت الحقيقي. ويتوقع كيكي أن تتصدر البيانات الحقيقية المشهد مع تقدم التكنولوجيا. ويقول إنه مع مشاركة مصنعي الأجهزة الكبار، «أصبحنا الآن قادرين على تحليل البيانات الحقيقية في سيناريوهات الحياة الواقعية».

يُعد هذا الدمج بين «البيانات الاصطناعية» والبيانات الحقيقية أمراً حاسماً في التحول الرقمي بالمملكة، خاصة مع اعتماد المزيد من المنظمات الحكومية والخاصة على الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات صنع القرار حسب قوله. ويضيف أن البيانات الحقيقية توفر رؤى أكثر ثراءً وتسمح بتوقعات أكثر دقة، مما يجعلها لا تقدر بثمن لقطاعات مثل الرعاية الصحية، حيث يمكن أن تكون معالجة البيانات في الوقت الفعلي أمراً حاسماً لإنقاذ الأرواح.

الذكاء الاصطناعي في المدن الذكية

تؤكد رؤية المملكة العربية السعودية 2030 على تطوير المدن الذكية، وتلعب شركة «ساس» دوراً محورياً في هذا التحول. وأوضح الثقفي أن قدرات الذكاء الاصطناعي لشركة «ساس» تُستخدم لتعزيز الابتكار في المدن الذكية، وخاصة من خلال الرؤية الحاسوبية. وأوضح أن «الرؤية الحاسوبية هي مجال رئيسي نستخدم فيه نماذج التعلم الآلي لتحليل البيانات في الوقت الفعلي من أجهزة الاستشعار والكاميرات والأجهزة الأخرى في البيئات الحضرية».

على سبيل المثال، يمكن للرؤية الحاسوبية معالجة البيانات من الكاميرات وأجهزة الاستشعار المنتشرة عبر المدن لتزويد المسؤولين برؤى في الوقت الفعلي، وتمكينهم من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن إدارة المرور والسلامة العامة والتخطيط الحضري. تتماشى هذه القدرات مع طموح المملكة لإنشاء مدن أكثر كفاءة واستدامة كجزء من استراتيجيتها الأوسع للتنويع الاقتصادي.

بالإضافة إلى المدن الذكية، تدعم شركة «ساس» جهود الحكومة لزيادة الشفافية والمساءلة. ويقول الثقفي إن «(ساس) تقدم حلولاً قائمة على المخاطر تساعد المؤسسات على الامتثال للأنظمة وتحسين الشفافية». وتُعد هذه الحلول ذات قيمة في القطاعات التي يكون فيها الامتثال للأنظمة الحكومية أمراً بالغ الأهمية، مثل التمويل والرعاية الصحية.

«البيانات الاصطناعية» هي مجموعات من البيانات يتم توليدها اصطناعياً وتعكس الخصائص الإحصائية للبيانات الحقيقية (شاترستوك)

تمكين القوى العاملة السعودية

مع استمرار المملكة العربية السعودية في رحلتها نحو أن تصبح قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي، لا يمكن التقليل من أهمية بناء قوة عاملة ماهرة. تساهم «ساس» بشكل نشط في هذا الجهد من خلال مبادرات التدريب والتعليم في مجال الذكاء الاصطناعي، مستهدفة الشباب في الجامعات والمدارس. ووفقاً للثقفي، تطور شركته دورات وشهادات متعلقة بالذكاء الاصطناعي مصممة خصوصاً لتلبية احتياجات الشباب السعوديين، مما يساعد في إعداد الجيل القادم من قادة الذكاء الاصطناعي.

ويتفق محمد كيكي مع هذا، مشيراً إلى شراكات «SAS» الأخيرة مع المنظمات المحلية لإنشاء برامج قيادية في مجال الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن «ساس» وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» (SDAIA) لإطلاق برامج قيادية جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه البرامج إلى تزويد القادة المستقبليين بالمهارات اللازمة للاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي وضمان بقاء القوى العاملة في المملكة قادرة على المنافسة في سوق عالمي سريع التطور.

رؤية «ساس» للذكاء الاصطناعي في السعودية

مع توقع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي في المملكة بنسبة 29 في المائة سنوياً وتجاوزها حاجز 9 مليارات دولار بحلول عام 2030، تتطلع «ساس» للعب دور رئيسي في تمكين هذا النمو، كما يقول كيكي. يركز توجه الشركة على البيانات الاصطناعية والحقيقية، إلى جانب استثماراتها في التعليم المتعلق بالذكاء الاصطناعي ومبادرات المدن الذكية، وهي تتماشى تماماً مع أهداف رؤية المملكة 2030.

يؤكد كيكي التزام شركته بمساعدة السعودية على «تحقيق أهداف التحول الرقمي من خلال توفير الأدوات اللازمة للذكاء الاصطناعي والتحليلات لدفع الابتكار عبر الصناعات». ينعكس هذا الالتزام في استثماراتها المستمرة في تطوير المواهب المحلية وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي.

يقول محمد كيكي إنه مع توقع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية بنسبة 29 في المائة سنوياً وتجاوز 9 مليارات دولار بحلول عام 2030، تعمل «ساس» على وضع نفسها كممكّن رئيسي لهذا النمو. يتماشى تركيز الشركة على البيانات الاصطناعية والواقعية، إلى جانب استثماراتها في تعليم الذكاء الاصطناعي ومبادرات المدينة الذكية، تماماً مع أهداف رؤية المملكة 2030.

ويؤكد كيكي «التزام (ساس) بمساعدة السعودية في تحقيق أهداف التحول الرقمي من خلال توفير أدوات الذكاء الاصطناعي والتحليلات اللازمة لدفع الابتكار عبر مختلف القطاعات». لا ينعكس هذا الالتزام فقط في قرار الشركة بنقل مقرها الإقليمي إلى الرياض ولكن أيضاً في استثماراتها المستمرة في المواهب المحلية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.