يمنيون يواجهون عنصرية الحوثيين بتأسيس مجلس للدفاع عن الأقليات

TT

يمنيون يواجهون عنصرية الحوثيين بتأسيس مجلس للدفاع عن الأقليات

بغرض مواجهة عنصرية الحوثيين وانتهاكاتهم بحق الأقليات الدينية والإثنية في اليمن، أعلن ناشطون يمنيون تأسيس مجلس للدفاع عن الأقليات يضم ممثلين عن الطوائف الدينية في البلاد وهي اليهودية والمسيحية والبهائية، والأقليات الأخرى، مشيرين إلى أن النشاط الرسمي للمجلس سيبدأ الأسبوع المقبل.
ويهدف المجلس إلى دعم التنوع والحقوق والحريات والمناصرين لحقوق الإنسان وحق الأقليات في اليمن، وفق ما ذكره وليد عياش أحد قادة المجلس والشخصية البارزة في الطائفة البهائية في اليمن.
وجاء في بيان الإشهار أن المجلس تم تأسيسه «انطلاقا من الإيمان بالكرامة الإنسانية والحق الإنساني لكل إنسان أيا كان عنوانه أو دينه ومعتقده ومذهبه أو لونه وأصله ومهنته أو منطقته ومنبته وجنسه ذكراً كان أم أنثى أو لغته وما كان من أشكال التنوع والاختلاف فيما بين بني الإنسان».
وذكر البيان أنه تم إطلاق المجلس الوطني للأقليات في اليمن من خلال المكونات الأولية التي شاركت في اللجنة التحضيرية له وهي فئة المهمشين من ذوي البشرة السمراء والمولدين وأصحاب المهن والحرف اليدوية التي تنتقص من قبل الثقافة المغلوطة وكذلك اللادينيين وأيضاً المنتميين إلى الطوائف الدينية من بهائيين ومسيحيين ويهود ومن يرغب في الانضمام من الطوائف الدينية الإسلامية».
المجلس الوطني للأقليات في اليمن الذي أسسه زعماء الطوائف اليمنية التي نفتها ميليشيات الحوثي قال إنه سيعمل للمطالبة الحقوقية بالطرق والوسائل المشروعة من أجل نيل الحقوق الكاملة في المواطنة المتساوية والعيش المشترك ونيل جميع الحقوق الأصيلة والوجودية، وأنه سيناضل «لانتزاع الحقوق والحصول عليها وتأكيدها دستورياً وقانونيا وتجريم كل صور وأشكال العنصريات والتمايز والازدراء والانتقاص من هذه الحقوق» في إشارة إلى أنه يسعى لمواجهة ممارسات وثقافة ميليشيات الحوثي القائمة على التمييز السلالي.
وتعهد المؤسسون بالعمل على إيقاف الانتقاص بكل صوره وأشكاله المقيتة والمدمرة للسلام والأمن المجتمعي وإصدار القوانين النافذة التي تكفل كل تلك الحقوق والحريات وعلى رأسها حق وحرية اختيار الدين والمعتقد الذي كفلته الشرائع السماوية، على قاعدة «لا إكراه في الدين» و«قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». وهو ما كفلته القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وقال بيان الإشهار إن مؤسسي المجلس الحقوقي سيتحركون للمطالبة بتحقيق كل تلك المطالب وأنهم سيمدون أيديهم لكل من يؤمن بهذه المبادئ والحقوق مستخدمين كل الطرق والأساليب المتاحة السلمية والمشروعة والقانونية.
ويضم المجلس في قيادته ممثلين عن الطوائف المسيحية واليهودية والبهائية من الذكور والإناث إلى جانب الأقليات المضطهدة، ويسعى لاستقطاب ممثلين عن الطوائف الإسلامية الأخرى المؤيدة لحرية الاعتقاد والمناهضة لنهج ميليشيات الحوثي الإقصائية، ويتوقع مؤسسوه أن يحظى بتأييد مختلف التوجهات السياسية اليمنية التي ترى في نهج ميليشيات الحوثي مشروعا للقمع والاحتراب الداخلي وإنهاء التعدد والتنوع في المجتمع اليمني.
وكانت ميليشيات الحوثي سجنت زعماء هذه الطوائف قبل أن تنفيها خارج البلاد، وتفرض حظرا على ممارسات الشعائر الدينية لهذه الطوائف، وقامت بإغلاق جمعيات خيرية كانت تديرها، مع عملها على تكريس ثقافة استعلائية تدعي من خلالها أحقيتها في الحكم دونا عن بقية اليمنيين.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.