تنتمي رواية «جرس إنذار» للروائي الشاعر إبراهيم اليوسف إلى ما كتب ضمن إطار ما أطلق عليه اسم «أدب الجائحة»، دون أن يغرق في التفاصيل الواقعية لهذه العوالم، وإن كانت تحيل إليها، إذ إن أحداث الرواية تجري خلال الأشهر الستة الأولى من انتشار وباء كورونا كونياً، بعد أن ينقسم التاريخ إلى: ما قبل كورونا وما بعد كورونا «1 - 1 - 1 ب ك»، كما أنه ينهي النصفي أواخر الشهر السادس من عام كوفيد كورونا الأول!
بطل الرواية. راوي الأحداث وهو سوري لجأ إلى بلد أوروبي - ألمانيا - هرباً من الحرب في بلاده، كما هو حال اللبناني. العراقي. الكوسوفية وغيرهم، إلا أنهم جميعاً يفاجأون بأعظم حرب على الوجود. إنها حرب كوفيد التاسع عشر التي تهدد بإزالة الحياة عن كوكب الأرض، واحتمال إفساح الطريق أمام كائنات أخرى للعيش في بدل الإنسان بعد أن عاث تلويثاً وتدميراً للبيئة!
تجري أحداث الرواية في عمارة واحدة: الراوي وثلاثة من أبنائه وبناته الذين يعيشون كل مع أسرته: ابنان وابنة، بالإضافة إليه وزوجته وأصغر ولديه ابنه وابنته طالبة الصيدلة، الذين يعيشون معاً في بيت منعزل، ضمن العمارة، إذ يبلبل ويزعزع نبأ انتشار الوباء الحياة الاعتيادية لهذه الأسرة، ويخلخل برامجها، ويضطر جميعهم إلى العيش ضمن فضاء الأسر الكوروني، كما سكان العمارة والمعمورة، في آن، وتبدأ آليات الوقاية الذاتية الصعبة، في مرحلة العزلة، خشية الفيروس الرهيب الذي تتناهى إلى مسامع الأسرة، في كل يوم، نبأ إصابة بعضهم أو موتهم، ناهيك عن متابعة أبنائها لتفاصيل وقائع الخط البياني للآفة محلياً وعالمياً، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والصحافة، والإعلام، ناهيك عن انتشار الفيديوهات ورسائل الـ«واتساب» اليومية التي تقدم وصفات النجاة من الوباء، وهي تعيدنا إلى الطبيعة، إلا أن كثيرين من المشعوذين استثمروا ذلك، وباتوا ينشرون أكاذيبهم، فيشوشون على ما يمكن.
وتتداخل خطوط الرواية: أمكنة، وأحداثاً، وشخصيات، من خارج الوطن وداخله، لتصنف الرواية ضمن أعمال الكاتب في رصد عوالم ابن المكان، المجتث من جذوره، ليظل في حالة صراع أينما كان، فهو يعاني حالة قلق روحي، مشتتاً بين بين، سواء أكان في مغتربه أو في وطنه.
- صدرت الرواية عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر – القاهرة 2022، وتقع في 330 صفحة، وهي الرابعة للكاتب.
- صمم غلاف الرواية الفنان خليل عبد القادر.
«جرس إنذار» لإبراهيم اليوسف
«جرس إنذار» لإبراهيم اليوسف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة