سترة.. تترجم الكلمات للأصم

سترة.. تترجم الكلمات للأصم
TT

سترة.. تترجم الكلمات للأصم

سترة.. تترجم الكلمات للأصم

عيوننا وآذاننا ليست وحدها فقط من الحواس البشرية ألتي يمكنها استيعاب الكلمات وإدراكها، فخلال مؤتمر «التقنيات والتسليات والتصميم» (تي إي دي) الذي عقد في شهر مارس (آذار) المنصرم في فانكوفر، عرض عالم الأعصاب في جامعة «بايلور» ديفيد إيغلمان سترة رجراجة اهتزازية تتيح للأطرش فهم الحديث الدائر عبر الغرفة، والشعور بتغريدات «تويتر».
وتعمل هذه السترة كصفحة كبيرة جدا من لغة «برايل»، لكن بدلا من النتوءات التي تشعر بها رؤوس الأصابع، يتحول ظهر لابسها بأكمله إلى نسيج ناقل للبيانات وبثها. فإذا كان مرتديها مقيد فقط في السابق بإحساسي السمع والنظر، فإن جلده يصبح أيضا من الحواس الإضافية التي ترصد أجزاء معقدة من المعلومات. فقائد الطائرة يمكنه مراقبة المزيد من الآلات والعدادات خلال الرحلة، بينما الخطيب يمكنه فهم وإدراك رد فعل الحضور أثناء إلقاء كلمته.. «فقد نقلنا الأذن الداخلية إلى أسفل الظهر، كما ذكر لي إيغلمان، وأنا أرتدي سترته».

* اهتزازات الجلد
وهذه السترة المحكمة الخاصة بممارسة رياضة التزلج، تشعرك بكرسي التدليك، تحول كل اهتزاز على ظهر مرتديها إلى جزء مختلف من البيانات الصوتية. وتعني الاهتزازات على الكتف معاني عميقة مثل «الخبز»، في حين تعني الاهتزازات الحاصلة على أسفل الظهر، «الكعك». وفي البداية كان الشعور بالارتجاجات أشبه بوابل عشوائي من الأحاسيس.
ويقول إيغلمان إنه بعد خمسة أيام من التدريب، يمكن للأصم استيعاب كلمات فردية من هذه الاهتزازات، تماما مثل كفيف البصر الذي يترجم النتوءات على «برايل» إلى كلمات. والتطبيق الأقرب هنا هو الشعورِ بالآراء التي طرحت على «تويتر». فخلال كلمة إيغلمان في المؤتمر، كان الناس يغردون بآرائهم. وكانت الارتجاجات في الجانب الأيمن من ظهري إيجابية، فيما كانت سلبية على الجانب الأيسر. واستطعت أن أشعر ما إذا كان هناك نقاش معين قد جرى تقبله بصورة جيدة، أو رُفض من قبل جماهير الإنترنت.
ويصف إيغلمان هذا الأمر بنظرية «رأس البطاطا» في الإدراك البشري، أي العينين، والأذنين، واللسان، هي مجرد مجسات موصولة إلى الدماغ. وعن طريق التقنية الصحيحة يمكننا استعادة أحاسيسنا لاستيعاب بيانات مختلفة. ومثال على ذلك أن الحيوانات لا تستخدم كلها ألسنتها لتذوق الطعام، فالثعابين تمسح الهواء بألسنتها لتذوقها، كما نقوم نحن باستنشاق الهواء لشم السموم الخطرة.
وفي غالبية الأحيان نستخدم جلدنا للحصول على المعلومات الخاصة بالأجسام، وأشكالها، ووزنها. وبهذا الأسلوب نحن لا نستفيد كثيرا من القطعة الأكبر من نسيجنا العضوي في جسمنا. ومع سعينا للحصول على المزيد من البيانات، وبالتالي رصدها خلال قيامنا بالأعمال المختلفة، يمكن استغلال ثيابنا لمساعدتنا على التعرف على الأفكار والمشاعر المنتشرة في عالمنا هذا. ففي المستقبل سيصبح القميص الذي نرتديه، أكثر من تصريح للزي الذي نفضله، بل امتداد لعقولنا. يبقى القول إن هذه السترة لا تزال في أطوارها الأولى، إذ يتوقع إيغلمان توفر نسخة عاملة منها في العام المقبل بسعر يراوح بين ألف وألفي دولار.
* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ { الشرق الأوسط}



«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
TT

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)
شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

أعلنت شركة «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0 الذي تسعى من خلاله إلى منافسة شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى في قطاع يشهد نمواً سريعاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتوقّع رئيس مجموعة «ألفابت» التي تضم «غوغل» سوندار بيشاي أن تفتح هذه النسخة الحديثة من البرنامج «عصراً جديداً» في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي القادر على أن يسهّل مباشرة الحياة اليومية للمستخدمين.

وأوضحت «غوغل» أن الصيغة الجديدة من «جيميناي» غير متاحة راهناً إلا لقلّة، أبرزهم المطوّرون، على أن تُوفَّر على نطاق أوسع في مطلع سنة 2025. وتعتزم الشركة دمج الأداة بعد ذلك في مختلف منتجاتها، وفي مقدّمها محركها الشهير للبحث، وبأكثر من لغة.

وشرح سوندار بيشاي ضمن مقال مدَوَّنة أعلن فيه عن «جيميناي 2.0» أن هذه الأداة توفّر «القدرة على جعل المعلومات أكثر فائدة، مشيراً إلى أن في وِسعها فهم سياق ما وتوقّع ما سيلي استباقياً واتخاذ القرارات المناسبة للمستخدم».

وتتنافس «غوغل» و«أوبن إيه آي» (التي ابتكرت تشات جي بي تي) و«ميتا» و«أمازون» على التوصل بسرعة فائقة إلى نماذج جديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، رغم ضخامة ما تتطلبه من أكلاف، والتساؤلات في شأن منفعتها الفعلية للمجتمع في الوقت الراهن.

وبات ما تسعى إليه «غوغل» التوجه الجديد السائد في سيليكون فالي، ويتمثل في جعل برنامج الذكاء الاصطناعي بمثابة «خادم رقمي» للمستخدم وسكرتير مطّلع على كل ما يعنيه، ويمكن استخدامه في أي وقت، ويستطيع تنفيذ مهام عدة نيابة عن المستخدم.

ويؤكد المروجون لهذه الأدوات أن استخدامها يشكّل مرحلة كبرى جديدة في إتاحة الذكاء الاصطناعي للعامّة، بعدما حقق «تشات جي بي تي» تحوّلاً جذرياً في هذا المجال عام 2022.

وأشارت «غوغل» إلى أن ملايين المطوّرين يستخدمون أصلاً النسخ السابقة من «جيميناي».

وتُستخدَم في تدريب نموذج «جيميناي 2.0» وتشغيله شريحة تنتجها «غوغل» داخلياً، سُمّيت بـ«تريليوم». وتقوم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أساسي على معدات تصنعها شركة «نفيديا» الأميركية العملاقة المتخصصة في رقائق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).