رحلة الهروب من الموت... من إيفانكيف إلى وارسو

بولينا في أحد مراكز اللجوء (الشرق الأوسط)
بولينا في أحد مراكز اللجوء (الشرق الأوسط)
TT

رحلة الهروب من الموت... من إيفانكيف إلى وارسو

بولينا في أحد مراكز اللجوء (الشرق الأوسط)
بولينا في أحد مراكز اللجوء (الشرق الأوسط)

قبل ثلاثة أسابيع، كانت يانا فوكوفيتش تطمئن زميلاتها: «هَدِّئْنَ من روعكن. لن تكون هناك حرب. سيجدون حلاً».
لم يدُم تفاؤل يانا طويلاً حتى استهدف القصف الروسي بلدتها إيفانكيف، شمال غربي كييف. «كانت القنابل تتساقط بالقرب من حينا. ليس لدينا قبو، فقررنا المبيت في الرواق، وقضينا فيه ليلتين متتاليتين برفقة أصدقاء لنا». مع استمرار القصف، أدركت يانا ضرورة مغادرة إيفانكيف، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «كانت مجازفة كبيرة، وقد حالفنا الحظ، ونجحنا في الفرار». غادرت يانا بيتها برفقة زوجها وابنتها بولينا. قاد الزوج السيارة لعدة ساعات دون توقف، متبعاً طريقاً غير تقليدي عبر القرى، تفادياً لأي قصف محتمل.
وصلوا إلى لفيف غرب البلاد، وبدأ البحث عن سبيل لعبور الحدود. «كان محسوماً منذ البداية أن زوجي لن يرافقنا إلى بولندا. اصطحبنا إلى أقرب نقطة عبور، وودعنا قبل أن نستقل حافلة متجهة نحو معبر ميديكا».
نجحت يانا في عبور الحدود، وبعد بضعة أيام في مركز لجوء مؤقت، قررت التوجه برفقة ابنتها إلى العاصمة وارسو، حيث نجحت إيرينا أنيري، وهي شابة بولندية متطوعة، في تأمين شقة لهما.
تتواصل يانا بانتظام مع زوجها الذي انضم إلى جبهات القتال، إلا أنها فقدت التواصل مع أهلها وأصدقائها في إيفانكيف: «لقد استهدف الروس خطوط الاتصال، وانقطعت الكهرباء تماماً عن بلدتنا».
تبحث يانا، معلمة اللغة الإنجليزية، عن وظيفة في وارسو: «لا أعلم متى سنستطيع العودة. عليَّ تأمين وظيفة لسد حاجاتنا هنا»، لافتة إلى أنها لا تستطيع استئناف التدريس «لأنني لا أجيد اللغة البولندية». أما بولينا، ذات الـ16 ربيعاً، فالتحقت بالمدرسة. «تتحدث ابنتي الإنجليزية، ما سمح لها بالتأقلم قليلاً مع الأطفال الآخرين. كما تحظى بمعاملة جيدة للغاية من طرف المعلمين وزملائها».
لا تُخفي يانا خوفها من المستقبل، لكنها تكافح لتوفير حياة كريمة لابنتها رغم الصعاب. وتقول بشجاعة: «لدينا كل ما نحتاج إليه الآن، سقف يؤوينا وبعض الغذاء. سأواصل بحثي عن وظيفة لسد احتياجاتنا».
ورغم فرارها من القصف والدمار في اليوم الثالث من الحرب، فإن يانا تعاني من نوبات ذعر مستمرة. «تصيبني نوبات ذعر كلما سمعت صوت طائرة. لا أعرف لماذا!».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.