«التراث في كل مكان»... استكشاف تاريخ مصر عبر الفوتوغرافيا

مشروع بين مكتبة الإسكندرية وجمعيات بحثية

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
TT
20

«التراث في كل مكان»... استكشاف تاريخ مصر عبر الفوتوغرافيا

جانب من المعرض (الشرق الأوسط)
جانب من المعرض (الشرق الأوسط)

بين مشاعر اختلط فيها الحنين للماضي الذي غاب بلا أمل في رجوعه، والرغبة في حفظ وحماية حرف تراثية ومواقع أثرية تعود لحقب تاريخية مختلفة ومتباينة يطالها الإهمال، يستضيف «بيت السناري»، بالقاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، المعرض الفوتوغرافي «التراث في كل مكان»، الذي يستمر حتى منتصف الشهر الحالي، بدعم من جمعية استكشاف مصر البريطانية.

ويهدف المعرض، حسب الدكتورة فاطمة كشك المسؤولة عن منحة «تراث في خطر»، إلى «دعم ونشر ثقافة التراث المصري، وكيفية الحفاظ عليه وتوثيقه، والوعي به، مع السعي لربط تاريخ مصر القديم بالعصر الحديث».
ويتضمن المعرض صوراً فوتوغرافية عرضت أشكالاً مختلفة من التراث المادي وغير المادي في عصور مصر المختلفة، وحظيت باحتفاء مصري وبريطاني كبير، تمثل في وزارة السياحة والآثار المصرية والمركز الثقافي البريطاني، وجمعية استكشاف مصر التي أنشئت في لندن عام 1882، بهدف البحث عن المواقع الأثرية في منطقة دلتا ووادي النيل في مصر والسودان، وكذلك توثيق أشكال التراث المادي وغير المادي باستخدام برامج حديثة ومتنوعة هدفها دعم وتعزيز مشاريع البحث الأثري في جميع أنحاء مصر.

ويقول الدكتور عصام ناجي مدير التخطيط والتواصل بـ«جمعية استكشاف مصر» في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إن المشروعات سعت إلى تسجيل وتوثيق القناطر الخيرية القديمة، وحلقة السمك في مدينة الإسكندرية، التي بناها الإنجليز في موقع حلقة محمد على بعد أن تعرضت للتدمير عند اقتحام الجنود الإنجليز للمدينة، أثناء احتلال مصر، وهناك مشروع آخر يسجل ويوثق مسارات الترام في القاهرة، يقوم به «مركز أرشيف شبرا»، تحت عنوان «شوارع القاهرة تهتف... سلام ترام»، وذكر ناجي أن المعرض سوف يتوج بكتاب يتضمن كل الدراسات والأبحاث والصور التي تخص كل مشروع.
أما مشاركة «مؤسسة راقودة للفن والتراث»، في مشروع «تراث في خطر»، فقد انصبت حسب قول مديرتها الدكتورة روضة عبد الهادي، لـ«الشرق الأوسط»، على «توثيق أسواق السمك في الإسكندرية، ولفتت إلى أن اسم «راقودة» يعود في أصله لقرية الصيادين التي كانت موجودة في الإسكندرية قديماً، واسمها في أصله اليوناني «أركوته». وأضافت عبد الهادي، «أن المشروع تركز على أرشفة وتوثيق ودراسة سوقين فقط من الأسواق، أولهما سوق الميدان، والآخر سوق حلقة السمك».

وأشارت مدير «مؤسسة راقودة» إلى أن مبنى حلقة السمك يتكون من دورين؛ الأول يقام فيه مزاد يومي حتى الآن لبيع الأسماك، أما الآخر فهو عبارة عن نوافذ على الطراز الإنجليزي لا سقف لها، وأقيمت كأنها دعامات للحفاظ على المكان حتى لا يتعرض للانهيار.
أما الموقع الآخر المتخصص في ترويج الأسماك، الذي عملت المؤسسة على توثيقه فهو سوق الميدان، الموجود في حي المنشية، ويعود للعصر المملوكي، وقد استخدمت في بنائه أعمدة تعود للعصر اليوناني مضافة إليها بقايا معابد قديمة، التي كان بعضها أساساً لبناء العديد من الوكالات التجارية زمن المماليك والعثمانيين.
ولم تتوقف المشاريع التي شاركت في معرض بيت السناري عن حدود تاريخية معينة، وقد كان من بين تلك المشروعات ما قام به الدكتور مينا إبراهيم مدير مركز «أرشيف شبرا»، وقام مع زملائه من الباحثين على مدار ما يقرب من عام، بتتبع مسارات ترام القاهرة، وحاول الكشف عن حضوره في الوعي الجمعي المصري على امتداد مائة وعشرين عاماً منذ إنشائه عام 1896 وحتى إزالته 2019.

وقال إبراهيم، إن الأبحاث التي قامت بها مؤسسته كشف أن الترام خلال سنوات وجوده في القاهرة تطور من كونه مجرد وسيلة نقل دخيلة على المدينة إلى جزء أصيل من تركيبها الطبوغرافي، فلم يكن دوره نقل المصريين والأجانب من مكان لآخر فقط، بل تحول إلى ساحة عامة للتفاعل الإنساني والحراك الاجتماعي، وقد حول منطقة شبرا من مكان غريب عن سكانها إلى أفق أعطى مختلف شرائح المجتمع مجالاً للتعبير عن أنفسهم.

ومن بين المشاركين في معرض بيت السناري برز مشروع تسجيل وتوثيق بعض الأثار الإسلامية انصب على «قبة الأشرف خليل بن قلاوون» التي تقع بالقرب من جامع السيدة نفيسة بحي الخليفة بمدينة القاهرة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى عام 687هـ/ 1288م، وقد عمل الباحث معاذ لافي وزملاؤه على تصوير القبة وعمل دراسات توضح تاريخها، ورسوم لتفاصيلها، وزخارفها، والخطوط التي تم استخدامها في كتابة الآيات القرآنية التي جاءت على الجدران.

كما تضمن المعرض مشروعاً عن الحرف اليدوية المهددة بالاندثار في صعيد مصر، بالإضافة إلى مشروع توثيق المجموعة المعمارية لكوبانية المياه من عصر محمد علي بالخطاطبة.



البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
TT
20

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن تلوث الكوكب بالبلاستيك الدقيق يقلل بشكل كبير من إمدادات الغذاء ويهدد الملايين بالمجاعة، من خلال إعاقة عملية التمثيل الضوئي للنباتات.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة بفحص وتحليل 157 دراسة سابقة حول تأثير البلاستيك الدقيق على النباتات.

ووجدوا أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يُلحق الضرر بالنباتات بطرق متعددة. حيث يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأوراق وتضر بالتربة التي تعتمد عليها النباتات. وعندما تمتصها النباتات، يمكن لهذه الجسيمات أن تسد قنوات المغذيات والمياه، وتحفز جزيئات غير مستقرة تضر بالخلايا وتطلق مواد كيميائية سامة، يمكن أن تقلل من مستوى صبغة الكلوروفيل الضوئية.

ولفتت الدراسة إلى أن ما بين 4 في المائة و14 في المائة من المحاصيل الأساسية في العالم من القمح والأرز والذرة تُفقد بسبب الجزيئات البلاستيكية المنتشرة.

وقال الباحثون إن الأمر قد يزداد سوءاً، مع تدفق مزيد من البلاستيك الدقيق إلى البيئة.

وتأثر نحو 700 مليون شخص بالجوع في عام 2022. وقدَّر الباحثون أن تلوث البلاستيك الدقيق يمكن أن يزيد من عدد المعرَّضين لخطر المجاعة بمقدار 400 مليون شخص آخر في العقدين المقبلين، واصفين ذلك بأنه «سيناريو مثير للقلق» للأمن الغذائي العالمي.

وقال الباحثون إن الخسائر السنوية للمحاصيل، والناجمة عن المواد البلاستيكية الدقيقة، قد تكون مماثلة لتلك التي تسببت فيها أزمة المناخ في العقود الأخيرة.

حقائق

700 مليون شخص

تأثروا بالجوع في عام 2022

ويواجه العالم بالفعل تحدياً لإنتاج ما يكفي من الغذاء بشكل مستدام، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 10 مليارات بحلول عام 2058.

وقال فريق الدراسة الجديدة التابع لجامعة نانجينغ في الصين: «لقد سعت البشرية إلى زيادة إنتاج الغذاء لإطعام عدد متزايد من السكان، لكنّ هذه الجهود الجارية أصبحت الآن معرَّضة للخطر بسبب التلوث البلاستيكي».

وأضاف: «تؤكد النتائج الحاجة الملحّة إلى خفض التلوث لحماية الإمدادات الغذائية العالمية في مواجهة أزمة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المتنامية».

ووصف عدد من الخبراء الدراسة الجديدة بأنها «مفيدة» و«جاءت في الوقت المناسب»، لكنهم حذَّروا من أن هذه المحاولة الأولى لقياس تأثير البلاستيك الدقيق على إنتاج الغذاء ستحتاج إلى تأكيد من خلال جمع مزيد من البيانات.